في سوق الفواكه والخضار المركزي وسط مدينة الباحة انقلبت فكرة توطين السوق رأسا على عقب، وقد يكون ذات الأمر في أسواق أخرى سواء ما يتعلق بالفواكه أو غيرها من المحال التجارية الصغيرة والكبيرة والعملاقة أيضا. إذ يخيل إليك أن الموقع يملكه أحد السعوديين وأن من تراهم يباشرون مهام العمل فيه مجرد عمال، إلا أن الواقع والحقيقة تؤكد عكس ذلك. وأجمع عدد من مواطني الباحة أن التوطين في حلقة الخضار مجرد طبخة محروقة لأن كل الشواهد تؤكد أن أصحاب المحال وافدون وتحديدا من جنسية آسيوية. وأضافوا أن كثيرا من المحال التجارية تلتحف غطاء التوطين، بمعنى أنه مجرد حبر على ورق، فعقودها بأسماء سعوديين لكنها تخص وافدين غالبيتهم من الجنسية البنغالية، وهذا ما يحدث تماما في سوق الفواكه والخضار بمدينة الباحة، بل الأدهى من ذلك أن ترى شبانا سعوديون يعملون في تلك المحلات بالأجر اليومي لدى أولئك البنغال. أحد أولئك الشبان السعوديين الذي يعمل بالأجر اليومي لدى وافد بنغالي يدعى ناصر علي عبدالله يقول إنه اضطر للعمل لدى البنغالي لأنه لم يجد وظيفة ولم تسمح له البلدية بفتح محل، ويشير إلى أنه يتقاضى 50 ريالا في اليوم لقاء عمله من الصباح الباكر وحتى الساعة الثانية ظهرا، بعد ذلك يأتي الوافد صاحب المحل ليكمل عمل بقية اليوم، كونه يعمل أصلا عامل نظافة في إحدى القطاعات. شاب آخر يدعى وجدي محمد سالم، يؤكد هو الآخر أنه اضطر للعمل كأجير لأنه سبق وأن فتح محلا وخسر بسب مضايقة العمال الوافدين كونهم يتفقون على خفض الأسعار بشكل كبير فيخسر وغيره من السعوديين بضاعتهم بسبب تلفها أو بيعها بأقل من سعر التكلفة، وجدي اضطر هو الآخر لأن يعمل لدى بنغالي آخر لكونه غير قادر على فتح محل، كما أنه لم يحصل على وظيفة برغم أنه يحمل الكفاءة المتوسطة، ويشير إلى أنه يتقاضى مائة ريال لقاء عمله من السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا. فيما يؤكد كل من سلمان الحارثي وخالد حامد وهادي الغامدي، وهم من أصحاب المحلات في سوق الفواكه والخضار بمدينة الباحة أن أغلبية المحلات في السوق لعمال أجانب، وأضافوا ما يؤكد ذلك أن أغلب المحلات مغلقة خلال فترة الدوام الصباحية وحتى بعد الظهر لكون أصحابها، إما عمال نظافة في أمانة منطقة الباحة أو أنهم يعملون في مؤسسات وشركات أخرى خلال فترة الصباح. وقال الحارثي وآخرون في نفس السوق إن أولئك الوافدين يحظون بدعم منقطع النظير من البلدية وفقا لقوله، أما كيف ولماذا ؟ فهذا الذي لم يجدوا له تفسيرا، فالأمر محير بالفعل وموضوع السعودة طبخة محروقة كما يصفون ذلك. ويشير أولئك أن للوافدين بالسوق عيون تحرسهم وتنقذهم من قبضة الجوازات، أما مراقبي البلدية كما يشيرون فلا يرونهم إلا في الفترة الصباحية التي لا يتواجد خلالها الوافدين وتكون محلاتهم مغلقة بأغطية شراعية في حين يعمل سعوديون في محلات أخرى. وطالب أولئك بتكثيف الرقابة على مدار الساعة لا سيما بعد فترة الدوام الرسمي من الجهات المسؤولة في الأمانة والجوازات ومكتب العمل، كما طالبوا بإغلاق المحلات التي لا تعمل خلال الفترة الصباحية للتأكيد على أنها ملكية عمال وافدين.