يضطر سكان حي شبرا، وتحديدا المجاورين لحراج المسترجعات وأسواق الجوالات، لمغادرة منازلهم كل يوم جمعة، وذلك لكثرة أعداد العمالة الوافدة التي تقصد السوق من مختلف الأحياء؛ بهدف عرض بضاعتها التي لا تعرف نظاميتها والجهة التي جلبتها أو الشراء من المسترجعات التي يطلق عليها «كلش موجود» وبسعر بخس. الكثير من السكان سيضطرون وعلى حد قولهم ل« بيع منزله» والخروج من الشارع والحي الذي أصبح عاجزا عن الوصول إليه بسبب الازدحام، في سوق المسترجعات تتوفر كافة الاحتياجات المستعملة وفي شارع واحد، لكنها غير مضمونة. فالبعض من الملابس يتم استلامها من مغاسل الملابس بعد شهور من بقائها، ويعج السوق ببضائع مختلفة، بدءا من الملابس ،وحتى الأجهزة الكهربائية والمفروشات، حيث تنتشر العمالة الوافدة كل مساء جمعة من الثالثة عصرا وحتى التاسعة مساء، ما انعكس على توقف الحركة المرورية، والتي تغيب في الشارع ومنع الكثير من السكان من العودة لمنازلهم. فيما طالب الكثير من سكان الحي بتنظيم الحراج وتهيئته بدلا من العشوائية المنتشرة في جميع أركان السوق، والتي ساهمت كما يقولون في تكدس المخلفات والبضائع التي لا يعرف مصدرها ومضايقة الباعة الرسميين في المحلات التجارية في السوق. وذكر ل «عكاظ» محمد السفياني أنه اعتاد كل يوم جمعة الحضور للسوق ببعض الملابس، والهدف بيعها بمبالغ جيدة على بعض الجاليات والتي تكثر في السوق وتقوم بالشراء، حيث إن هذه الملابس والخردوات والمفروشات تكون بمبالغ بسيطة يسعى الكثير من المقيمين لشرائها وغسلها واستخدامها أو تخزينها لأسرهم. ويشير سعد الحارثي إلى أن الكثير من المبيعات في السوق للأسف مسترجعة وقد تشكل خطرا على السكان وقد تكون غير نظيفة تقوم بنقل الأمراض للمواطنين أو مستخدميها، معتبرا أن الازدحام غير مقبول، ويجب الاهتمام بالسوق وتطويره بدلا من العشوائيات التي يتعرض لها السكان في كل وقت تزداد في يوم الجمعة. وأشار أحد رجال الأعمال في الطائف إلى أنه فكر قبل سنوات للانتقال والاستثمار في بعض العمائر السكنية كشقق مفروشة، لكنه بعد مشاهدة الموقع والازدحام فضل عدم المجازفة بأمواله؛ لأن المشروع رغم نجاحه سيواجه الكثير من العقبات والتي يأتي في مقدمتها غياب المواقف الخاصة للسيارات، وهذا ما تسبب في رحيل البعض من السكان في الشارع والشوارع المجاورة؛ نظرا لوجود سوق المسترجعات ومحلات الجوال والمفروشات والبنوك، وهذا شكل عبئا على الحي والشارع وأصبح الوضع لا يطاق. واستغرب أبو بندر (من سكان الحي) عدم تنفيذ التعليمات بانتقال الحراج لموقع آخر، حيث يشكل معاناة للسكان ويتسبب في الازدحام اليومي الذي يزداد في نهاية الأسبوع. فيما شدد عدد كبير من سكان الحي بإعادة النظر في الكثير من المخالفات التي تحدث في السوق من بعض العمالة التي تسيطر على السوق والحراج ومحلات الجوالات، والتي أصبحت تحارب المواطنين في أرزاقهم، مطالبين بأن يتم تخصيص السوق للمواطنين وإيقاف التجاوزات التي تسيطر على السوق من الوافدة والتي ساهمت في تطفيش السعوديين في السوق والذين يستفيدون من المسترجعات في توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم. وكشفت مصادر «عكاظ» في إدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف عن أن هناك تصحيحا لبعض المواقع من المخالفات التي قد تتسبب في وقوع كوارث في بعض الأحياء، يأتي في مقدمتها المستودعات التي تقع بوسط المناطق المركزية والتي تعيق تحركات الجهات عند وقوع الحوادث. ويشكل وجود عدد كبير من العمالة الوافدة، والتي تزاول البيع والشراء في الحراج خطرا على الكثير من المواطنين، حيث إن هذه المعروضات غير معروفة المصدر وقد تكون مسروقة، حيث يتم البيع دون التأكد من الهوية أو الإثبات الشخصي للبائع، وهذا يحولها إلى سوق رائجة للسرقات ويحفز الوافدة على السرقات ونقلها للحراج والبيع دون رقيب. ويشير محمد الجعيد إلى أن السوق، ورغم صدور التوجيهات سابقا بنقله إلى سوق المسترجعات في النسيم، إلا أنه ما زال دون تنفيذ لتلك القرارات، وقد يكون السبب أن مبالغ الإيجار كبيرة جدا، ويعجز الكثير من السكان من توفيرها لعدم وجود مردود مالي كبير من البضائع، حيث يطالب الكثير من المستأجرين تخفيف المبالغ الكبيرة للإيجار ليتم الانتقال إليها بدلا من السوق الحالي. من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في محافظة الطائف العميد فايز صبيان العتيبي في حديث ل«عكاظ» أن هناك خطة تشمل جميع الأحياء والمواقع التي تشكل خطرا على المواطنين، وهذه الخطة بدأت من المنطقة الصناعية في الطائف، وذلك لتصحيح أوضاع الكثير من المصانع والمستودعات ومواقع الخطر التي تهدد حياة الناس وتشكل خطورة كبيرة، وسيكون هناك جولة على الكثير من المحلات التجارية في المنطقة المركزية والسوق، حيث يقوم مسؤولو السلامة بجولات يومية لتحديد المواقع الخطرة وإدراجها ضمن الخطة التي تنفذها فرق الدفاع المدني والخاصة بالسلامة، كون وجود مواقع خطرة وسريعة للاشتعال وسط أحياء سكنية ومنازل تشكل خطرا على السكان وتعرقل الحركة عند وقوع الحوادث.