أضاءت الصحافية أسمهان علي الغامدي مسيرة حراكها العملي بحصولها على جائزة الصحافة العربية للشباب، وذلك من خلال خمسة أعمال صحافية تقدمت بها للمنافسة على الجائزة وهي تحقيقات من صميم القضايا المحلية، وكانت بعناوين «جثث في ثلاجات الموتى تنتظر قرار الدفن»، «الطب الشرعي يسلم 22 عينة للحمض النووي للأدلة الجنائية»، «سجناء بانتظار القصاص.. يناشدون أهل الدم»، «مرور الناصرية يواصل استقبال التبرعات»، «سجينات ينتظرن الحكم»، وجرى تسليمها الجائزة في دبي. وكشفت الغامدي أن تحقيقات الميدان منحتها جائزة التميز، لافتة إلى أن البيئة السعودية خصبة بالطروحات الصحافية ولكن ينقصها الابتكار. وفي سؤال عما تمثله لها هذه الجائزة لها قالت: «كنت الخليجية الوحيدة الفائزة بهذه الجائزة عن الصحافة العربية، وكان من حيثيات الفوز التي أعلنوها أن الأعمال كانت تتسم بالجرأة والقوة والابتكار في بيئة محافظة، وكان صعبا على فتاة أن تتخطى هذه الأسوار وتدخل هذه المجالات وكانت بيئة محافظة وحتى ممنوعة على الرجل يدخلها، فكان لها وقع كبير عندهم وكانوا سعيدين بها». وأضافت أن البيئة السعودية خصبة ومليئة بالأعمال وينقصها الابتكار «والصحفي لابد أن يكون جريئا بطبعه». وتابعت بقولها: «دخلت ثلاجات الموتى وكنت أدخل أماكن لا يدخلها صحافي ودخلت سجن الحاير، والأعمال الصحافية تحتاج لجرأة فقط، وعندما عرضت الزيارة على المسؤولين رحبوا بها». وعن خبرتها في الصحافة قالت: «لي أربع سنوات بالصحافة وحاصلة على الماجستير في الموارد البشرية والبكالوريوس في الرياضيات، وتعتبر الدراسة التي قدمتها في الماجستير كأول دراسة على مستوى المملكة في إدارة المؤسسات الإعلامية، ورسالتي ناقشتها في يوم الأحد الماضي، والحمدلله أنني تميزت بالأعمال الميدانية وغالبا لا أعتمد على الأخبار المكتبية التقليدية التي لا تصنع صحافيا، لم أتخصص بالإعلام وكنت منذ صغري أميل للكتابة كثيرا وكنت أدون يومياتي على شكل سيناريوهات درامية، وعندما حضرت للجريدة لا أعرف الفرق بين الخبر والتقرير والتحقيق والفضل يعود في البداية لله ثم لوالدي الذي دعم مسيرتي، وللدكتورة هيا المنيع عضوة مجلس الشورى التي علمتني فيما بعد البروتوكول في الحديث مع المصدر، عندما جئتهم وأنا لا أفقه شيئا، فأخذت بيدي وكلفت واحدة من زميلاتي وهي سحر رملاوي ودربتني ثلاثة أشهر وكانت ترى في صحافية جدية، وكنت في صحيفة «الرياض» أول صحافية تتفرغ بعد التدريب مباشرة دون المرور بمرحلة التعاون وبعد شهر واحد فقط من التدريب نلت الوظيفة، الدكتورة هيا المنيع كانت تدير مكتبا فيه صحافيات صاحبات خبرة وأقل واحدة خبرتها سبع سنوات وكنت الجديدة بينهن». وعن بداياتها في الصحافة قالت: «كنت دائما أحرص على أن أخرج بشيء مميز، وأتذكر بعد أن قدمت أكثر من عمل فوجئت بإشادة الدكتور تركي السديري رئيس التحرير عبر اتصاله بي وأنه زاد راتبي 50 في المائة، وكان حافزا كبيرا لي وكل ما أقدم عملا ميدانيا متميزا أجد الحافز المعنوي ومرة المادي ومرة التشجيع وكل أعمالي اجتهادية، وأصعب موقف مر علي في الصحافة هي حادثة الأسد، إذ تعرضت لهجوم منه عندما كنت في أحد المنتزهات وكنت أغطي مناسبة وحرصت على ابتكار مادة، فلفت نظري مروض الأسد وكان وقت صلاة العشاء وأقفلوا الحديقة فقام العامل ففتح أحد الأقفاص ليشيك على الماء والحيوانات فخرج الأسد من القفص راكضا في وجهي فعضني بقوة في يدي». وتضيف الغامدي بقولها: «المسؤولون يرحبون بالصحافي الصادق، ومن يضع الحواجز هو الصحافي نفسه، ويسمح بالإحباط، وفي عمل عتق الرقاب والحمد لله ساهمنا في عتق ثلاث رقاب من الإعدام، وكنا وقتها في شهر رمضان وكان العمل نابعا من جانب إنساني، ففي البداية وجدت من يصعب علي المهمة، واستطعت بعد التواصل مع مدير عام السجون اللواء علي الحارثي، الذي رحب بفكرتي شريطة أن أعرض عليه المادة، وشجعني فعليا وبفضل الله ثم بفضل هذا التحقيق استطعنا المساهمة في عتق ثلاث رقاب، وعن عمل الطب الشرعي منعت في البداية، حيث كان هناك 120 جثة متكدسة من خمس إلى ست سنوات، ورغم ذلك دخلت وشاهدت الثلاجات ووصفت حالة الأموات فيها، وصدر بعد ذلك التحقيق أمر من الإمارة بحل المشكلة». وعن سبب نجاحها تقول: «تأثرت جدا بصياغة نوال الراشد والكاتب عبدالعزيز العطر، وأقرأ لجميع الصحافيين ولا أتابع اسما واحدا، وبالتالي أقرأ الموضوع لذاته وأكون رؤية خاصة بي». فرحة الإنجاز وأضافت سهام: «الكثير من الصحافيات يتهمن رؤساء التحرير وإدارة التحرير وبيئاتهن الصحافية بأنها محبطة، والحقيقة أن العمل الصحافي أحيانا محبط وبه مشكلات كثيرة، ولكن بعد نزول الموضوع الصحفي تأتيك الفرحة وتنسين بها جميع من وقف أمامك، وكثير من زملائي الصحافيين أجد منهم إشادة، لا أنسى إشادة الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ» والذي أشاد بأكثر من عمل لي، وكذلك جميل الذيابي الذي كان معي في الجائزة وكان فخورا بحصولي عليها».