أكد عدد من المحللين الخليجيين أن الوضع في العراق متجه نحو الحرب الأهلية، مؤكدين أن حكومة نوري المالكي فشلت في إدارة الأزمة في العراق بسبب تهميش السنة وتكريس الطائفية. وأكد المحلل الاستراتيجي الدكتور علي التواتي أن حكومة المالكي أصبحت تمثل بكل وضوح إيران في العراق وتتلقى أوامرها مباشرة من طهران. وأوضح أن حكومة المالكي تعاملت مع السنة على أنهم أجانب وليسوا مواطنين عراقيين من خلال إطلاق شعارات طائفية، ووصلت الأمور إلى حد أن قانون اجتثاث نظام البعث تحول إلى اجتثاث للسنة في العراق من خلال تجرؤ القوات العراقية على قتل المحتجين وعدم السماح بالحوار مع رؤساء وعشائر وشيوخ السنة. وتابع قائلا «إن المشكلة تكمن في أن المالكي لم يمثل الشيعة العراقيين ومرجعياتهم كالسيستاني والحكيم أو الصدر بل إنه أصبح لسان حال شيعة قم» موضحا أن الفكر الطائفي لن ينتهي بتقسيم العراق كما هو مخطط له، حيث إن العراق دخل في منزلق خطير نحو الحرب الأهلية المسلحة لأن القوى المضادة لم تعد تحتمل التهميش والتنكيل وتهجير السنة من العديد من المناطق والمحافظات العراقية لصالح الشيعة. وصادق على كلامه الدكتور عبدالرحمن المسفر المحلل الاستراتيجي الكويتي قائلا «إن ما تشهده الساحة العراقية خطير ويهدد بتفجير حرب أهلية غير مسبوقة»، وقال «للأسف إن المالكي حكم العراق على الطريقة الشيعية وتعامل مع السنة على أنهم أقلية تخضع لنظام دولة تتلقى أوامرها مباشرة من طهران، ونحن نعلم المخططات الإيرانية لمحاولة السيطرة الكاملة على العراق ومقدراته. وأشار إلى أن ما يجري الآن على الساحة العراقية من عدم استقرار إضافة إلى الأزمة السورية قد يهدد المنطقة بأكملها لو اختلطت الأوراق بطريقة يصعب ترتيبها مستقبلا. ومن جانب آخر، قال المراقب السياسي جمال البوحسن عضو مجلس النواب البحريني إن السيطرة الإيرانية على القرارات السياسية والداخلية في العراق أصبحت واضحة جدا للعيان. واستغرب البوحسن المواقف السلبية الأمريكية من تصرفات المالكي وكأنها راضية عما تقوم به حكومته في العراق من تأجيج للطائفية وتبعيتها المكشوفة لطهران. وقال إن المالكي يتصرف برعونة ولكن ذلك كشف عن ضعف شخصيته بدليل تلقيه أوامر مطلقة من طهران على حساب العراق وأهل العراق، وعدم تجرؤه على اتخاذ أي قرار ضد الحكومة الكردية في كردستان العراق والتي أصبحت ذات حكم ذاتي مستقل بل ومناوئ للحكومة في بغداد.