تشعر بدوخة، تنتابك حالة من الخمول والكسل، يتسلل إلي رأسك صداع شديد .. وتذهب للطبيب ليخبرك بارتفاع ضغط دمك، وللوهلة الأولي تظن أن الأمر عادي، لا يسبب خطورة، أو قد تعتبره نوبة من نوبات الصداع ستذهب بمرور الوقت، لكن الشيء الذي لا تضعه في الحسبان أن هذا "القاتل الصامت" أصبح الآن البوابة الرئيسية لعبور الكثير من الأمراض الخطيرة للجسم، تأتي في مقدمتها أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية. وارتفاع ضغط الدم من أكثر أمراض العصر انتشاراً، ويتساءل الكثيرون عن كيفية مواجهته وعلاجه. وعن هذا المرض، أكدت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكر، كلية طب القصر العيني، أن مرض ارتفاع ضغط الدم هو الصديق اللدود الذى يصاحب المريض فترة طويلة من حياته، ويمكن للمريض بتعديل أسلوب حياته ومتابعة العلاج التغلب على هذا المرض والتمتع بحياة مديدة بدون مضاعفات. وتنصح شلتوت مرضى ارتفاع ضغط الدم محدده طرق العلاج فى سبع نقاط: - تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة، حيث إن نقص الوزن يؤدى إلى نقص ضغط الدم. - ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة والجرى والسباحة والأيروبك، مما يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم. - الإقلال من تناول ملح الطعام إلى حوالى 4-6 جرامات يومياً. - الامتناع عن التدخين، فالمعروف أن النيكوتين يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم. - الامتناع عن تناول القهوة، حيث تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم. - البعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن. - استخدام العقاقير التى تعالج ارتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول، ويوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية. طبيعة المرض وقبل التطرق لأسباب وأضرار ضغط الدم لابد وأن نتعرف أولا علي ماهيته، فقد عرفه الأطباء بأنه عملية الجهد أو الضغط التي يبذلها الدم أثناء عبوره على جدران الشرايين، التي تقوم بدورها بنقله من القلب إلى سائر أجزاء الجسم.. وفى بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر يسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها بالتصلب، وفى هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة. والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من يعاني من هذا المرض ، أن هناك رقمان لتحديد ضغط الدم، الرقم الانقباضي وهو يعبر عن القوة التي يبذلها القلب؛ ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم، والرقم المثالي هو 120 مم زئبقي، والرقم الانبساطي، وهو يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم إلى القلب والرقم المثالي له 80 مم زئبقي، أي أن الضغط المثالي لجسم الإنسان هو 120 على 80 مم زئبقي. ضغط الدم المرتفع يربط الأطباء ضغط الدم المرتفع بالتقدم في العمر وخصوصاً من هم فوق 60سنة، حيث يلاحظ ذلك في العديد من الدراسات، والشيء المخيب للآمال أن أكثر من 90% من هذه الحالات غير معروفة السبب وهو لا يزال مجهولا ومتعدد الأسباب . ولكن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم مثل السمنة والإفراط في تناول الملح والإفراط في شرب الكحول وكذلك قلة النشاط والحركة، ورغم أن هناك علاجاً بالعقاقير يوصف من قبل الأطباء إلا أن الغذاء قد يكون أحد أسباب الوقاية وكذلك علاجه . وللوقاية من ضغط الدم المرتفع ينصح الأطباء بالإقلال من تناول الدهون المشبعة مثل السمن البلدي، الزبدة والقشطة، وكذلك الابتعاد عن الأغذية عالية الكوليسترول مثل المخ، والكبدة واللحوم الحمراء وهذا الإجراء يحد من خطر حدوث أمراض القلب والأوعية . وينصح الأطباء بزيادة تناول الخضار والفواكه والبقول "فول وعدس" وكذلك الحبوب الكاملة وينصح باستهلاك منتجات الألبان قليلة أو بدون دسم، كما أن بعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والسيلينوم وفيتامين "ج" ومضادات الأكسدة لها دور مباشر ونافع في خفض ضغط الدم . ولابد أن نضع في الحسبان أن عملية خفض الضغط عند المسنين من الأمور المهمة، حيث أن ذلك له فوائد في الحد من مخاطر حدوث السكتة الدماغية "الجلطة" وكذلك أمراض القلب. أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض: - عدم اتزان وصداع. - نزيف أنفي. - ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح. - ألم في الصدر. - ضيق في التنفس. - اختلال في الوعي والتركيز. - ضعف في الأطراف. - تشنجات. - زغللة وضعف في البصر. أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن: - تعرق زائد. - تشنج العضلات. - ضعف عام. - تبول بشكل متكرر. - خفقان القلب بسرعة. آثار ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هي: - العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن. - العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض. - الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين. - التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية. وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي: القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة. الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة. الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم. وصفة طبيعية فعالة بعيداً عن الأدوية والعقاقير، هناك وصفة طبيعية ينصح الأطباء بتناولها لخفض ضغط الدم تجنبا للأضرار المترتبة عليه.. على رأس تلك الوصفات شرب المياه... لأنه أولا وأخيرا يقي الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع الصدمات حول العينين والحبل الشوكى، هذا ما ذكره الباحث كريستوفر ماثياس، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم المفاجئ يكون لديهم خلل في نظام الأعصاب الأوتوماتيكي الذي يتحكم في وظائف الجسم مثل، ضغط الدم ونبضات القلب والتعرق، لذا فالمياه هي أفضل السبل لخفض الضغط. الكركديه ... من أهم وأفضل المشروبات التي تستعمل لتنظيم عملية ضغط الدم بالجسم، حيث ينصح الأطباء بتناول مغلى الكركديه "الساقع" لخفض ضغط الدم، ومغلى الكركديه "السخن" لرفع ضغط الدم، وقد تمكن بعض الصيادلة لشركة القاهرة للأدوية من استخلاص أدوية خافضة للضغط ومكافحة الميكروبات من أوراق وأزهار الكركديه. أوراق الزيتون.. حيث أكد الأطباء فاعليته في خفض ضغط الدم المرتفع، والطريقة تتمثل في أن يؤخذ أربع ملاعق كبيرة من أوراق الزيتون الطازجة وتغسل جيدا ثم توضع في قدر ويضاف لها كوبان من الماء البارد ثم توضع على النار حتى درجة الغليان ثم يزاح من على النار ويغطى ويترك جانبا لمدة عشر دقائق ويصفى ويشرب المريض مقدار كوب بعد كل وجبة غذائية. الكمثرى ... حيث ينصح خبراء التغذية أيضا مرضى ضغط الدم بتناولها، لأنها تساعد في التخفيف من ضغط الدم المرتفع لاحتوائها على الماغنيسيوم، كما تعد منظفا قويا للمعدة والأمعاء، كما أن قشرتها غنية بالاملاح المعدنية ويعتبر السكر الموجود بها لا يؤثر على المصابين بالسكري. أما الجمعية الطبية الامريكية فقد كشفت في تحليل أجرته أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالكاكاو تخفض ضغط الدم، بينما قد لا يؤدي احتساء الشاي الأخضر أو الأسود لذلك، مشيرة إلى أن انخفاض ضغط الدم بفضل الكاكاو يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية بنسبة تتراوح بين 10 و 20 في المئة. وللأبحاث الطبية الأوربية رأى آخر، فقد أثبتت أن لب البطيخ بعد تحميصه بدون إضافة ملح وتناوله يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، مشيرة إلى أنه يحوى أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن.. كما تطرق البحث إلي بذور أخرى للفواكه، ومنها نوي المشمش الذي تتشابه فوائده مع فوائد اللوز لاحتوائه على دهون ومعادن وفيتامينات. وهناك مأكولات أخرى صنفها الأطباء كوسائل طبيعية لخفض ضغط الدم، أهمها الفواكه كالبرتقال، والموز، وعصير العنب، والثوم، والبطيخ، ومكسرات الكاجو، وجوز الصويا، ونبات اللوز. المصدر: محيط