تشهد المملكة تحولات عميقة شملت مختلف جوانب الحياة، حيث انعكست هذه التحولات ليس فقط على الاقتصاد والسياسة، بل أيضًا على الثقافة والمجتمع، إذ أصبحت الثقافة والفنون اليوم من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المملكة في تعزيز القيم الإبداعية، وفتح نوافذ جديدة للتعبير عن الذات، وكل هذا يأتي في إطار رؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة، ولعل من أبرز ملامح هذا التحول هو التركيز على تطوير صناعة السينما، التي أصبحت تعكس روحًا جديدة للمجتمع السعودي، وروحًا تدعو إلى الانفتاح وتقبل الآخر من خلال الفن والسينما. وفي هذا السياق، تأتي قلعة ستوديوهات الحصن بيج تايم، كما وصفها معالي المستشار "تركي آل الشيخ" في كلمة الافتتاح عند التدشين، كواحدة من الممكنات التي تعكس هذا التوجه نحو تمكين الشباب السعودي وتطوير مهاراتهم في مجال السينما، إذ لم يكن إنشاء هذه الاستوديوهات مجرد خطوة لإثراء الساحة الفنية فحسب، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء بيئة ثقافية إبداعية قادرة على المنافسة عالميًا، وتقديم محتوى سينمائي سعودي يتميز بالجودة ويعكس الهوية السعودية بشكل عصري. وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية ماتقدمه "الترفيه"، والتي خلقت أنموذجًا لمنظومة متكاملة تدعم صناعة السينما، توفر من خلالها بيئة مثالية للإنتاج وللمبدع السعودي، ما يسهم في جعل المملكة وجهة جذابة لصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم، هذا التكامل يدعم الهدف الاستراتيجي بتحويل المملكة إلى مركز إقليمي ودولي لصناعة الأفلام، حيث تعمل الهيئة، لتسهيل الإجراءات وتنظيم قطاع الإنتاج بشكل يواكب تطلعات المملكة ويزيل العقبات أمام المبدعين، لتكون المملكة مهيأة لاستقطاب الإنتاجات العالمية وتوفير بيئة عمل قادرة على استيعاب الطموحات والإبداعات المحلية والدولية. ومع كل هذه الممكنات والدعم الكبير، تأتي المسؤولية الآن على عاتق الشباب السعودي والمبدعين في المجال السينمائي، فقد وضعت الجهات الرسمية الكرة في ملعبهم، وخلقت لهم كل الفرص الممكنة لتحقيق النجاح، مما يجعلهم اليوم أمام تحدٍ حقيقي لإثبات الذات واستثمار هذا الدعم لتحقيق طموحات المملكة وتطلعاتها، حيث يضع هذا التمكين صناع الفن السابع في المملكة أمام اختبار لإظهار مدى جاهزيتهم لصناعة محتوى سينمائي قادر على المنافسة محليًا ودوليًا، ويبرز قدرتهم على إنتاج أفلام سعودية تعرض في أكبر المهرجانات العالمية، وتتنافس بقوة على الشاشات الدولية. في الختام نحن نعيش اليوم مرحلة تحولية تتيح للشباب السعودي منصة للتعبير عن مواهبهم بأعلى المعايير العالمية، وتفتح لهم أفقًا لخلق محتوى سينمائي يعبر عن قصص المجتمع السعودي وقيمه بطريقة حديثة وجذابة، ونحن أمام مستقبل واعد ومشرق، حيث يشكل ستوديو الحصن بيج تايم، بدعم من هيئة الترفيه، نافذة للسينما السعودية نحو آفاق عالمية، ويجعل المملكة ليست فقط منتجًا للمحتوى المحلي، بل مركزًا جاذبًا للمبدعين من جميع أنحاء العالم، مما يمهد الطريق نحو مستقبل سينمائي حافل يعكس الصورة الحيوية والملهمة للمجتمع السعودي.