تستنفر إدارة المرور في الطائف كامل طاقاتها ميدانيا في نصف الساعة الأخيرة من نهار رمضان يوميا حيث ترتفع فيها درجات استعجال الصائمين لشراء الوجبات الساخنة والعودة بها في سرعة البرق إلى المنازل حرصا منها للحفاظ على درجة حرارتها قبل اذان المغرب وتناولها على مائدة الافطار. وتخطف محال الفول والتميس المشهد كل عام لتختنق كافة الشوارع التي تؤدي اليها ويبقى سيناريو بطء الحركة سيد للموقف في كافة الطرقات والمنافذ الجانبية والميادين، إذ تجد الجميع ينظر إلى ساعته ويطمع في ان يكون هو الاول في طابور الانتظار التي لا تخلو عادة من التلاسن والمشاحنات. «عكاظ» رصدت امس مشاهد اللحظات الأخيرة قبيل مدفع الإفطار والتقت عددا من المواطنين في عدة شوارع بالمحافظة منها شارع عكاظ وشبرا والستين وشهار والمعترض، إذ أجمع الغالبية منهم أن الحرص على تناول الوجبات وهي ساخنة هو السبب وراء كل مظاهر التلبك والشحن النفسي الذي يفرزه ايضا اختناق الشارع او الوقوف الخاطئ. وكشفت جولة «عكاظ» تدفقا رهيبا من المركبات في الشوارع ما أسهم في اختناقات مرورية ممتدة فيما رصدت حالتي تلاسن كادتا تتطوران لاشتباكات ساخنة لو لا تدخل اهل الخير فيما حرص آخرون للتوقف بعيدا والنزول على الاقدام في مشهد يجسد اجواء رمضانية. وكشف سعود الغريبي أن شوارع الطائف الهامة التي تؤدي لمحال الفول والسوبيا تختنق منذ الرابعة عصرا وتزداد ضراوة حتى نصف الساعة الأخير من النهار لحرص الغالبية على تناول وجبات الفول والتميس وهي ساخنة على مائدة الافطار. ويشاركه الرأي فارس القرني موضحا أن ما يثير مشاعره عادة أن يقوم سائق مركبة بالوقوف الخاطئ والسريع أمام محل الفول أو الفطائر والسمبوسك في سبيل الحصول على مبتغاه سريعا وهي ساخنة وكأن غيره ليس بمثله صائم ويطمع في الافطار مع بداية رفع الاذان مشيرا الى أن هذا المشهد دائما يتكرر ولا يخلو من المشاحنات والتلاسن ويأمل ان يفسح المجال لباعة الفول للوقوف بها والبيع مباشرة على الارصفة في اكشاك تسهم في انشائها الامانات للقضاء على هذه الظاهرة. محمد الشهري وحسين الغالبي اشارا الى ان الوجبات الساخنة تفرض هذا الواقع على الجميع وهي وجبات يحرص عليها العديد من الاسر والعوائل مبينين ان النصف الساعة الاخيرة تجد الغالبية كالبرق والصاروخ لايطالعون الا في ساعاتهم وحين يصطدمون بشارع مغلق او موقف خاطئ لا يتمالكون انفسهم لتندلع المشاحنات والتلاسن مطالبين بأن يكون لرجال الامور دور في هذه الاشكالية. من جهته كشف العميد حسن زويد القثامي مدير مرور الطائف ان هناك خطة رمضانية تم اعتمادها والبدء في تطبيقها مبينا ان الاوقات الاخيرة من النهار هي عادة تشهد خروج العديد من المتبضعين للمحال ويكون هناك في المقابل انتشار محكم لرجال المرور والدوريات في الميادين والشوارع.