فكرة مواجهة أي حيوان مفترس بحد ذاتها مخيفة لأي إنسان، ولكن إن تحولت إلى واقع فهي كارثية، خصوصاً إن كان الحيوان أسداً، أما إن كانا أسدين فالمصيبة أعظم، وإن تمت المواجهة مع ثلاثة أسود، فالمفترض ألا نعقد أي أمل للنجاة، ولكن ما حدث للصحافية في صحيفة «الرياض» الزميلة أسمهان الغامدي، التي هاجمتها ثلاثة أسود بالفعل أثناء تغطية صحافية، إذ تعرضت فقط لجرح في يدها، وسرعان ما تماثلت بعد للشفاء، لتعود أكثر إصراراً على العمل الصحافي، ولكن بحذر أيضاً، مع التركيز على الثغرات الموجودة في بعض المهرجانات والمواقع التي تغطيها. وقالت الغامدي ل«الحياة»: «خرجت وزميلتي ومصور لتغطية مهرجان بناء على تكليف من الصحيفة، ولم نكن قريبين من قفص الأسود، إذ كان بيننا وبينه أربعة أقفاص، وكنا ننوي عمل حوار مع مدربها الذي لم يتجاوز عمره 16 عاماً، وبينما المصور يلتقط الصور، تفاجأت بصراخ من خلفي «اهربي»، ولكن لم أتمكن من شيء، إذ وقعت على الأرض بسبب أحد الأسود، والثاني سقط علي، بينما تمكن المدرب من حمايتي من الأسد الثالث، ليصاب هو عوضاً عني، لدرجة أنني لم أستطيع البكاء أو الصراخ من شدة الصدمة». وأضافت: «لم أتوقع أبداً بأن تهاجمني الأسود الموجودة داخل القفص، لاعتقادي الجازم بوجود احترازات الأمن والسلامة، وبعد ذلك ذهبت إلى ممرضة المنتزه، التي بدورها اكتفت بوضع معقم على مكان الجرح، وأبلغتني بأن حالتي بسيطة ولا تستدعي الذهاب إلى المستشفى، ما أشعرني بالانزعاج، ولكن بعد إصرار بعض الزملاء ذهبت إلى المستشفى، لتجرى لي جراحة، ولكني بعد ساعات لم أتحمل الألم، فعدت إلى المستشفى، وبعد أن عرف الطبيب بقصتي، أخبرني أنني كنت سأصاب بتسمم في الدم، فتم تنويمي 5 أيام تحت الملاحظة المشددة، و10 أيام في غرفة عادية». ولفتت، إلى أنه في الأيام الأولى من إصابتها انتابها بكاء شديد وألم كلما تذكرت الحادثة، ولكنها تجاوزت هذه المرحلة، بعد أن أشرف على علاجها طبيب جراح وآخر نفسي. وفيما يتعلق بتأثير الحادثة في عملها الصحافي، ذكرت أنها لن تترك هذا المجال، وأن ما تعرضت له زادها قوة وإرادة، إلا أنها ستأخذ الحذر أكثر، وستركز على الثغرات والسلبيات لمن لا يطبق إجراءات الأمن والسلامة. وأشارت إلى اللفتة الأبوية من رئيس تحرير صحيفة «الرياض» الزميل تركي السديري بعد أن سمع بالحادثة. وقالت الغامدي: «الحادثة كانت نقطة تحول، اكتشفت زملاء وزميلات لديهم الكثير من العطاء، إذ رفضت الزميلة سلوى العمران مغادرة المستشفى وطلبت أن ترافقني، والزميل المصور محمد الجمعية الذي كان يباشر إنهاء أوراقي، إضافة إلى رؤساء الأقسام الذين تابعوا حالتي الصحية، وزميلات وزملاء من صحف أخرى».