ما هو ارتفاع ضغط الدم؟ ضغط الدم هو القوة التي يدفع بها الدم على جدران الشرايين. إذا تجاوزت هذه القوة أو الضغط الحدود الطبيعية على الجدران ولفترات طويلة فيؤدي ذلك لتلف في الشرايين وبعض أعضاء الجسم . ارتفاع ضغط الدم في المملكة • تصل نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم في المملكة إلى 21.30%، في الفئة العمرية من 15 سنة فما فوق، وذلك بناء على دراسة أجرتها وزارة الصحة عام 2005م. كيف يتم قياس ارتفاع ضغط الدم؟: يُقاس ارتفاع ضغط الدم من خلال أجهزة مخصصة لذلك تقوم بتحديد نوعين من القراءة للضغط، القراءة العلوية وتسمى "ضغط الدم الانقباضي" والقراءة السفلية وتسمى "ضغط الدم الانبساطي"، وتكتب على سبيل المثال هكذا 120/80 . ويوضح الجدول المستويات الطبيعية والمرتفعة لقياس ضغط الدم. ما هي العوامل المؤدية للإصابة به؟ في معظم حالات ارتفاع ضغط الدم (حوالي90%) لا يعرف سبب واضح ومحدد له، ولكن توجد العديد من عوامل الخطورة التي يمكن أن ترفع من نسبة خطورة الإصابة به، ويسمى هذا النوع "ارتفاع ضغط الدم الأولي" أو "الأساسي". ويمكن تلخيص أهم تلك العوامل فيما يلي: • زيادة والوزن والسمنة: حيث ترتفع نسبة خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند من يعانون من ذلك. • الأنماط الغذائية غير الصحية ويشمل ذلك: • الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح كبعض أنواع البرجر والبيتزا، وكذلك المخلالات والأجبان المالحة والمصبرات كشرائح البطاطس وغيرها. • قلة تناول الأطعمة المحتوية على البوتاسيوم بكميات مناسبة. • الخمول البدني. • التدخين وتعاطي الكحول. • وجود تاريخ مرضي لدى أحد أفراد العائلة. • الضغوط النفسية بما في ذلك القلق والاكتئاب. • كبار السن: حيث يكونوا أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بغيرهم. أما النوع الثاني من ارتفاع ضغط الدم فهو يحدث نتيجة مضاعفات أو اعتلالات صحية في الجسم، والتي من أبرزها: • بعض أنوع أمراض الكلى المزمنة وأمراض الغدة الدرقية. • نتيجة لمضاعفات مرض السكري: ما يقارب من 60% من المصابين بالسكري يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كما أن عدم التحكم بمستوى السكر في الدم يؤدي إلى ترسبه على جدران الأوعية الدموية وهو ما يؤثر على وظائفها. • الاستخدام الخاطئ في تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والكورتيزون، وبعض أنواع العلاج بالهرمونات، وبعض أنواع المسكنات كالإبوبروفين. • الاستخدام الخاطئ لبعض أنواع الخلطات العشبية المستخدمة في الطب الشعبي. • بعض أنواع الإختلالات في هرمونات الجسم مثل اعتلال كوشنج. الملح وضرره على الصحة • الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح (الصوديوم) يمكن أن يؤدي لارتفاع ضغط الدم، وبالتالي التعرض لمضاعفاته كالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. • تشير الدراسات أن ما يربو على 70% من الملح يأتي من تناول الأطعمة الغنية بالملح وليس من استخدام الملاحة. • العديد من وجبات المطاعم تحتوي على نسبة عالية من الملح كالبرجر والبيتزا والنقانق والساندوتشات. • كما تحتوي العديد من الأطعمة الجاهزة والمعلبة على نسبة عالية من الملح وفي مقدمتها شرائح البطاطس والمخللات والأجبان والعديد من أنواع الخبز. • التوازن في تناول تلك الأطعمة وعدم الإفراط فيها، مع البحث عن الخيارات الصحية يساعد في خفض استهلاك كمية الملح. • بالنسبة للأصحاء، يفترض أن تقل كمية الملح المستهلكة يوميا عن 6جم وهو ما يعادل ملعقة شاهي تقريبا، ويجب أن تقل عن ذلك بالنسبة للأطفال والمصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى وكبار السن فوق 51 سنة. • احرص على قراءة البطاقة الغذائية للأطعمة المعلبة أو المغلفة لمعرفة نسبة الملح. فنسبة 5% فأقل من الاحتياج اليومي من الملح تعد منخفضة، أما التي تحتوي على 20% فما فوق فتعد نسبة عالية. ما هي أعراض وعلامات الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟ • يسمى ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت كونه يصيب الكثيرين ولمدد طويلة دون ظهور أعراض واضحة له. وعندما تظهر الأعراض فغالبا ما يكون في مراحل متقدمة ينتج عنه الكثير من المضاعفات على الأوعية الدموية والقلب والكلى وغيرها من الأعضاء. • إلا أنه وفي بعض الحالات النادرة قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم الشعور بالصداع وتشوش في النظر ورعاف من الأنف. • وغالبا ما يكتشف ارتفاع ضغط الدم مصادفة أثناء زيارة الطبيب وقياس الضغط. ولهذا فينصح دوما بقياس ضغط الدم بصفة دورية لمن بلغ سن 18 سنة فما فوق، أو كان لديه أحد عوامل الخطورة المسببة للمرض والتي ذكرت سابقا. كن حذرا فهذه مضاعفات ارتفاع الضغط إذا أهمل اكتشافه وعلاجه يُعد ارتفاع ضغط الدم حالة مرضية خطيرة إذا أُهمل اكتشافها مبكرا والسيطرة عليها، وقد تؤدي للعديد من المضاعفات المهددة للصحة، ومنها: • النوبات القلبية والسكتات الدماغية. • الفشل القلبي حيث يؤثر على عضلات القلب ووظائفها. • الإصابة بما يسمى بأم الدم، حيث يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية وتمددها وتورمها. • التأثير على الأوعية الدموية في الكلى مما قد يؤدي لأمراض مزمنة فيها ومن ثم الإصابة بالفشل الكلوي. • التأثير على الأوعية الدموية في العين وهو ما قد يؤدي للإصابة بالعمى. ما هي عوامل الحماية والوقاية من ارتفاع ضغط الدم؟ يمكن الحد من مخاطر الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته من خلال إتباع الأنماط الحياتية الصحية التالية: • تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح. فالملح من العوامل المساعدة في ارتفاع ضغط الدم. ويُنصح بأن تقل كمية الملح المستهلكة يوميا عن 6جم، وهو ما يقدر بملعقة شاهي. • الحفاظ على الطعام المتوازن الغني بالخضار والفواكه بصفة يومية حيث يساعد ذلك على خفض ضغط الدم، فضلا عن أهمية الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والسكريات. • ممارسة النشاط البدني معتدل الشدة لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف أسبوعيا للبالغين، وساعة كاملة يوميا للأطفال. فالنشاط البدني يساعد على خفض ضغط الدم، كما أن التمارين المنتظمة تساعد على انقاص الوزن الذي يُعد عاملا مساعدا في خفض ضغط الدم. • الحفاظ على الوزن المعتدل، فزيادة الوزن والسمنة تشكل عبأ على تأدية القلب والأوعية الدموية لوظائفها. • تجنب تعاطي التدخين والكحول، والمحرمة شرعاً. • القدرة على التعايش مع الضغوط الحياتية والنفسية والسيطرة عليها. • إجراء قياس ضغط الدم بصفة دورية لمن هم في سن 18 سنة فأكثر.