قال مصدرٌ مطلع على مشاورات المعارضة السورية في إسطنبول ل «الشرق» إن الائتلاف الوطني المعارض توصل إلى اتفاق بشأن توسعة عضويته ووافق على ضم 14 عضواً جديداً من التحالف الديموقراطي على رأسهم ميشيل كيلو إضافةً إلى عددٍ آخر من الحراك الثوري والقوى العسكرية لم يُعرَف عددهم بعد. وأكد المصدر أن توسعة الائتلاف المعارض جاءت بعد توافقٍ قطري تركي تلا خمسة أيام من الاجتماعات المتواصلة التي شهدت خلافات كادت تؤدي إلى انهيار الائتلاف، وألمح المصدر إلى تهديدات جدية من قوى الثورة العسكرية والمدنية في الداخل السوري برفع الشرعية عن الائتلاف حال رفض التوسعة. إلى ذلك، طالب بيانٌ صادر عن القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية برفع نسبة تمثيل العسكريين في الائتلاف إلى النصف مهدداً بسحب الشرعية في حال تجاهل هذا الطلب، فيما أكد أحد قادة الألوية المقاتلة في ريف دمشق ل «الشرق» أن هناك من يفكر في تأليف حكومة انتقالية عسكرية «بعد إفلاس القوى السياسية المرتبطة بأجندات خارجية بعيدة كل البعد عن تمثيل مصالح الشعب السوري»، وفق اعتقاده. وفي إسطنبول أيضاً أعلنت المعارضة السورية أمس أنها لن تشارك في مؤتمر السلام الدولي «جنيف 2» الذي اقترحت روسيا والولايات المتحدة عقده بين النظام والمعارضة. وقال رئيس الائتلاف الوطني بالإنابة، جورج صبرة، إن «الائتلاف لن يشارك في أي مؤتمر أو أية جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية». وأضاف صبرة، في مؤتمر صحفي أمس، أن «الحديث عن أي مؤتمرات دولية وحلول سياسية للوضع في سوريا يصبح لغواً لا معنى له في ظل هذه الوحشية». ويشارك مقاتلو حزب الله في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية، خصوصا في مدينة القصير الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري. وكانت القوات النظامية مدعومة من الحزب اقتحمت في ال 19 من مايو هذه المدينة الواقعة في محافظة حمص (وسط) التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام. وتشترط المعارضة السورية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وقادته العسكريين للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام في سوريا، وفق مبادرة أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري في مطلع مايو الجاري ويُفترَض أن تضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعلن الأربعاء الماضي أن هناك مسائل كثيرة متعلقة بالمؤتمر لا تزال عالقة مثل موعد انعقاد هذا الاجتماع. ميدانياً، قال الناطق الإعلامي باسم جبهة حمص (هيئة الأركان)، صهيب العلي، إن مدينة الرستن تعرضت لغارات جوية عنيفة من قِبَل قوى النظام بعد أن هاجمت جبهة النصرة حاجزين لكتيبة الهندسة شمال المدينة ودمرتهما، مؤكداً أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط المدينة بين الجيشين الحر والنظامي، فيما أفادت مصادر أخرى بسقوط مطار الضبعة العسكري الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة القصير بيد عناصر حزب الله وجيش النظام. وأشارت المصادر إلى سوء الوضع الميداني في القصير ووصول تعزيزات ضخمة لقوات النظام من طرطوس ودمشق، وبيّنت أن الطيران الحربي شن غارات متواصلة على المدينة في حين قارب عدد الجرحى من ال 900 معظمهم من المدنيين، لافتةً إلى تفاوضٍ يجري مع حزب الله والجيش النظامي لإخراجهم من المدينة بسبب نقص المواد الطبية والإسعافية فيها.