ينطلق يوم غد، في الجامعة الإسلامية المؤتمر الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تحت عنوان «نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي»، ويستمر ليومين. وأكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أهمية النهوض بالوقف الإسلامي الذي يعد عماد الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم. ولفت سماحة المفتي إلى أن الإسلام أولى عناية فائقة بالمجتمع المسلم ليكون مجتمعا يعيش أفراده فيما بينهم إخوة متحابين يسود التراحم والتعاطف بينهم؛ تحقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ونبه سماحة المفتي إلى أن الأوقاف في عصرنا الحاضر بحاجة إلى تنظيم شؤونها، والطريقة المثلى لإدارتها وتطويرها وتطوير الوسائل الرقابية عليها، وكذلك البحث عن أفضل سبل لاستثمارها واستثمار مواردها بما يجعل الأوقاف أقرب إلى تحقيق الأهداف المنشودة منها، والاستفادة المثلى من ريعها وعوائدها. وثمن آل الشيخ المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بالمملكة، مبينا أنه جاء ليسهم في هذا المجال، وذلك بدراسة ومناقشة سبل النهوض بالوقف الإسلامي، من خلال محاور وموضوعات عديدة تثري موضوع الأوقاف بالبحث والدراسة وكتابة بحوث شرعية مؤصلة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها: إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها ومعالجة الثغرات الموجودة حاليا في بعض مؤسسات الأوقاف وتطوير طرق استثمار الموارد الوقفية.. وغيرها من الموضوعات المهمة المتعلقة بهذا الجانب. مبدأ التكافل من جانبه، شدد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على أهمية الوقف في الإسلام لدوره في تحقيق مبدأ التكافل بين أبناء الأمة الإسلامية وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الإسلامية. وبين أن الوقف من أكبر أسباب توزيع الثروات وإشاعة النفع والانتفاع به، كما يعد من أهم القرب التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وسبب في حصول العبد على الأجر والثواب في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولهذا وصِف بأنه الصدقة الجارية المستمر فضلها وأجرها وعطاؤها في حياة المسلم. أوقاف عامة أما المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس المجمع الفقهي الدولي بجدة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، فنبه إلى أن نظام الوقف لا يقتصر أداؤه في الإسلام على المسلم وحده، بل توجد أوقاف عامة تشمل المسلم وغيره، كما وجدت أوقاف خصصت في القديم والحديث للإنفاق على غير المسلمين، وإصلاح شؤونهم، ولفت إلى دور الإعلام في تفعيل الأعمال الخيرية والتطوعية ذات العلاقة وبخاصة الوقف، مؤكدا أنه ينبغي على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد توضيح الدور الذي تقوم به وكذلك طبيعة نشاطها، وإجراء دراسات ميدانية على جمهور الوقف للتعرف على مستوى إلمامهم بهذا العمل الخيري المهم. إحسان وإرفاق من جهته، أوضح عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور أحمد بن علي سير المباركي أن في الوقف إحسانا وإرفاقا وإعانة للمحتاجين وللناس عموما في المجتمع، إذ أن جهات صرف الأوقاف كثيرة جدا وضابطها ما فيه النفع للناس وليس محرما، فيدخل في ذلك المنافع الخاصة والعامة؛ كالفقراء والمساكين والمرضى والمعوقين والمسافرين ومريدي الزواج والجهاد في سبيل الله.