حذر الملحق الثقافي السعودي في أبو ظبي الدكتور صالح السحيباني من خطورة التلوث اللغوي في المجتمعات الخليجية، نتيجة للتعامل اليومي مع العمالة المنزلية، في الوقت الذي قلل فيه الدكتور عبدالمحسن القحطاني من حدوث ذلك، مشيرا إلى أن اللهجات الداخلة على العربية سيظل تأثيرها محدودا، وأوضح السحيباني والقحطاني ل«عكاظ»، خلال الملتقى التنسيقي بين الجامعات والمؤسسات في دول الخليج حول اللغة العربية الذي انطلق أمس الأول في الرياض، أن الملتقى يشكل أهمية كبرى للحفاظ على اللغة العربية. وقال الملحق السحيباني أن «مشاركة الملحقية في الملتقى التنسيقي بين الجامعات والمؤسسات الخليجية حول اللغة العربية، بدعوة من مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، تأتي حرصا على تنسيق الجهود في مجال تطوير تعليم اللغة العربية، والاهتمام بالجهود التي تقوم فيها الجهات الحكومية في دول الخليج العربي، وكذلك القطاع الخاص لتنسيقها وتطوير الأعمال في هذا المجال. وأضاف: «هناك بعض دول الخليج العربي، وبخاصة التي تقع على الساحل تحتاج إلى مزيد من الجهد وتكثيف نشاطاتها في مجال اللغة العربية للمحافظة على الهوية، قد نكون في المملكة في وضع جيد من هذه الناحية، لكن لا بد أن ننتبه بأن هناك أمورا تأتينا من الداخل من الخادمات والسائقين في المنازل، علينا أن ننتبه لأبنائنا من حيث اللغة، فكما أن هناك تلوثا بيئيا، هناك أيضا تلوث لغوي، ولهذا فإن هذا الملتقى سيثمر نتائج تخدم هذا الميدان. كما أكد السحيباني أن مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، رغم عمره القصير جدا، إلا أنه أقام الكثير من البرامج التي نستطيع أن نفتخر بها، وهذا ينطلق من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ببناء الإنسان وتنمية المكان معا، بناء الإنسان من خلال بناء لغته وتطوير قدراته، وبناء المكان من خلال هذه المراكز والجهود التي تقوم فيها المملكة لخدمة اللغة العربية، ونستطيع أن نقول إن المملكة ربما هي الدولة الأولى التي لديها أفضل البرامج في مجال تعليم اللغة العربية في الداخل والخارج. من جهته، قال الدكتور القحطاني: «مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية في طور تأسيس معرفي للغة العربية، وهو يعمل لتأسيس الحفاظ على اللغة العربية، وأنا دائما أقول في طروحاتي بأنه لا خوف على اللغة العربية مع انتشار حلقات العلم، وحلقات تحفيظ القرآن، الآن بالآلاف الذين يتعاملون مع النص القرآني، التعامل مع النص القرآني هو حفظ للغة العربية، فإذن يجب أن لا نتوجس خيفة على اللغة العربية، بل إن وجود اللغات الأخرى يزكي اللغة العربية، فترى الشخص على المنبر وهو يتقن لغة أو لغتين غير لغته، ومع ذلك تجده خطيبا بارعا وينصت له الجميع، وهذا بسبب التكوين المعرفي لديه، واللغة العربية في عصرها الحاضر هي لغة تعلم واكتساب، وليست لغة سليقة. وتوقع أن الملتقى هو بادرة لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، وقبل أسبوع رأيت أن لديهم مؤتمرا عن اللغة العربية والإعلام، وطلبت مني كلمة، وذكرت فيها أن الإعلام ركز على مسألة النطق حتى في الكتابة، فاللغة العربية لغة حية ناطقة، لغة جميلة، ولا تتوقع أن تندثر، حتى في أيام عدم وجود العلم، وعدم انتشار العلم، تجد الرجل الأمي حينما يدخل المسجد يفقه القرآن، وهو لغة فصيحة بجانب لهجة القارئ الأمي.