لم تتوقع أم حنين أن زيارتها إلى مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، ستخلصها من نوبات الفزع والخوف من الأماكن المكشوفة التي كانت تنتابها من حين لآخر، خصوصا أنها استمرت في مراجعة العيادات النفسية الخاصة مدة عامين ونصف دون جدوى. وقالت أم حنين: «ذهبت إلى مجمع الأمل للصحة النفسية، وكنت لا أتوقع أن أجد العلاج من نوبات الرعب التي تداهمني باستمرار، وكنت أرفض المكوث في البيت لأنه عندما تأتيني النوبة أشعر بالاختناق وأبدأ بالبكاء، فأصبح زوجي يذهب بي إلى أهلي قبل خروجه للعمل، ما فاقم من معاناتنا، خصوصا أن هذه الحال استمرت طويلا»، لافتة إلى أنها راجعت إحدى العيادات النفسية الخاصة لفترة طويلة دون جدوى. وبينت أنها ذهبت لمجمع الأمل بالرياض من خلال قسم الإسعاف والطوارئ والذي وجهها بالمتابعة في العيادات الخارجية، مشيرة إلى أن التحسين بدأ يطرأ على صحتها، وهو ما لاحظه جميع أفراد أسرتها والذين كانوا يقدمون لها الدعم للعلاج من هذا المرض. وذكرت أم حنين أنها انخرطت في برامج علاجية مختلفة منها الدوائي وكذلك السلوكي، موضحة أنها قدمت درعا تكريمية للمجمع ودرعا آخر للأخصائية النفسية عهود الشلهوب التي أشرفت على حالتها، ملمحة إلى أن الأخيرة كانت السبب الرئيسي بعد الله تعالى في شفائها من المرض النفسي الذي انتابها. وأضافت أم حنين: «أسهمت الأخصائية الشلهوب في تغيير الكثير من المفاهيم المرتبطة بالمرض وساعدتني في السيطرة على نوبات الهلع التي تصيبني، إضافة لحسن تعاملها معي طوال فترة العلاج، واهتمامها لم يقتصر علي، بل كانت تعتني بجميع الحالات التي كانت تشرف عليها»، موضحة أن الشلهوب قدمت نموذجا مشرفا لحسن التعامل والاهتمام الذي يقدمه المجمع والعاملون فيه للمريضات والمراجعات. بدورها، أوضحت الأخصائية النفسية عهود الشلهوب أن للقلق صورا عدة واضطراب الهلع إحداها، مشيرة إلى أنه يصاحبها مخاوف غير منطقية، لأنها ارتبطت بشكل أو بآخر في ذاكرة المريض بأن لها معان خطرة. وكشفت أن أم حنين كانت تعاني من الخوف من الأماكن المفتوحة، ولجأت للمجمع وتلقت العلاج فيه، مبينة أن علاج الاضطرابات ينقسم لنوعين أحدها العلاج الطبي الدوائي والذي يمارسه الطبيب النفسي، والآخر النفسي والذي يتم من قبل الأخصائيين النفسيين، بالإضافة الى دور الأخصائي الاجتماعي في أحوال تتعلق بالجانب الاجتماعي للحالة، إضافة إلى التدريب على الاسترخاء بأنواعه مع التأكيد أن لكل حالة وضعها الخاص وتفاصيل قد تجعل استخدام فنيات معينة أكثر فعالية من غيرها. واعتبرت ما تقدمه للمرضى هو جزء بسيط من الواجب الملقى على عاتق كافة العاملين في المجمع وهو حق من الحقوق الأساسية لكل مريض في الحصول على رعاية صحية متكاملة تسهم بإذن الله في تحسن حالته وعودته إلى وضعه الطبيعي بإذن الله، موضحة أن التكريم الحقيقي للممارس الصحي هو رؤية الحالة التي يعالجها وقد تخلصت من كافة المشاكل التي تعاني منها.