دخل عدد مقدر من سيدات حائل بقوة إلى سوق الأكلات الشعبية النشط، وحققت العديد منهن أرباحا جيدة من خلال العمل من داخل بيوتهن لتلبية طلبات الزبائن المتلاحقة التي تأتي عبر الهاتف الجوال، وتتميز الأكلات التي تعد داخل المنازل بطعم ونكهة مختلفة، يفتقدها كثيرون في المطاعم والمطابخ التجارية التي تعد أطعمتها العمالة الأجنبية، والتقت «عكاظ» بعدد من سيدات المنطقة للتعرف على هذا النشاط عن قرب. وروت أم أشجان كيف بدأت العمل في مجال تلبية طلبات الموائد والحفلات ودعوات الطعام، موضحة أن سر دخولها إلى سوق طلبيات الأكل يعود إلى سببين: الأول مهارتها في الطبخ، والثاني حاجة بيتها إلى دخل إضافي تصرف منه على الأبناء، وتؤكد أم أشجان أنها تقدم أي أكلة شعبية يرغب فيها الزبائن، حيث يتم طلب الصنف والكمية عبر الهاتف، كما يتم تحديد السعر، وتحديد موعد استلام الطلبية وذلك قبل يوم على الأقل من التسليم، مبينة أن أكثر الطلبيات تتعلق بإعداد أطعمة الولائم والحفلات، حيث يطلب معظم الزبائن أصنافا مثل الجريش، المرقوق، الكبيبا والحنيني، فيما تقدم لها بعض قريباتها المساعدة في إعداد أصناف الأطعمة المستحدثة أو القديمة الشائعة. وأوضحت أم أشجان أن أسعار الأطعمة الشعبية تتراوح من 200 إلى 300 ريال للكمية، ويزداد الطلب في الإجازات والمواسم خاصة فصل الشتاء، وتفسر إقبال الزبائن على الأطعمة المعدة منزليا كبديل لوجبات المطاعم قائلة إن الأكلات المعدة منزليا موثوق بها أكثر، كما تعمل صاحبات هذه التجارة الناشئة على تقديم أجود الخدمات لكسب مزيد من الزبائن. من جانبها أكدت أم تهاني أنها تعمل في نفس المجال، مبينة أن بعض ربات البيوت يفضلن الراحة ما يدفعهن للاستعانة بمقدمات الأطعمة المعدة منزليا، مؤكدة أنها تجهز كل الأكلات الخفيفة والسريعة حيث تتلقى الطلبات عبر الهاتف قبل المناسبة بيوم أو اثنين على الأقل. وفي السياق أبانت نورة أنها دخلت إلى سوق إعداد أطعمة الولائم والمناسبات نظرا لإقبال الزبائن على الأكلات التي تعدها ربات البيوت، خاصة أن العاملات المنزليات هن من يقمن بإعداد الطعام في أكثر المنازل، ما يفقد في بعض الأحيان تلك الأطعمة الشعبية مذاقها ونكهتها. فيما أوضحت ربة المنزل موضي فهد أن كسل بعض الزوجات وامتناعهن عن إعداد الأطعمة بأياديهن داخل المنازل جعل كثيرا من الأزواج يتلهفون على المطبوخات النسائية، مشيرة إلى أن عدم إتقان الجيل الجديد للمأكولات الشعبية سبب آخر يجعل الرجال يستعينون بخدمات معدات الأكلات. وأكد محمد سالم أن السبب في طلب الأكلات الشعبية من معدات الولائم هو عدم معرفة بعض النساء في البيوت كيفية إعداد هذه الأكلات، مضيفا أن معدات الأطعمة يتميزن بإتقان إعدادها، فضلا عن النظافة، ما يدفع كثيرين للإقبال عليهن والانصراف عن المطاعم. وفي السياق أوضحت أماني، وهي إحدى معدات الأكلات الشعبية في البيوت، أن دخلها الشهري حوالي 8 آلاف، مضيفة أن تصاعد الطلب على الأطعمة المعدة منزليا، إلى جانب براعتها في إعداد الأكل دفعاها إلى هذا العمل، مؤكدة أن لديها وجبات محفوظة ومبردة وجاهزة لطهي لربات المنازل اللآتي يرغبن في إعداد الطعام بسرعة، مضيفة أنها تستقبل حوالي 5 طلبات يومياً، حيث يطلب معظم الزبائن أكلات شعبية. من ناحيته طرح ماجد فهد أحد أصحاب المطاعم الأمر من زاوية أخرى، مطالبا بإيقاف التعامل مع الأطعمة المعدة منزليا لأغراض تجارية، كونها لا تخضع للإشراف الوقائي والصحي ولا معايير السلامة، ما قد يسبب خطرا على المستهلك. نكهة أفضل أوضح فهد محمد أن طعم ونكهة الأطعمة التي تطبخها الأيادي السعودية أفضل بكثير مما يقدم في المطاعم، إلى جانب أن الأولى أكثر نظافة، فيما أكد سامي الفهد أن التخوف من وجبات المطاعم وما يذاع في البرامج التلفزيونية، وما يكتب عن هذه المطاعم، يجعل الناس يتجهون إلى معدات الأكلات منزليا.