تحتفي دول العالم في السابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للصحة الذي يصادف يوم الأحد القادم 26 جمادى الأولى 1434ه الموافق 7 أبريل 2013م وذلك تحت شعار "التحكم في ضغط الدم المرتفع"... ويختار في كل عام موضوع يسلط من خلاله الضوء على أحد المجالات ذات الأولوية والمثيرة للقلق على ساحة الصحة العمومية في العالم. حيث يركز موضوع هذا العام على ارتفاع ضغط الدم... صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة وأضاف بأن يوم الصحة العالمي بمثابة حملة عالمية تدعو كل فرد من القيادات العالمية إلى عامة الناس في كل البلدان إلى التركيز على مشكلة صحية واحدة لها آثار عالمية، ويتيح يوم الصحة العالمي بتركيزه على القضايا الصحية الجديدة والمستجدة فرصة للشروع في عمل جماعي من أجل حماية صحة الناس وعافيتهم، وأشار إلى أن ارتفاع ضغط الدم نابع عن حقيقة هامة مفادها أن (40%) من البالغين فوق سن الخامسة والعشرين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذي يمثل يعتبر أحد عوامل الخطورة الرئيسية المؤدية إلى حدوث الأمراض القلبية الوعائية، والتي تتسبب بدورها في وفاة أكثر من 17 مليون شخص سنوياً... والتي تمثل أيضاً جزءً رئيسياً في مكون الأمراض المزمنة غير المعدية أحد الأسباب المؤدية إلى وفيات بنسبة (80%) في دول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما نوّه بأن ارتفاع ضغط الدم يسبب ما يقرب من ثمانية ملايين وفاة في العالم سنوياً، ويعادل ذلك 13% من مجمل الوفيات، كما أن ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية أو أمراض القلب في العالم يعود إلى ارتفاع ضغط الدم. والمجتمع الخليجي يقع دائماً في بؤرة الأحداث الصحية الهامة وخاصة هذه المجموعة النوعية من الأمراض غير المعدية وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم حيث أوضح أن هناك عدد من الدراسات العلمية المحكمة أظهرت أن نسبة الإصابة بهذا المرض في المملكة العربية السعودية (2007) بلغت 26.1%، وفي مملكة البحرين (2007) 38.2%، وفي دولة الكويت (2008) 24.2%، وفي سلطنة عمان (2008) 40.3%، وفي دولة قطر (2012) 32.8%.. وعلى صعيد آخر، فإن إحصائيات منظمة الصحة العالمية (التقديرية) لدول مجلس التعاون في هذا العام تتراوح ما بين (38.4%، 43.7%) وهي ضمن المجموعة الثانية من أعلى المعدلات العالمية التي تعاني من الإصابة بمرض فرط ضغط الدم... ولهذا فإنه من الضروري التعرف على طبيعة وأعراض وأسباب هذا المرض وكيفية التعامل معه وقبل ذلك آليات الوقاية منه والتحكم فيه. وعن أسباب وعوامل ارتفاع ضغط الدم فقد نوّه المدير العام للمكتب التنفيذي بأن هنالك نوعان من فرط ضغط الدم... فرط ضغط الدم الأولي (رئيسي): في 90% - 95% من الحالات البالغين، ليس بالإمكان تعريف مسببها، يميل هذا النوع من المرض، إلى التطور تدريجياً على مدى سنين عدة... وفرط ضغط الدم الثانوي: عند ال 5% - 10% المتبقين، يتولد هذا النوع نتيجة لمرض آخر، حيث يظهر عادة بشكل مفاجئ ويسبب ضغط دم أعلى من ذلك الذي يسببه "فرط ضغط الدم الأولي". ولكن هنالك ثمة عوامل عديدة تزيد من خطورة الإصابة بفرط ضغط الدم، وبعضها لايمكن السيطرة عليه وتشمل السن: يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم بالسن، في بداية منتصف العمر، يكون المرض أكثر شيوعاً بين الرجال، أما النساء فيملن إلى الإصابة بالمرض في فترة ما بعد سن اليأس، والتاريخ العائلي: يميل فرط ضغط الدم إلى الانتقال وراثياً. وهناك عوامل خطر إضافية أخرى، يمكن السيطرة عليها وهي فرط الوزن أو السمنة الزائدة كلما كان الانسان أعلى وزناً، كان بحاجة إلى المزيد من الدم كي يكون قادراً على إيصال الأكسجين والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم المختلفة، وكلما كانت كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية أكبر، كان الضغط على جدران الشرايين أكبر. انعدام النشاط البدني: وتيرة عمل القلب لدى الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً هي أعلى منها لدى الذين يمارسونه. وكلما زادت سرعة عمل القلب، كان القلب بحاجة إلى بذل جهد أكبر عند كل انقباض، مما يزيد الضغط على الشرايين، بالإضافة إلى ذلك، فإن انعدام النشاط البدني يزيد خطر السمنة. التدخين: تدخين التبغ يؤدي إلى رفع ضغط الدم بشكل فوري ومؤقت. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تضر بجدران الشرايين. ونتيجة لذلك قد تصبح الشرايين أضيق مما قد يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم. تغذية كثيرة الملح (صوديوم): إن وجود كمية كبيرة جداً من ملح الطعام (الصوديوم) في النظام الغذائي قد يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي بسبب ارتفاع ضغط الدم. تغذية قليلة البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم على موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا. عندما لا يتم استهلاك، أو تخزين كمية كافية من البوتاسيوم، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم كمية كبيرة جداً من الصوديوم في الدم. التوتر: المستويات العالية من التوتر تؤدي إلى ارتفاع مؤقت، لكن دراماتيكي. محاولات الاسترخاء من خلال الأكل الكثير، تدخين التبغ أو شرب الكحول. قد تؤدي إلى تعقيد مشاكل ضغط الدم. الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة بما فيها الكولسترول المرتفع، السكري، الأرق، وأمراض الكلى... قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفرط ضغط الدم... في بعض الأحيان يكون الحمل عاملاً مؤثراً في ارتفاع ضغط الدم. وقال الدكتور توفيق خوجة بأن ارتفاع ضغط الدم ينتشر بصفة رئيسية بين البالغين... ولكن يتطور ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأطفال نتيجة لمشاكل في القلب أو الكلى... وهناك ظاهرة متنامية بين عدد كبير ومتزايد من الأطفال للإصابة بهذا المرض نتيجة عادات سلوكية سيئة مثل التغذية غير السليمة وغير الصحية وانعدام النشاط الجسماني وأصبحت متزامنة مع ظاهرة البدانة المفرطة لدى الأطفال والإصابة المبكرة بداء السكري من النوع الثاني، وتكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، وإذا ترك دون سيطرة يمكن أن يسبب فقدان البصر أو عدم انتظام ضربات القلب أو قصور في الدورة الدموية، ويزداد احتمال حدوث هذه المضاعفات في حالة وجود أي من عوامل الخطر الأخرى المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل داء السكري، ويمكن الحد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عن طريق خفض مدخول الملح؛ اتباع نظام غذائي متوازن؛ تجنب تعاطي الكحول على نحو ضار؛ ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ الحفاظ على وزن صحي للجسم؛ تجنب تعاطي التبغ. ونوّه خوجة على أهمية تعزيز الوعي والسلوكيات الصحية وتحسين وسائل اكتشاف المرض وتهيئة بيئات مواتية، وخفض معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وكذلك رفع مستوى الوعي بمسببات ارتفاع ضغط الدم والعواقب المترتبة عليه؛ وتقديم معلومات عن طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والمضاعفات المرتبطة به؛ وتشجيع البالغين على فحص ضغط دمهم واتباع نصائح مهنيي الرعاية الصحية؛ وتشجيع الرعاية الذاتية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم؛ وجعل وسائل قياس ضغط الدم في متناول الجميع؛ وتحفيز السلطات الوطنية والمحلية على تهيئة بيئات مواتية للسلوكيات الصحية، ووجه الدعوة للمجتمعات والأفراد للتصدي لهذه التحديات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة "القاتل الصامت"، فهناك خطوات بسيطة وعملية وعالية المردود وبتكاليف زهيدة يمكنها أن تُنقذ حياتك وحياة الملايين من حولك، وتجنبك الوقوع ضحية لهذه المشكلة الصحية، وتلك الخطوات هي الغذاء الصحي، وإنقاص الوزن، وتقليل كمية الملح التي تتناولها، وزيادة ممارسة النشاط البدني والرياضة، والإقلاع عن التدخين.