لا يختلف اثنان في أن العامل السكاني له دوره في توزيع العمل والنمو، حيث تحتل مسألة الديمغرافيا موقعها المركزي في نظريات الاقتصاد السياسي الحديثة والمعاصرة، حيث أكد عدد من علماء الاجتماع والاقتصاد أهمية الديمغرافيا وفوائدها بوصفها أحد العوامل المؤثرة في التقدم الاقتصادي، وفي ظل الطفرة السكانية التي تمر بها مدن المملكة، كان من الطبيعي أن يتم التوسع في افتتاح المستشفيات وزيادة عدد الأسرة استنادا إلى خطط واستراتيجيات هدفها توفير المراكز الطبية المتخصصة والوقاية من كل الأمراض ليصبح المجتمع منتجا ومعافى، إلا ان الحال في محافظة القنفذة يسير بخطى لا تتوافق مع الطفرة السكانية والتعافي والإنتاج. ويقول المواطن سعد الحارثي إن أهالي المحافظة اعتادوا على امتطاء مركباتهم يقطعون فيها آلاف الكيلو مترات في رحلات علاجية متواصلة للمدن الكبرى كجدة ومكة والرياض، وأضاف «إلا أن أمر خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) الأخير باعتماد مستشفى للقنفذة بسعة 500 سرير بث روح الأمل وأنعش الأرواح التي تتطلع لوضع حقائبها ونسيان سنوات السفريات المتكررة طوال العام. واستطرد الحارثي يقول: «إلا أن تأخر تخطيط الموقع المعتمد للمستشفى بدأ يبث الخوف في نفوسهم ويقلق مضاجعهم من تأخر تنفيذ المشروع الصحي المهم والأكبر من نوعه في تاريخ المحافظة التي يتجاوز سكانها ال 300 ألف نسمة». ويشير ل«عكاظ» كل من عبدالرحمن علي وعبدالله وعلي العمري وسعد القرني، إلى أنهم يتمنون سرعة تنفيذ مستشفى القنفذة الجديد، حتى يرتاحوا من قطع الفيافي بحثا عن العلاج في المدن الأخرى، خاصة وأن معظم مرضاهم يكونون من العجزة والأطفال والنساء الذين لا يتحملون قطع آلاف الكيلو مترات وهم في تلك الحالة السيئة من المرض، وأضافوا «لإراحة المرضى من تحمل المشاق طوال الأيام من خلال السفر لجدة وغيرها من المدن يجب سرعة تنفيذ المشروع الذي هو بمثابة هدية من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)»، مشيرين إلى أن مستشفى القنفذة العام يعاني من الكثافة في المراجعين بعد فترات المواعيد التي تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر خاصة في التخصصات المهمة كالعيون والأنف والأذن والحنجرة، كما أن المستشفى الحالي يعاني من غياب التخصصات الضرورية في أي مستشفى. وقال منيف المالكي: «الواقع أن مستشفيات المحافظة تفتقر إلى عيادات القلب والشرايين ولا توجد تخصصات في أمراض الدم والأورام وأمراض العمود الفقري والتخصصات الدقيقة للأعصاب والعظام». ويبين خالد الزهراني، أنه يعاني آلاما في العيون وعندما ذهب إلى المستشفى تم إعطاؤه مواعيد تمتد لقرابة الشهرين كما أن كثيرا من أجهزة الكشف الحديثة ليست متوفرة بالمستشفى، مما اضطره إلى مغادرة المحافظة بحثا عن مستشفى آخر لعلاج آلام عيونه. وأكد محمد المقعدي، أن شقيقته تعاني من مرض بالمخ وفي ظل غياب التخصص المطلوب والأجهزة التشخيصية بمستشفى القنفذة العام اضطر للسفر والمكوث هو وأسرته بجدة لعدة أسابيع من أجل تشخيص حالتها رغم ارتباطه وأفراد الأسرة بأعمال خارج جدة متمنيا سرعة تنفيذ أمر خادم الحرمين بإنشاء المستشفى الجديد وتوفير كافة التخصصات الدقيقة والأجهزة التشخيصية الحديثة به. من جانبه رفع مدير الشؤون الصحية المكلف بالقنفذة إبراهيم عيسى الحازمي، الشكر نيابة عن أهالي القنفذة والمسؤولين لخادم الحرمين الشريفين على أمره بإنشاء مستشفى بسعة 500 سرير بالقنفذة، الأمر الذي سيعمل على توفير الكثير من التخصصات التي يحتاجها المرضى في المحافظة. وأوضح الحازمي بأن الصحة تسلمت أرضا بمساحة مليون متر سيخصص قرابة نصف مساحتها لإنشاء المستشفى الجديد الذي أمر به خادم الحرمين (حفظه الله).