رفض المعارض البارز ميشيل كيلو عضو الائتلاف الوطني السوري، الحديث عن الحسابات الإقليمية وراء دخول كتلة «القطب الديمقراطي» التي يرأسها إلى الائتلاف، مشيرا إلى أن هذه الحسابات أضرت بالمعارضة السورية. وقال في حوار مع «عكاظ» لست متطلعا إلى رئاسة الائتلاف، فالعمل على أرض الواقع أكثر أهمية من أية مناصب ومسميات، مؤكدا أنه سيذهب إلى أية دولة إذا كان ذلك يخدم الشعب السوري دون إملاءات.. فإلى تفاصيل الحوار: بعد دخولك الائتلاف بدأت التصنيفات الإقليمية والدولية تجاهك على أنك محسوب على طرف إقليمي معين.. بماذا ترد؟ هذه إحدى مشاكل الثورة السورية التي مازلنا نعاني منها، أنها دخلت في خانة الحسابات الإقليمية، وأن هذا الطرف المعارض محسوب على طرف معين وجهة معينة، وهذا أمر أرفضه وأعارضه. سأعمل من أجل الشعب المناضل وليست لدى أية مشكلة في التعامل مع أية دولة مازالت تلبي مصالح الشعب السوري، وفي هذا الإطار مستعد للذهاب إلى أي مكان من أجل سورية على ألا تكون هذه الزيارة تنتقص من سيادة سورية. يجب أن يبقى القرار السوري وطنيا خالصا لا يخضع لأي ضغوطات أو إملاءات. كيف تقيم تجربة توسعة الائتلاف؟ أعتبرها تجربة ناجحة في عمل المعارضة السورية، وهي تعيبر واضح عن الإرادة الوطنية. إذ استطاع القطب الديمقراطي، أن يجعل الائتلاف أكثر توازنا من قبل ويكون الائتلاف أكثر تمثيلا للقوى السورية الأخرى. بات للقطب الديمقراطي حجم لا يستهان به في الائتلاف. هل صحيح أن هناك صراع على الرئاسة؟ موضوع رئاسة الائتلاف الوطني آخر همومي وليس في وارد تفكيري الآن، وبالنسبة لي ليس طموحا أن أكون رئيسا للائتلاف، ما أبحث عنه هو العمل من أجل الثورة على أرض الواقع، وأقولها بكل وضوح، لن أستمر في مكان لن أستطيع من خلاله تقديم عمل مفيد للشعب السوري. أما بالنسبة لموضوع رئاسة الائتلاف، فهو ليس في الأولويات واسم مثل ميشيل كيلو معروف بتاريخه السياسي في سورية، لا ينشغل بصراع - إن صح التعبير - على منصب رئيس الائتلاف فدخولي إلى الائتلاف الوطني، كان من أجل تحقيق شيء يخدم المصلحة العام، وليس بهدف رئاسته. لم تكن توسعة الائتلاف بالأمر اليسير، لا سيما أنك واجهت اتهامات كثيرة.. ما سبب هذه الاتهامات؟ هناك قوى في داخل الائتلاف لا تريد التوسعة، ورفضت وجود القطب الديمقراطي، لذلك انهالت على شخصي وعلى القطب الديمقراطي الاتهامات، من هذه الاتهامات، أنني كنت أسعى إلى تشكيل تجمع علوي علماني داخل الائتلاف على غرار النظام، وحقيقة هذا اتهام سخيف وغير لائق بحق المعارضة وبحق شخصية معروفة ومثقفة مثل ميشيل كيلو، ولن تثنيني كل التهم عن تأدية دوري ولن أتوقف عن دوري في تقوية الائتلاف. الآن وقد أصبحت عضوا مؤثرا في الائتلاف كيف ستعمل على التنسيق مع العسكريين والسياسيين؟ حان وقت العمل الجماعي والمنظم في صفوف المعارضة، فالوقت الراهن بات أكثر خطورة على الثورة من ذي قبل، المجتمغ الدولي ينتظر من المعارضة أن تكون موحدة وكذلك الداخل السوري، لا بد من عمل منظم يضم جميع أعضاء وتيارات الائتلاف على أساس توافقات لا خلاف عليها توضع في ضوئها خطة عمل ملزمة للجميع، مع ميثاق توحيدي للعمل الوطني يربط القوى السياسية بقوى المقاومة، وخاصة في الجيش الحر، كي تكون لدينا القيادة المطلوبة لإدارة سوريا خلال الفترة الانتقالية. تتنامى قوى التطرف في الداخل وسط دعوات لضبطها هل من استراتيجية للتعامل معها؟ نسمع عن التطرف من الدول الغربية، لكن بالنسبة لي لن أنظر إلى السوريين بأعين غربية، بل أراها في ضوء مصالح الثورة والشعب السوري، فما اتفق منها مع هذه المصالح كان غير متطرف، ومن اختلف عنها ومعها كان مؤذيا لنا، سواء كان متطرفا أم معتدلا، المهم أن لا ننجر إلى محاولات تشق وحدة الصف السوري، وأن نقدم للعالم ضمانات سياسية وعسكرية كافية تؤكد أن الوضع كان وسيبقى تحت السيطرة، وأن المتطرفين لن يسيطروا على سورية، لأننا نعرف كيف نتعامل معهم، ليس بالقوة بالضرورة. البعض أحبط من نتائج معركة القصير.. هل المعركة كانت منعطفا بالنسبة للثورة؟ لا أرى أن هذه المعركة شكلت مفصلا في الثورة، فلم تكن حقيقة معركة القصير بالمعركة المفصلية، صحيح أنها مهمة وكان لها تأثير كبير على الثوار، لكنها لم تكن كما يقول البعض مفصلية، إن المعادلة في سورية أن هناك وطنا يقاتل فيه مئات الآلاف من السوريين نظاما مجرما يصر كل يوم على القتل والدمار. هناك العديد من القراءات ترجح خيار التقسيم في سورية.. هناك تراه مطروحا؟ لا أعتقد أنه سيكون هناك تقسيم، وهذا خيار لم يقرر السوريون بعد، رغم المآسي، لذلك لا أعتقد بأن التقسيم احتمال قوي. أنه خطر يلوح النظام به، لكن السوريين في كل مكان من وطنهم ضده. ارتفعت أصوات المنادية بعقد مؤتمر جنيف2 .. هل تؤيد الذهاب إليه؟ أؤيد الذهاب إلى جنيف2 ، إن كانت هناك ضمانات حقيقية بأنه سيتكفل بنقل السلطة في سورية، وفق مقررات جنيف 1 مع ما يعنيه ذلك من نهاية للنظام الاستبدادي الحالي، فهذا من شأنه أن يوقف سيل الدماء في سورية ويؤمن الانتقال الديمقراطي ورحيل رموز النظام. سورية لم تعد تحتمل وجود نظام دموي يدمر ويقتل بمثل هذه الطريقة الوحشية، كل المؤشرات التاريخية تؤكد على أن الأسد سيرحل لا محال، لكن المطلوب أن نجنب سوريا الدمار، لأن هذا النظام لن يدخر شيئا للتمسك بالسلطة ولو كان على حساب حرق البلد. البعض يختلف على طبيعة الأزمة. هل هي خلاف على سورية أم على بشار؟ هذا خلط كبير في الأزمة السورية، والبعض يخطأ في حصر الأزمة بشخص بشار، إنها أزمة وطن ومجتمع وسلطة، فهي أكبر من بشار بكثير وعلينا تجاوزها بنجاح في أقرب وقت لبناء سورية ديمقراطية على أنقاض النظام الحالي.