اعتبر الفاتيكان الترتيبات الجارية لافتتاح مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان في فيينا خطوة تاريخية هامة انطوت على تطبيق مبادرة الملك عبدالله لحوار أتباع الأديان والثقافات، لافتا إلى أن المركز والذي يشكل سابقة تاريخية في أوروبا يأتي لتفعيل الحوار والتأكيد على أن الأديان السماوية تتلاقى في أمور عدة، انطلاقا من البحث عن القيم المشتركة والابتعاد عن الخلافات اللاهوتية، في ضوء محاولات حثيثة للملك عبدالله بنشر فكر التسامح والوسطية والخير الإنساني. إلى ذلك، أعرب الناطق باسم بابا الفاتيكان، فريدريكو لومباردي أن الفاتيكان يرحب بمركز الملك عبدالله العالمي للحوار، معتبرا أنه يأتي في إطار تواصله مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار أتباع الأديان والثقافات. وأشار إلى أن المركز سيفتح المجال لأشكال عديدة من الحوار، منوها بأن الفاتيكان على قناعة بأن فكرة إنشاء المركز تنطوي على تفعيل تطلعات الملك عبدالله لترسيخ قيم التسامح والوسطية والخير الإنساني، كما رحب باختيار الفاتيكان لعضوية المركز بصفة مراقب. وفي سياق متصل، صرح الكاردينال جان لوي توران المسؤول عن اللجنة العليا البابوية لحوار الأديان أن اختيار موقع المركز في قلب العاصمة النمساوية فيينا يجعل الإسلام يعود إلى أوروبا من أبواب التسامح واحترام الآخر، ويؤكد على أهمية الدين الإسلامي ودوره في دعم العلاقات الثقافية الأوروبية العربية والإسلامية. وأكد أن الفاتيكان يقدر اختياره كمراقب بمجلس إدارة المركز العالمي لحوار أتباع الأديان في فيينا. وفي لقاء مع ميغيل أنجيل أيوزو غيكسوت نائب رئيس اللجنة البابوية لحوار الأديان وعميد المعهد البابوي للدراسات الإسلامية والعربية بالفاتيكان، أشاد أيوزو بالمركز وباختيار الفاتيكان كمراقب في هذا الصرح التاريخي الثقافي الكبير، موضحا أنه تعرف على جدول أعمال المركز، والذي ينطوي على مبادئ الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون على أسس الحوار، وهو ما وصفه بأنه أمر هام جدا «لحاضرنا ومستقبلنا». وأشار إلى أنه من موقعه سيعمل على تفعيل هذه المفاهيم المبنية على مبادئ احترام الآخر والتسامح.. ويعتبر أيوزو من الشخصيات البارزة في الفاتيكان، والتي تعمل منذ سنوات في إطار حوار الأديان، وهو يجيد اللغة العربية، وقد رأس فعاليات حوار الأديان في كل من مصر والسودان وأثيوبيا وكينيا وموزامبيق. ويضم مجلس إدارة مركز الملك عبدالله الدولي لحوار أتباع الأديان ممثلين عن الأديان وأتباع الثقافات، وهم الدكتور حمد بن عبدالماجد الرئيس الأسبق للمجلس الإسلامي في لندن والعضو المؤسس لجمعية حقوق الإنسان بالمملكة، الدكتور محمد السماك الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، الدكتور سيد عطا الله مهاجراني (من إيران)، إيمانويل من فرنسا عن الكنيسة الأورثوذوكسية، وطوبي هيوارد عن الكنيسة الأنجليكانية، وديفيد شلومو روزن. أما ممثلو أتباع الثقافات، فهم الهندوس يمثلهم سفامي أغنيفيش من الهند، وممثلة البوذية من إقليم تيبيت خاندرو رينبوش. وسيفتتح المركز يوم 26 نوفمبر الجاري في فيينا، حيث تشارك في فعاليات الافتتاح شخصيات بارزة من أوروبا والعالم الإسلامي، كما سيحضر الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة، ووزير خارجية النمسا الدكتور ميخائيل شبيندل أيغر، ووزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل مارجاللو.