أجمع الخبراء الأوروبيون على أن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله إلى الشعب السعودي والمسلمين في كل بقاع الأرض بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أبرزت توجهات حكومة خادم الحرمين الحريصة على مبدأ الحوار والتسامح والمحبة والصفح. في هذا الإطار، رأى وزير الخارجية الألماني الدكتور جيدو فسترفله أن تعريف الإسلام وفق ما جاء في كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤكد على مبدأ التسامح والوسطية وهو أساس الدبلوماسية السعودية، وأن المملكة شريك هام لألمانيا وأوروبا، لافتا إلى أن المملكة تعتبر جسر وصل بين العالم الإسلامي وأوروبا من جانب وألمانيا من جانب آخر. وأشار في تصريحاته ل«عكاظ» إلى أن المرحلة التي تمر بها بعض الدول العربية ما بعد الربيع العربي تحتم التعريف الصحيح للإسلام والابتعاد عن التطرف واستغلال الدين ليتوارى خلفه بعض المتطرفين والعابثين كما جاء في كلمة الملك بمناسبة شهر رمضان المبارك، مستدلا بالمركز الدولي لحوار أتباع الأديان، والذي تم افتتاحه بمشاركة المملكة في العاصمة النمساوية فيينا، معتبرا أن هذه الخطوة تساهم في خلق علاقات متوازنة بين الدول والشعوب بصرف النظر عن ديانتهم. من جانب آخر، صرح الخبير في الشؤون الإسلامية البروفسور الدكتور أودو شتاينباخ بأن توقيت هذه الكلمة له أكثر من دلالة، فهي من جانب تأتي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن جانب آخر هي كلمة موجهة لما يدور على الساحة العربية من خلط شديد ما بين الدين والسياسة فضلا عن الاستغلال السيئ لمفهوم الدين والإسلام بوجه عام، مؤكدا أنه يمكن اعتبارها خارطة طريق للتضامن والتصالح بين الشعوب حتى تتمكن الأمة من الخروج من مأزقها الحالي، وأكد أن الملك عبدالله دائما له مواقف إيجابية جدا ويعطي المعاني بشكل واضح وصريح، لافتا إلى ما جاء في الكلمة من أن الإسلام دين المحبة والصفح والتسامح ومنهج للحوار لا الانطواء والانهزام، وأعرب عن أسفه لما تشهده الساحة السياسية العربية والتباس الدين بالسياسة، الأمر الذي يؤثر على العلاقات الدولية، كما أنه أمر يؤثر على مبدأ الحوار الذي أطلقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز وله تبعات تنطوي على التشدد وعدم الاستعداد لفهم الآخر. وقال في تصريحاته ل«عكاظ» إنه من الضرورة أن تنجح دبلوماسية الحوار وحوار أتباع الأديان والثقافات في مواجهة دبلوماسية التشدد والتطرف ورفض الآخر. في السياق نفسه، رحبت مصادر الفاتيكان بالكلمة التي وجهها الملك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك واعتبرتها تواصلا لمبادئ الحوار والتسامح والتركيز على القيم الأخلاقية، والتي تتلاقى فيها جميع الأديان السماوية بعيدا عن الخلط والتشدد، حيث أعرب المونسنيور ميغيل أنجيل أيوزو غيكسوت نائب رئيس اللجنة البابوية لحوار الأديان وعميد المعهد البابوي للدراسات الإسلامية والعربية بالفاتيكان أنه ليس من المستغرب أن ينتهز الملك فرصة حلول شهر رمضان المبارك ليذكر الأمة الإسلامية بالمفاهيم الصحيحة للدين، ويركز على المحبة والتسامح والصفح، في وقت يستغل فيه الدين لمفاهيم سياسية، منوها بأن الوقت الحالي يتطلب البحث عن القيم المشتركة والالتزام بالوسطية حتى ترقى المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وانتهز الفرصة للتهنئة للمملكة والشعب السعودي والأمة الإسلامية بحلول الشهر المبارك.