قيادة السيارة في شوارع جدة أشبه بالمغامرة كما أن المركبات العابرة في الشوارع تشعر قائد السيارة أن كافة السائقين لا يجيدون فنون القيادة.. ثم يهيمن سؤال: كيف حصل هؤلاء على رخصة القيادة؟.. صحيح أن السائقين في جدة يعرفون كل مواقع حفر الشوارع وتضاريسها فأهلها أدرى بشعابها.. لكن ما يطلق عليه البعض فوضى قيادة السيارات في عروس البحر يستحق التأمل. أبواق في كل مكان علي المولد يقول: إن عدم الالتزام بنظام السير ومهارات القيادة أمر شائع في محافظة جدة فالإشارة الصفراء كأنها خضراء، لا يحترمها كثيرون، بل تجد بعض السيارات تتحرك وتقطع الإشارة دون اكتراث، كما أن عجلة البعض تثير الحيرة، فما أن تضيء الإشارة الخضراء حتى ترتفع الأبواق من كل اتجاه. الشاتمون يملؤون الشوارع والممرات، الكل يشتم البعض في الطريق في حال حدوث أي خطأ وكأن هؤلاء لا يدركون شيم الاعتذار. ويضيف ناصر السلمي «أقود مركبتي ويدي على قلبي بسبب تهور وجنون بعض الشباب، يتجاوزون من اليمين في مخالفة صريحة لنظام قيادة المركبات، وهناك من يعكس الطريق ولا تشعر به إلا وهو أمامك يلوح لك بمصابيح سيارته طالبا منك السماح له بالمرور، وإذا حاولت الحديث معه ومناصحته فإنه لن يقبل منك، وقد يتهمك بالتدخل فيما لا يعنيك». ويتساءل السلمي: أين المرور من هذه التجاوزات؟ يبدو أن المرور اعتمد على كاميرات ساهر وترك الحبل على الغارب فبات من المألوف مشاهدة سيارات تغلق الطريق على بعضها وأخرى فوق الرصيف، وأضاف: ينقصنا الوعي في كيفية التعامل مع الشارع. متاعب ليموزين العروس علي الحاج يزيد بالقول: أصعب ما في شوارع جدة سيارات الأجرة «الليموزين» التي تقف فجأة بلا سابق إنذار، وهو الأمر الذي يتسبب في كثير من الحوادث، فأصبحت سيارات الأجرة القاسم المشترك الأعظم في كل الحوادث، كما أن أي حادث تصادم مهما كان طفيفا يتسبب في زحام واختناق لا أول له ولا آخر.. المركبات المتصادمة تقف مكانها ولا تبرحه منتظرة وصول المرور لمعاينة الحادث من ذات المكان. ويذكر عبد القادر عبدربه أن ما لفت انتباهه في شوارع جدة قيادة المراهقين وصغار السن للمركبات ودخولهم في سباقات «رالي» في الشوارع، كما أن أرتال الشاحنات العملاقة تسير جنبا إلى جنب مع المركبات العائلية في ساعات الذروة. ملاسنات مواقف الجيران منصور سليمان الجحدلي يعلق «أكثر ما يضايقني قلة مواقف السيارات وتعمد بعض الجيران إغلاق الطريق أمامها، وهو الأمر الذي يثير ملاسنات ومشاجرات، وفي الطرق السريعة والدائرية لا تجد الالتزام بأنظمة المرور، ولا احترام أبدا للوحة (الأفضلية لمن بداخل الدوار)، أما في الخط السريع فحدث ولا حرج». ويتساءل الجحدلي كيف حصل هؤلاء المتهورون على رخص القيادة؟ ويضيف «في بعض الدول إذا تسبب أحدهم في حادث داخل حي سكني فإن الدنيا تقوم ولا تقعد، وتكتب الصحف عن الحادث الذي تسميه (تهورا)، الجميع ملتزم بالنظام، وكل يحترم نفسه، ولا يزعج الآخرين عند إشارة المرور عند اللون الأخضر تحسبا لأن يكون السائق تعرض لنوبة سكر أو ضغط دم أو يعاني من عارض صحي، ولذلك يقف السائق مكانه حتى يتحرك دون إزعاجه». حملات في كل مكان مدير العلاقات العامة في إدارة مرور جدة المقدم زيد الحمزي علق بالقول: إن إدارة المرور وجهت كافة إداراتها في المملكة بتنظيم حملة مرورية لمدة أسبوعين لتكثيف التواجد الميداني لضبط الحركة ورفع مستوى السلامة والتركيز على المخالفات التي تؤدي للحوادث. وفي هذا الشأن وضعت إدارة مرور محافظة جدة خطتها لهذه المهمة مع توزيع القوى البشرية والآلية على كافة أنحاء المحافظة، حيث بلغت القوة البشرية (1006) من الضباط والأفراد وبلغ عدد الآليات (700) آلية لمتابعة الحركة المرورية في كافة أنحاء المحافظة وضبط المخالفات التي تؤثر على السلامة العامة لمرتادي الطريق وقائدي المركبات. تصادم منتصف الطريق وأضاف الحمزي انه تم ضبط (48636) مخالفة مرورية منها (32627) مخالفة مرورية في الفترة من 2/2/1434ه إلى 12/2/1434ه، وأغلبها تنوعت في تجاوز الإشارة الحمراء والسرعات المحددة في الطرق وعدم ربط حزام الأمان والوقوف الخاطئ والوقوف المزدوج ورمي المخلفات والتباطؤ في حركة السير وعدم إعطاء الأفضلية وكذلك عكس اتجاه حركة السير. وحول ما تناوله المتحدثون عن تباطؤ وصول رجال المرور إلى مواقع الحوادث الطفيفة وما يترتب على ذلك من زحام قال الحمزي «هناك حوادث خفيفة وتقديرها سهل على رجل المرور، ولا داعي لوقوف أصحابها وسط الشارع حتى يأتي المرور، ليست هناك مشكلة لو تحركت المركبات إلى جانب الشارع حتى تتجاوز المركبات الأخرى، أما الحوادث الكبيرة التي غالبا لا تكون السيارات بجانب بعضها فالأولى وقوفها حتى مجيء المرور لمعاينة الحادث ودراسته ومعرفة المتسبب وتقدير نسبة الخطأ».