تشكل ندرة سيارات الأجرة في المدينةالمنورة هاجسا بالنسبة للنساء العاملات اللاتي ليس لديهن معيل مثل المطلقات والأرامل، الأمر الذي دعا هذه الكوادر لمطالبة الجهات المختصة بالترخيص للمزيد من سيارات «الليموزين»، خاصة أن شركات السيارات التي توفر مركبة مع سائقها أسعارها مرتفعة ولا تناسب النساء الأرامل وغيرهن من اللاتي تجبرهن الظروف لمراجعة المستشفيات أو التسوق والذهاب إلى مناسبات الزواج وغيرها من الفعاليات الاجتماعية. وأجمعت عدد من الكوادر النسائية على أن مشكلة ندرة سيارات الأجرة بالمدينةالمنورة متواصلة منذ 15 عاما. وفي هذا السياق قالت اسماء عمر: نعاني نحن السيدات بالمدينةالمنورة من عدم توفر سيارات الأجرة كباقي مدن المملكة فلماذا لا يتم تخصيص مكاتب خاصة لتأجير السيارات للأرامل والمطلقات خاصة تلك التي تعيش لوحدها والتي لا تتوفر لديها مواصلات تنقلها الى الاماكن التي تريدها لقضاء حاجياتها. ومن جانبها قالت سوزان محمد مطلقة ولديها طفلان: نتطلع الى إيجاد مكاتب توفر للمرأة سيارة بسائقها بأسعار رمزية، لأن المكاتب التي تقوم بتأجير السيارات بالسائقين أسعارها مرتفعة. وفي نفس السياق أوضحت أمل القحطاني بقولها: نعاني جدا في منطقة المدينةالمنورة من ندرة سيارات الأجرة، ونتمنى إيجاد سيارات أجرة كبديل لسيارات «الوانيت» التي تحل محل سيارات الأجرة. وتشاركها الرأي آمال المحمدي فتقول: نشاهد كثيرا من أصحاب سيارات الأجرة الذين يتمركزون في مناطق مثل المطار والاسواق وعند الحرم ويرفعون اسعار أجرة النقل، فلماذا لا توفر مكاتب تأجير السيارات سائقين في تلك الاماكن بأسعار معقولة، وأكثر ما أشاهده بالمدينة هي سيارات الوانيت التي تتجول لتحميل الركاب فعلى الجهات المختصة أن تضع حدودا لسائقي الوانيت وأن تلزمهم بضوابط وأنظمة في حال أرادوا أن يوصلوا الركاب لتفادي حدوث مشكلات. من جانبها تجد فاطمة المحمدي نفسها موزعة بين عملها لإعالة أطفالها وأتعاب المنزل بعد عودتها من العمل ورغم ذلك فهي تشعر بالرضا التام لأنها تقدم تضحيات لسعادة أطفالها، ويعد سيناريو المحمدي واحدا من حالات نساء يعلن أسرهن بعد وفاة الزوج ومن هذه الحالات مطلقات وأرامل وفتيات ونساء لأسر من ذوي الدخل المحدود. تقول المحمدي إنها كثيرا ما تعاني من ندرة سيارات الأجرة وأن سائقي السيارات المتوفرة يغالون في السعر. وفي حراك المرأة المعيلة فإن هذه الفئة من النساء أصبحت في الفترة الأخيرة ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها في ظل احتياجات الحياة وظروفها، كذلك أن حالات الطلاق ووفاة الزوج تجبر الكثيرات على العمل بجد لإعالة أسرهن وتوفير الحياة الكريمة لأطفالهن ورعايتهم من غدر الزمن. في البداية تتحدث الممرضة أم أسعد وهي مطلقة ولديها سبعة أبناء وتقوم بإعالتهم وتقول: «أعول سبعة من أبنائي أكبرهم في الخامسة والعشرين من عمره، ووالدهم لا يقوم بالصرف عليهم ولا حتى السؤال عنهم وأعاني أشد المعاناة من المسؤولية التي تقع على عاتقي، فأنا أعمل طوال النهار بالمستوصف وبعد انتهاء الدوام أذهب إلى المنزل لأعمل به وأحضر الطعام لأبنائي، وأتابع أحوالهم وألبي طلباتهم التي تتجاوز راتبي الشهري بالضعف». وأضافت أنها رغم المعاناة إلا أنها تشعر بالسعادة. وتضيف أم أسعد أنها تعاني كغيرها من النساء من ندرة سيارت الأجرة في المدينةالمنورة داعية إلى افتتاح مكاتب لتأجير السيارات تكون أسعارها مناسبة للأرامل والمطلقات. أما ساميه أحمد الموظفة بإحدى شركات القطاع الخاص فوضعها يختلف فهي متزوجة من رجل عاطل عن العمل لا يكاد يحصل على وظيفة حتى يتركها ليجلس بالبيت ويعتمد عليها بمصاريفه، تقول هناء: «زوجي مهمل وكسول ولا يريد القبول بأية وظيفة رغم أنه يحمل الشهادة المتوسطة وكله أمل بأن يجد وظيفة يتجاوز راتبها الثمانية آلاف ريال، ويريدني أن أقوم بالصرف عليه وعلى المنزل وعلى أبنائي وعلى الخادمة والسائق وأن أتجمل له، وأن أخصص له يوميا وقتا كافيا للجلوس معه، وإذا لم أفعل ما يطلبه مني يقوم بضربي أشد الضرب ويهجرني بالأشهر دون أن أعلم عنه شيئا». وتضيف أنها كثيرا ما تستخدم سيارات الأجرة من أجل الذهاب للتسوق مع اطفالها الصغار وترى ضرورة إيجاد الكثير من سيارات الأجرة في المدينةالمنورة. من ناحية أخرى، يتحدث الدكتور نايف محمد الحربي أستاذ الصحة النفسية المساعد ووكيل كلية التربية للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس علم النفس التربوي بجامعة طيبة عن الآثار النفسية والاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة خاصة حينما تستخدم سيارة الأجرة فيقول: «إن خروج المرأة إلى ميدان العمل لتشارك في إعالة الأسرة ومساعدة زوجها في تحمل مسؤولية المعيشة لا ضير فيه، أو حين تكون أرملة أو مطلقة ولكن الغريب أن تصبح المرأة هي المحرك والعائل الوحيد في ظل انسحاب وتراخي الزوج عن القيام بدوره، إن الضغوط النفسية والتحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة المعيلة ينتج عنها حدوث تغير في نظام تقسيم العمل داخل الأسرة الحضرية المعاصرة خاصة في الطبقة الوسطى، فعلى الرغم من أن صيانة البيت تنطوي عليها مسؤوليات كثيرة إلا أن هذه الوظيفة ينظر إليها غالبا على أنها من اختصاص الزوجة فالزوجة هي ربة البيت ووظيفتها الأساسية هي إدارته والقيام بالنصيب الأوفر في أداء الأعمال المنزلية فهي المخططة وواضعة القرارات والموجهة والمعلمة والمنسقة والعاملة. ومع خروج المرأة إلى العمل زادت مسؤولياتها كما أن معاناة بعض الأسر من عدم قيام الزوج بدوره تؤدي إلى مشكلات أسرية مثل عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة وتكون النتيجة وجود نزاعات بين الزوجين تنتهي بالتفكك، من ناحية أخرى فإن تدني مكانة الأب وضعف سيطرته وشيوع النزاعات والتوترات الدائمة التي من نتائجها تفسخ العلاقات الأسرية بسبب قيام الزوجة بعدة أدوار داخل البيت وخارجه، وليس من شك في أن الأم العاملة قلما تستطيع التوفيق بين عملها وواجباتها كأم وزوجة، ومن ثم يكون التفكك الأسري ناتجا عن تغيب الأم لساعات طويلة خارج البيت ومن ناحية أخرى قد تدب الخلافات الزوجية نتيجة ارتفاع دخل الزوجة عن دخل زوجها وهنا تظهر الانشقاقات في العلاقات الأسرية مما يؤدي إلى تفكك أو انهيار وحدة الأسرة وقد ذكر بعض الباحثين أن هناك علاقة بين عمل المرأة وتفكك الأسرة وزيادة معدل الطلاق وقد يرجع ذلك إلى زيادة حرية المرأة بدخولها ميدان العمل واستقلالها الاقتصادي عن الرجل وحريتها في اتخاذ القرار وخاصة في الطبقات التي تشغل مستويات وظيفية منخفضة، فاستقلال المرأة ماديا يجعلها تشعر بعدم حاجتها إلى زوجها وهنا تحدث خلافات كثيرة قد تؤدي إلى الانفصال. تحميل البضائع المتحدث الاعلامي بمرور منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي قال: إن أنظمة المرور تمنع أصحاب سيارات «الوانيت» وغيرها من مركبات تحميل البضائع أن يقوموا بتحميل ركاب معهم في السيارة لأنها مخصصة فقط لتحميل البضائع، وفي حال استخدمت لغير الغرض المخصصة له فإن سائقها يتحمل غرامة على مخالفته، ومن يشاهد من قبل رجال المرور بتحميله للركاب يتم على الفور حجز مركبته ويدفع مخالفة مرورية هذا بالنسبة للسعودي، أما غير السعودي فيتم حجز مركبته في المرة الأولى ويدفع مخالفة مرورية وإذا كررها للمرة الثانية تحجز مركبته ويدفع الغرامة وإذا كررها للمرة الثالثة يتم ترحيله.