حذر خبراء وسياسيون مصريون من تفاقم الأوضاع في العراق بسبب تداعيات حادث الحويجة. وأكدوا في تصريحات ل«عكاظ» أن هناك من ينفخ في نار الطائفية في العراق التي ستلتهم الجميع. من جهته، قال السفير محمود سلطان الذي عمل سابقا ضمن البعثة المصرية في العراق إنه منذ الاحتلال الأمريكي للعراق تم تكريس فكرة الطائفية وتوظيفها في الصراع السياسى بين الأحزاب المختلفة وسياسات الحكومة الحالية. وأشار إلى أن الحضور الإيراني في المشهد العراقي واضح للجميع مؤكدا أن السنة في العراق يصعب تهميشهم وأن الحل يكمن في تفعيل نصوص الدستور والقانون الذي يمنح الجميع حقوقا متساوية. من جانبه، قال الدكتور مصطفى عبدالرحمن أستاذ الدراسات السياسية بجامعة القاهرة إن الوضع في العراق خطير للغاية ويهدد بانفجار طائفي ليس فقط في العراق بل ربما يشمل سورية ولبنان. وأضاف أن هناك جهات خارجية تنفخ في نار الطائفية العراقية، داعيا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى ضرورة التدخل بسرعة قبل أن تتفاقم الأحداث. وانتقد أسلوب المالكي في إدارة الأزمة، لافتا إلى أن الانتخابات البرلمانية المبكرة أو تغيير المالكي بشخصية مقبولة من الجميع قد يكون بداية لإنفراج الأزمة. من جانبه، قال الدكتور محمود كامل الباحث بمركز الدراسات السياسية والمستقبلية إن الأوضاع في العراق خطيرة للغاية وأن أركان الحرب الأهلية مكتملة هناك نظرا للانقسام السياسي والطائفي ووجود كميات كبيرة من السلاح والميليشيات مما يهدد العراق بالعودة إلى السنوات التي كان يقتل فيها 200 شخص يوميا. وانتقد السياسيين العراقيين لأنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا العراق من جو الحرب الطائفية التي صاحبت الاحتلال الأمريكي للعراق، لافتا إلى أن السياسيين العراقيين لم يستطيعوا تقديم برامج سياسية إلا تلك التي تعتمد على الطائفية. كما اتهم كامل التدخلات الخارجية في الأزمة العراقية وقال إن إيران لاعب رئيسي ومهم في الأزمة العراقية وأنها ربما تسعى لشد الأنظار بعيدا عما يحدث في سورية. واعتبر أن موقف الحكومة العراقية من الأزمة السورية ساهم في تأجيج البعد الطائفي للأزمة في العراق. وزاد «إن وقوف المالكي بجانب الأسد الذي يقتل السنة وتسهيل الحكومة العراقية لمرور الأسلحة الإيرانية لبشار الأسد جعلا سنة العراق يشعرون أن بلادهم شريكة في قتل إخوانهم في سورية».