يجد سكان جدة صعوبة في الوصول إلى المواقع الترفيهية، نظرا للزحام في شوارع العروس، فضلا عن عدم وجود حدائق في كثير من الأحياء وإن وجدت فإن المساحات الخضراء في بعض الأحياء مضروبة بإعصار الإهمال، ما جعل الحدائق مهجورة ولا تستضيف غير المخالفين والقطط، فضلا عن تكدس النفايات والتي أصبحت بمثابة العنوان الرئيس لبعض الحدائق. وأجمع عدد من أهالي العروس أن الوصول إلى الحدائق يأخذ الكثير من الوقت، في ظل الإختناقات المرورية، داعين في نفس الوقت إلى ضرورة تدشين رئات خضراء في جميع الأحياء وإعادة تأهيل الحدائق المهملة وإحياؤها حتى تصبح متنفسا للأهالي. وتابع عدد من سكان أحياء جدة أن مايثير الاستغراب وجود حدائق مهملة في بعض الحواري ويتساءلون لما لاتستغل مساحات الحدائق ويستفاد منها. في البداية استفاض علي الغامدي من سكان حي مشرفة عن الإهمال في الحديقة الواقعة في حيهم وبالذات خلف شارع الأربعين، موضحا أنهم تقدموا بعدة شكاوى لأمانة المحافظة إلا أن أحدا لم يلتفت لهم. وأضاف بأن الأمانة ضخت مبالغ طائلة على الحدائق من أجهزة ري وتشجير وألعاب أطفال وإضاءة إلا أنها دمرت بسبب الإهمال وعدم صيانتها. وتابع بقوله لم نشاهد أحدا من مسؤولي الأمانة أو البلديات الفرعية زار الحديقة المهملة في الحي بغرض معاينتها أو صيانتها، لافتا إلى أن الأشجار ماتت وأصبحت المساحات الخضراء مجرد تراب. وأضاف أن بعض الحدائق تحولت إلى ملاذات للقطط والكلاب والحشرات والعلب الفارغة والأطعمة الفاسدة القديمة، وشتى أنواع الإهمال، حتى إن عمال النظافة الذين يتجولون في الحي لايدخلون الحديقة ولا يقربونها إلا لغرض الأكل فيها، وقال لو شاهدت كمية الأكل المرمي في الحديقة لشعرت بالعجب فهناك أطباق وعلب فارغة وحتى الخبز المجفف موجود فيها. وأضاف أن الأهالي لا تسمح لهم نفوسهم بترك أطفالهم يلهون في الحدائق المهملة أو يقتربون منها. من جهته أوضح ناصر البقمي من سكان حي الجامعة أن الحي من أهم الأحياء في جدة وأكثرها ازدحاما خاصة في نهاية الاسبوع، ولكن بعض الشوارع الرئيسية مغلقة تماما ولا تسمح بالعبور إلى الكورنيش أو الاستمتاع بالاجازة خارج الحي، ومن هنا نتمنى لو أن الأمانة خصصت حديقة كبيرة مكتملة الخدمات كي يستمتع بها أطفالنا، أما بالنسبة للحديقة الموجودة في الحي فهي مهملة تماما وقد أغلقت بسبب عدم صيانتها. وفي حي النسيم أوضح أحمد الزهراني بأنه لاتوجد حديقة من الأساس في الحي الجديد، واستغرب عدم تخصيص مساحة مخصصة للأهالي، مبينا أن هناك مساحات كبيرة داخل حي النسيم غير مستثمرة، طالبنا أكثر من مرة بإنشاء حديقة داخل الحي إلا أن مطالبنا ذهبت ادراج الرياح. وقال علي الحكمي حي السبيل لاتوجد فيه حديقة نهائيا بالرغم من المساحات الكبيرة في الحي واحتياج الأهالي لها وليس حينا فقط الذي يعاني من الإهمال فهناك أحياء كثيرة تعاني من نفس المشكلة. وأضاف أن الامانة تضخ مبالغ ضخمة في إنشاء الحدائق ولكن تتركها بلا صيانة ما يعرض الحدائق للإهمال وموت الأشجار والمساحات الخضراء. من جهته أوضح محمد القرني بأن حي الروابي توجد به حديقة مهملة تماما، ينام فيها المتسولون ونابشو النفايات، كما أن الحديقة مليئة بالفئران والقطط وتكثر فيها الحشرات، واشتكى الأهالي منها كثيرا. واضاف الموقع أصبح ملاذا للقاذورات ومرتعا للمخالفين والمخلفات، وعمال النظافة لايتقتربون منها ولا ينتشلون القاذورات المهملة بداخلها وكأن الأمر لايعنيهم. وتساءل القرني متى سيعاد النظر في الحدائق المهملة في جدة والعناية بها، فهي واجهة الأحياء وملاذا للاسترخاء والترفيه، بدلا من وضعها الحالي وتشويهها للشوارع وأخذها لمساحات كبيرة تشوه الأحياء. وفي موازاة ذلك اعترف الناطق الاعلامي بأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري بأن هناك حدائق بحاجة التأهيل والتطوير، لافتا إلى أن الأمانة لديها استراتيجية مدروسة لإعادة ترميم المساحات الخضراء في جدة من جديد وإنشاء حدائق جديدة. وأضاف الناطق الإعلامي لأمانة جدة انه في عام تم تدشين 30 حديقة جديدة وإنشاء 50 ساحة بلدية «حديقة وملعب وأماكن مشي وغيرها». وفي الوقت الحالي هناك مشاريع مماثلة جديدة تتمثل في إنشاء حدائق وتسويرها وريها، لافتا إلى أن الحدائق والتشجير تأخذ مساحة كبيرة من اهتمام الأمانة في الفترة المقبلة يوازي الاهتمام بالسفلتة والإنارة وقد يزيد الاهتمام بها بشكل أكبر لما لها من أهمية كبيرة لدى الأهالي. واستراتيجات الأمانة تهتم بالمساحات الخضراء، وقد بدأت الأمانة فعليا بهذه المشاريع والبعض الآخر سيتم في الفترة المقبلة. ميزانية خاصة توجد أكثر من 0 06 حديقة وساحة بلدية في جدة ومخصص لها ميزانية خاصة للاهتمام بها وصيانتها والعناية بمحتوياتها، وقد تعاقدت الأمانة مع شركات صيانة الحدائق والساحات البلدية تتضمن زراعة وري وترميم ونظافة الرئات الخضراء حتى تكون متنفسا لأهالي الأحياء.