قبل أن تطل ملامح مباني خيبر كانت تهجس في ذاكرتي احتياجات الأهالي، خاصة وأنها من المحافظات المهمة في الإنتاج الزراعي والحيواني وبها الكثير من العمالة . وأجمع عدد من الأهالي أن مكاتب التعقيب تستنزف جيوبهم نظرا لعدم وجود مرافق للخدمات في المحافظة، ما يجعلهم يوكلون المعقبين لمتابعة أعمالهم في فروع الجوازات ومكاتب العمل وغيرها من مرافق الخدمات. «عكاظ» تجولت في محافظة خيبر ورصدت احتياجات الأهالي وكشفت الكثير من الحقائق، إذ أن أهالي المحافظة يقطعون مسافة 350 كم ذهاباً وإيابا لمراجعة مكتب الجوازات ومكتب العمل لتجديد جوازاتهم والتجديد للعمالة التي تحت كفالتهم، ورغم صعوبة المشوار والبعض من السكان كبير في السن والبعض الآخر لا يقدر على قيادة السيارة والبعض لا يوجد عائل له، وحيث إن الطريق الواقع بين محافظة خيبر والمدينةالمنورة لا يزال تحت الإنشاء وتكثر فيه التحويلات فإن المعاناة كل يوم في تزايد من حيث الشروط والطلبات لمراجعة هذه الدوائر والتي تتطلب في بعض الأحيان المبيت والمراجعة في اليوم الآخر، وحيث إن محافظة خيبر وما حولها من مراكز وقرى تكثر فيها العمالة الوافدة مثل المزارعين ورعاة الغنم والعمالة الأخرى، والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف عامل نظرا لطبيعة المنطقة الزراعية وذات المراعي الخضراء فإن الأهالي يطمحون في افتتاح مكتب للجوازات وآخر للعمل في المحافظة. يقول محمد العنزي وهو صاحب مؤسسة مقاولات بأن مكاتب التعقيب تستنفذ جيوبنا في رفع تكاليف التعقيب، حيث يذهبون إلى المدينةالمنورة أو إلى محافظة العلا التي تبعد 500 كم ذهاباً وإيابا ويعود سبب رفع التكاليف إلى عدم وجود مكتب للجوازات ومكتب للعمل، حيث إن المحافظة في تزايد كبير يوماً بعد يوم والمحافظة في حاجة ماسة إلى افتتاح مثل هذه الخدمة لكي يرتاح المواطن من عناء السفر أو دفع التكاليف العالية لهذه المكاتب التي لايوجد عليها رقيب. أما طلال الرشيدي يقول رغم وجود الخدمة الإلكترونية التي تقدمها الجوازات ومكتب العمل للمواطنين فإن بعض الناس لا يجيد استخدام هذه الخدمة مما يحده إلى الذهاب إلى المكاتب التي تستغله برفع تكلفة التعقيب عليه وهو لا يدري، إذ وجود فرع للجوازات والعمل في المحافظة يخدم المواطن بشكل كبير ويحد من عملية استنزاف المصاريف الباهظة التي يجبر على دفعها. عبدالله الرشيدي يقول بعد صدور القرارات الأخيرة والتي تهتم بتصحيح وضع العمالة صارت الأسعار بالمكاتب خيالية والبعض منهم يبرر موضوع رفع التكاليف بأساليب أخرى ملتوية والمواطن هو من يقع الضحية من خلال دفع المصاريف والبعض الآخر يجبر العمال على دفع التكاليف للمكاتب وهذا من باب الظلم، حيث تستغل المكاتب العمالة بالدفع وهم مجبرون لتخليص وضعهم مهما كان الثمن. فهد العنزي وتركي الرشيدي هما عينة من أناس كثيرون يعملون خارج محافظة خيبر ويعولون أسرهم في محافظة خيبر. يقول فهد العنزي بأنه يعمل في تبوك ويوجد لدى أهله عمال يعملون في المزارع وفي رعي الأغنام وعندما يحتاج إلى تجديد إقامة العامل أو يريد أن يعمل تأشيرة خروج للعامل فإنهم يأخذون إجازة من أعمالهم لكي يأتون إلى محافظة خيبر ويذهبون يراجعون في مكاتب الجوازات والعمل بالمدينةالمنورة لينهوا متطلبات عمالتهم بينما مكاتب التعقيب تطلب مبالغ باهظة لكي تقوم بخدمتهم ورغم ذلك لا يصدقون بالمواعيد التي يعطونها للمواطنين ولا يوجد أسعار موحدة للمكاتب، كل صاحب مكتب يضع سعرا للتعقيب غير المكتب الآخر، وإذا كان هناك فرع للجوازات ومكتب العمل فإنه ينهي معاناة الأهالي. ويطالب أهالي خيبر والمراكز المجاورة لها بفتح مركز للجوازات ومكتب العمل ولو ليومين في الأسبوع ليتسنى لها خدمة الجميع. الناطق الإعلامي لجوازات المدينةالمنورة المقدم هشام الردادي رداً على سؤال «عكاظ» حول افتتاح فرع للجوازات. قال «المديرية العامة للجوازات تسعى لإيصال خدماتها لكافة المواطنين عبر الخدمات الإلكترونية وسكان محافظة خيبر يمكنهم الاستفادة من خدمة أبشر الإلكترونية الآن، حيث باستطاعتهم إصدار تصريح السفر لأبنائهم وتأشيرات السفر للعمالة من منازلهم وستأتي بقية الإجراءات تبعاً».