انطلقت عطلة الصيف وبدأ ماراثون الركض من قبل الشباب في المدينةالمنورة بحثا عن برامج لاستثمار أوقات فراغهم، خاصة في المعسكرات الشبابية التي تقام في موسم الصيف من كل عام. غير أن بعض الشباب في المدينةالمنورة يرون أن هذه البرامج والمعسكرات «محنطة» ولا تلبي طموحات الجيل الحالي، متسائلين فيما إذا كان للرئاسة العامة لرعاية الشباب برامج أخرى تتناسب مع تطلعاتهم وهواجسهم. وتابع الشباب أن هناك عزوفا من الشباب على البرامج التى تنفذها الرئاسة العامة ويرى الشباب أن هذه البرامج والمناشط ليست في مستوى الطموحات ولا تتواكب مع المتغيرات الحالية. «عكاظ» استطلعت آراء المسؤولين والشباب حول أسباب عزوفهم عن المشاركات في الأنشطة والبرامج الشبابية وأبرز العقبات التي تواجههم خلال مشاركتهم في برامجها، والمأمول من هذه البرامج في تلبية رغباتهم. في البداية أوضح الشاب أحمد أمين بقوله: للأسف بمجرد انتهاء الطالب من الاختبارات الدراسية يصبح تائها لا يعرف إلى أين يذهب وهذا بسبب القصور في الإعلان عن البرامج الصيفية، إذ لا يوجد إعلام موجه للشباب من الرئاسة العامة للشباب لتوضيح هذه المناشط الشبابية، كما أن الكثيرين لا يعرفون عن وجود برامج وأنشطة يتم تنفيذها للشباب خلال فترة الصيف. ومن جانبه أوضح خالد علي الاحمدي أن برامج المعسكرات الشبابية مكررة، وكثير من الشباب حفظها عن ظهر قلب، لذلك يتم العزوف عن المشاركة في البرامج الشبابية سواء التي تنفذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو وزارة التربية والتعليم الى جانب أن اختيار الشباب في المعسكرات والملتقيات الشبابية مبني على حساب المجاملات، حيث يتم اختيار المعارف والأقارب في بعض المناطق. ويبين الشاب عبدالله المغامسي أنه لا يشاهد دعوات توجه للشباب للمشاركة في هذه المناشط الصيفية وغيرها، بينما هم يقومون من تلقاء أنفسهم بمبادرات خاصة لإنشاء فرق ثقافية وأخرى رياضية ولا يجدون من يدعمهم. ومن جانبه أوضح حسان ناصر انه سبق وأن شارك في ملتقيات شبابية نظمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكن للأسف هناك مجاملات كثيرة - وفقا لقوله - في عملية اختيار الشباب للمعسكرات الشبابية، بينما الشباب الذين يمتلكون مواهب وقدرات جيدة لا يتم اختيارهم فضلا عن أن الكثير من مسؤولي ومشرفي النشاط ليست لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال وكما قالوا «فاقد الشيء لا يعطيه». من جهته أوضح عبدالعزيز عبدالسلام عمر أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تبذل جهودا كبيرة في تنفيذ الكثير من الرحلات الشبابية خلال فترة الصيف، لكن هناك نقصا واضحا في طرح برامج تتناسب مع رغبات الجيل الحالي الذي لديه الكثير من الأفكار والرؤى الجديدة التي لا تتضمنها برامج وأنشطة الرئاسة في الرحلات الشبابية وقال «إن اختيار الشباب للمعسكرات والأحكام تصدر عليهم من خلال مظهرهم الخارجي وآمل أن تتاح الفرصة للشباب للمشاركة في وضع هذه البرامج قبل تنفيذها، وإيجاد حوافز معنوية ومادية لنثر إبداعاتهم». وأضاف بقوله: من خلال تجربتي في العديد من البرامج والأنشطة الشبابية، فإن الحوافز التي تقدم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أفضل من الحوافز المقدمة من وزارة التربية والتعليم، كما أن الإقبال على الأندية الصيفية ضعيف علاوة على ضعف ميزانياتها، ولا يتصور أن يدفع الطالب من مصروفه الشخصي على الرحلات التي تنظم من قبل وزارة التربية أو الرحلات الاجتماعية التي تنظمها الأندية الصيفية، أضف إلى ذلك تقصير الإعلام في تغطية تلك المناشط. وقال: ان الاعلام يقوم بتغطية جيدة للبرامج والأنشطة الصيفية لكن المشكلة تكمن في التشجيع والدعم والحافز. ويقول مصطفى مستت: إن هناك غيابا في التنسيق بين الجهات المسؤولة عن الشباب مثل وزارة التربية والرئاسة العامة لرعاية الشباب في تنفيذ البرامج. وقال: برامج وأنشطة المؤسسة العامة للتدريب المهني والفني الشبابية ضعيفة، وأتمنى من المؤسسة تفعيلها خاصة أن هناك شريحة كبيرة من الشباب تدرس في كثير من المعاهد والكليات التابعة للمؤسسة وأن برامج الأندية الصيفية التي تتبع وزارة التربية لم تواكب تطلعات الشباب نظرا لعدم إشراكهم فيها، بينما سقف متطلبات الشباب يرتفع كل عام، ولقد صرفت ميزانيات كبيرة لهذه المعسكرات من أجل استثمار أوقات الشباب ولكن تظل المشكلة في عدم وصول هذا الدعم في وقته مما سبب نفورا لدى بعض الشباب لعدم وجود الحافز. وفي موازاة ذلك أوضح مدير بيت الشباب في المدينةالمنورة محمد أسعد المدني أن فكر الشباب تغير، ففي السابق كان الشاب يمارس كرة القدم على ملاعب ترابية في المدرسة أما الآن فالطالب يرغب اللعب على ملعب مزروع، وهناك الكثير من وسائل الترفيه بحيث قد يفضل الشاب الجلوس على جهاز الآيفون ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وتابع أن تنفيذ 20 برنامجا للشباب دليل على حرص الدولة على تلبية طموحات الشباب وتوفير الأجواء التي تساعدهم على الاستفادة من المشاركات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تتكون من شقين وتتمثل في مشاركات تنافسية، ومشاركات في ورش عمل ومنتديات، ويتم اختيار شباب لهم تميز في برامج وأنشطة معينة، فيما تتكفل الرئاسة بجميع المصاريف. وفي نفس السياق أوضح ابراهيم مصباح عمار مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب في المدينةالمنورة والمشرف على الانشطة والبرامج الرياضية أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المدينةالمنورة تنظم أكثر من 20 برنامجا خلال الاجازة الصيفية للشباب وتعمل الرئاسة على استقطاب الشباب لبرامجها وهناك الكثير من البرامج التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب يقابلها عدم رغبة لدى كثير من الطلاب في المشاركة فيها، ونظل نبحث عن شباب للمشاركة في هذه المناشط ولا نجد، ويتم توجيه الدعوات إلى الجامعات والكليات وإدارات التربية والتعليم عن وجود برامج وأنشطة شبابية داخلية وخارجية في المدن والمحافظات، إلا أن هناك عزوفا من بعض الشباب، فيما يسأل البعض الآخر عن المقابل المادي في حال المشاركة. تنوع الأنشطة مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب في المدينةالمنورة أوضح أن هناك تنوعا في الأنشطة الشبابية في الأندية وهناك مشاركة جيدة للقطاعات الحكومية في البرامج الشبابية، مبينا أن الرئاسة تفتح المجال أمام الشباب للمشاركة في الملتقيات الخارجية ويتم إشراك الشباب أنفسهم في برمجة المناشط إضافة إلى عقد دورات في الجوانب المهنية والفنية خلال تنفيذ البرامج.