تتصاعد الانتفاضة العربية في العراق ضد النهج الطائفي العنصري الذي تعتمده حكومة نوري المالكي. وكما هو متوقع فإن المالكي ومستشاريه وآلاته الإعلامية الموجهة طائفيا وعنصرياً ضد العرب والهوية العربية للعراق يحاولون تمييع الموقف والاستخفاف بالانتفاضة ووصمها بالتخريب والإرهاب، وهي التهم الجاهزة التي يوصم بها العرب في الخطاب الطائفي والعنصري للحكومة العراقية ومسئوليها. الانتفاضة العربية في العراق حدثت بعد أن نفد صبر العرب وبعد أن تمادت حكومة المالكي الخاضعة للنفوذ الإيراني، وبدأت اجراءات معلنة، وبلا خجل، للتطهير العرقي والطائفي ضد العرب «سنة وشيعة» وكل من يخلص للهوية العربية أو يعارض إجراءات الإرادة الإيرانية الاقصائية التطهيرية طائفيا وعرقياً ضد الهوية العربية للعراق، وواضح أن طهران أوكلت هذه المهمة لحكومة المالكي. ولتخفيف حدة العاصفة والانحناء للرياح على أمل أن تمر، أطلق المالكي سراح نساء عراقيات عربيات معتقلات في سجون عراقية غير معروفة وبلا وجه حق، وبقيت أخريات ما يؤكد صحة موقف الانتفاضة بأن الحكومة العراقية تمارس اعتقالات تعسفية بهدف التصفية العرقية وإيذاء العرب بالتعدي على نسائهم، واعتماد خطة منهجية لحملات اعتقال في صفوف العرب وزجهم في السجون، بلا تهم أو بتهم ملفقة أو باعترافات منتزعة تحت التعذيب، إضافة إلى أن لدى حكومة المالكي تهما جاهزة لكل من تود إقصاءه واجتثاثه وهي تهم الإرهاب، وأصبح الأمر مفضوحا، لأن هذه التهم لا تلصق إلا بالعرب، بينما المليشيات الإرهابية الإيرانية والمافيا الإيرانية تمارس جرائمها في العراق ولا يعتقل مجرموها ولا توجه لهم تهم الإرهاب، وأصبح من المألوف أن يقدم عرب في تلفزيونات حكومة المالكي والقنوات العنصرية الطائفية، ليعترفوا بارتكاب جرائم إرهابية، حتى أصبحت هذه الاعترافات مسلسلات تلفزيونية تخص العرب وحدهم، ثم إن حكومة المالكي تقصي العرب «سنة وشيعة» عن المناصب الحكومية المهمة، وتخصصها لذوي الولاء لإيران، وهذا تطهير عنصري وخطة تنهض بها طهران منذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي وتفشي النفوذ الإيراني في العراق، وتطبق حكومة المالكي الخطة الإيرانية بدقة وحرفية وإخلاص، وحتى حينما غضب العراقيون العرب الشيعة في جنوب العراق حينما احتلت إيران مركزا حدودياً عراقياً في ديسمبر عام 2009، كان رد حكومة المالكي متخاذلا ومسايرا لإيران، ولا يزال المالكي تابعاً مخلصاً لطهران، ومن الطبيعي أن ينتفض العرب انتصاراً لكرامتهم ولحماية سيادة بلادهم، ولوقف السياسات العنصرية الطائفية الميليشاوية المركبة والتهم الجاهزة ضدهم.