ينتاب عابري منحدرات المطلا في مركز بني عمرو خوف وقلق شديدان عندما يعبرون بسياراتهم هذه المنحدرات الوعرة والبالغة الخطورة بفعل منحنياتها الشديدة، والتي تعتبر أكبر مقبرة للشاحنات وخطف الأرواح، حيث تفشل مكابح السيارات والشاحنات خصوصا في الصمود أمام منحدرات مطلا بني عمرو، ما يؤدي بها إلى السقوط في الأودية أو الارتطام بالسيارات التي تواجهها، أو اقتحام المنازل داخل القرى الأمر الذي يشكل خطرا داهما على الأهالي. ووفق الإحصائيّات فاق عدد الحوادث المرورية المئات مخلفة عددا متزايدا من القتلى والمصابين، حيث سجل أكثر من 50 حادثا للشاحنات فقط في ثلاثة أعوام وفق الأهالي، وذهب ضحّيتها الكثير من الأبرياء، فيما بات المطلان يشكلان هاجسا لأهالي المركز وعابري الطريق الذي يعد جزءا أساسيا من طريق أبها الطائف والذي لايعرف الهدوء خصوصا في مواسم الصيف. وطالب أهالي مركز بني عمرو بضرورة الإسراع في إنهاء إزدواجيّة الطريق والذي تعثر إنجازه قرابة العام، حيث ذكر عثمان العمري أنّ الطريق المميت كان من المفترض الانتهاء من ازدواجيّته في الثالث والعشرين من رمضان الماضي بحسب لوحة المشروع، ولكنه حتى الآن لم يتمّ إنجاز شيء يذكر، مؤكدا أن الحوادث في ازدياد مستمر بفعل خطورة الطريق وضيق مساراته وطبيعة المنطقة المشهورة بالضباب وهو ما يجعل السكان يستيقظون كل يوم على نبأ وقوع حادث راح ضحيّته بريء جديد. و أفاد عبدالله محمد أنّ من حوادث المطلا المرعبة كانت قبل أشهر قليلة حينما اقتحمت شاحنة محمّلة بالغاز قرية آل الشيخ في بني عمرو (نشرتها عكاظ في حينها) بعدما عجزت مكابحها على الصمود أمام منحدرات المطل المرعبة، حيث اقتحمت الشاحنة القرية المسكونة ولكنّ الله لطف بالساكنين، حيث إنّ الشاحنة استقرت داخل أحد المنازل المهجورة، مختتما حديثه بالمثل القائل: ليس في كل مرة تسلم الجرّة. كما طالب سعد فيرمان إدارة الطرق في عسير بتوسعة وازدواجيّة الطريق الرابط بين النماص وبني عمرو، والذي يعتبر من الطرق الخطرة بسبب ضيق مساراته ورداءة سفلتته، نظرا لأنّ معظم الدوائر الحكوميّة تقع في النماص وليس لسكان بني عمرو طريق سواه لإنجاز معاملاتهم. واشتكى مرعي ناصر من العمل البطيء للشركة المنفّذة لمشروع ازداوجيّة طريق أبها الطائف، وخصوصا مشروع توسعة و ازدواجيّة مطلا بني عمرو، مضيفا أنّ الحفر الكبيرة تتوسط المنحدرات والتي يفاجأ بها عابرو الطريق، وعند محاولة تلافيها في الطريق المتعرّج يصعب السيطرة على السيارات، حينها تقع عدد من الحوادث المميتة. و أوضح أن موسم الصيف الماضي ذهب ضحيّة هذا الطريق عدد من الأسر بأكملها، مشيرا إلى أن آخر الضحايا كان طالبا في المرحلة الثانوية قبل أسابيع قليلة، حيث هوت به مركبته أسفل أودية بني عمرو بسبب عدم وجود حواجز على جانب الطريق وكان الضباب شديدا، فتوفّي رحمه الله على الفور. وقد نشرت «عكاظ» عن الحادث في حينه. الميزانيّة السابقة المهندس علي بن مسفر مدير عام الطرق والنقل في منطقة عسير قال ل «عكاظ» إنّ العمل الآن في ازدواجيّة وتوسعة مطلي بني عمرو يسير على مايرام، مبيّنا أنّ تأخير إنجاز المشروع يعود إلى عدم إيفاء ميزانيّة العام الماضي بالتكلفة. وأكد أن هناك ثلاث وصلات في بللحمر سيتم إكمال ازدواجيّتها في هذا العام، مضيفا أنّ إنجاز الازدواجيّة سيكون في القريب العاجل.