رحب الأب فريدريكو لومباردي الناطق باسم بابا الفاتيكان بإنشاء مقر لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان في العاصمة النمساوية فيينا، مشيرا إلى أن اختيار الموقع في قلب أوروبا يفتح مجالا واسعا للحوار والتقارب. وأضاف «إذا دلت هذه الخطوة على شيء فإنما تدل على اهتمام المليك بالتواصل مع الآخر لتوضيح صورة الإسلام في الغرب وتفعيل مفاهيم التسامح والتقارب واحترام الآخر». ولفت الناطق باسم الفاتيكان إلى اللقاء التاريخي الذي تم بين بابا الفاتيكان بندكتوس ال 16 والملك عبدالله بن عبدالعزيز في نوفمبر 2007، واصفا اللقاء بالتاريخي. وشدد الناطق الرسمي باسم الفاتيكان الأب فريدريكو لومباردي على خطوة المليك بإنشاء مركز لترسيخ قيم التسامح والوسطية والخير الإنساني، موضحا بأنها خطوة إيجابية للغاية وتتوافق مع توجهات الإنسانية، انطلاقا من مفهوم يهم جميع الأطراف ألا وهو «الحوار والسلام». ونوه في حديثه مع «عكاظ» إلى أن اللجنة البابوية لحوار الأديان والتي يرأسها الكاردينال جان لوي توران تعمل جاهدة لتحقيق أكبر قدر من التفاهم في إطار حوار الأديان وما تم الاتفاق عليه في مدريد في يوليو 2008 والمؤتمرات اللاحقة لمدريد، مبينا أن مركز الحوار والذي يقام بجهود سعودية سيكون له دور إيجابي لتكثيف الحوار مع اللجنة البابوية للحوار انطلاقا من القناعة بأن الحوار مع العالم الإسلامي بات يشكل أهمية خاصة وكبيرة لما تقوم به اللجنة البابوية للحوار. ولفت الناطق باسم بابا الفاتيكان إلى أن حوار الأديان يأخذ أشكالا عديدة ما بين الرسمية والشخصيات الإسلامية المهتمة بالحوار، مشيرا في هذا الصدد إلى خطاب مجموعة من المثقفين المسلمين لبابا الفاتيكان، ردا على ما ورد في محاضرته في جامعة ريغسبورغ الألمانية في سبتمبر 2006 حول الإسلام. وبين الناطق باسم بابا الفاتيكان أن الحوار هو الطريق السليم لتحقيق التفاهم والتسامح والاحترام بين الأديان والثقافات. وعن تزايد مشاعر العداء ضد المسلمين وما يطلق عليه أسلاموفوبي قال الأب لومباردي إن الفاتيكان يرى أن معالجة هذا التوجه يتحقق عبر فتح قنوات التواصل والحوار، مشيدا بالمنطق المعمول به في الفاتيكان ألا وهو ارتباط الدين بالسلام والإنسانية، الأمر الذي يؤكد أن إطلاق مركز الملك عبدالله لترسيخ قيم التسامح والوسطية والخير الإنساني تأتي في نفس التوجه البابوي الذي يعتبر حوار الحضارات والأديان هو الرد الحقيقي على صراع الحضارات، رافضا العنصرية ضد الأديان والتي اعتبرها أمرا لا يمكن التعامل معه، كما أدان في حديثه العنف الذي يحمل شعار الدين كسلاح، معتبرا أن المستقبل سيعمل على تكثيف حوار الأديان الذي من شأنه تحقيق السلام للبشرية والاحترام للآخر. وأكد أن الفاتيكان يتابع باهتمام مسار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مشددا على مبدأ الحوار من أجل السلام، ومشيرا بأن الفاتيكان يدعم جميع الأطراف الساعية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. واختتم الأب لومباردي حديثه مع «عكاظ» بلفته بعقد مؤتمر بابوي في 10 أكتوبر المقبل إلى 24 من نفس الشهر في الفاتيكان يحضره قساوسة من الشرق الأوسط وهو مؤتمر سيناقش وضع الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط.