وأنت في منطقة تبوك تجد أن بوصلتك تتجه إلى الشواطئ الزرقاء، وإلى جبل اللوز حيث الثلوج في فصل الشتاء، وإلى الصحراء التي تغيب فيها الظلال ورغم ذلك فهي تستهوي الباحثين عن الهدوء، ورغم كل هذه البانوراما إلا أن تكون الثلج في جبل اللوز وهو حدث استثنائي موسمي لا يجد الاهتمام من المستثمرين، لتدشين شاليهات شتوية في سفوح جبل اللوز لاستقبال الباحثين عن مقومات السياحة الشتوية، كما أن بعض الشواطئ المزدانة بالنخيل مهجورة وغير مستثمرة سياحيا. وأجمع عدد من أهالي تبوك أن هناك معوقات تقف أمام المسار السياحي في المنطقة وأن رجال الأعمال لم يكتشفوا بعد الطبيعة الساحرة للمنطقة التي تجمع بين سياحة الأمواج والخضرة والجبل، موضحين أن الضرورة تقتضي تدشين مكاتب للترويج السياحي في عدد من مدن المملكة للتعريف بسياحة تبوكالمدينة الحالمة التي تنام على إيقاع الورد. «عكاظ» التقت عددا من المواطنين الذين دعوا رجال الأعمال للاستثمار في المشاريع السياحية لما تمتلكه من مقومات طبيعية وبنية تحتية تساعدهم على ذلك. وقال عبدالله البلوي «أستغرب أن تكون مدينة مثل تبوك تمتلك شواطئ عالمية مثل حقل، ضباء، شرما أملج وغيرها لايتم الاسثمار فيها وإنشاء المنتجعات والمدن الترفيهية والفنادق». من جهته اتهم راكان الطويلعي الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة بالقصور وعدم دعمها السياحة في تبوك من خلال جلب السياح والتعريف بالمواقع السياحية، موضحا أن أهالي المنطقة كانوا ينتظرون المزيد من الغرفة التجارية في دعم السياحة. وأوضح علي العطوي أن هناك مناطق منسية مثل الديسة التي تملك طبيعة خلابة بالإضافة إلى جبل اللوز الذي يتحول سنوياً لقطعة ثلج ويصبح مقصداً للسياح من مختلف مناطق المملكة. محمد العمراني، من محافظة حقل الساحلية أكد أن حقل بها مقومات سياحية رائعة خصوصاً في فصل الصيف في ظل قلة الرطوبة فيها متأملاً أن يتم الاستثمار فيها بشكل أفضل من خلال زيادة عدد المنتجعات والفنادق فئة الخمس نجوم، بالإضافة إلى توفير مدن ترفيهية تليق بمكانة هذه المحافظة. ودعا كل من أحمد الحويطي، خالد العطوي، سالم البلوي رجال الأعمال بضرورة النظر إلى منطقة تبوك والاستثمار فيها كونها منطقة سياحية تشهد إقبالاً كبيراً من السياح من مختلف دول العالم. وبدوره اعترف مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك ناصر الخريصي أن التنمية السياحية في المنطقة تواجهها معوقات منها ضعف الدعم المالي من الصناديق الداعمة للمشاريع السياحية. أما فيما يخص المعوقات الأخرى التي تقف أمام الاستثمار السياحي في المنطقة فتتمثل وفقا لقوله في طرح الأراضي السياحية الاستثمارية من قبل الجهات الحكومية، فضلا عن طول فترة الحصول على التراخيص في بعض الأنواع من المشاريع السياحية لتعدد الجهات ذات العلاقة يجري العمل على تذليلها من قبل مجلس التنمية السياحية بالمنطقة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، إذ نجح المجلس في تسهيل تنفيذ العديد من المشاريع السياحية في المنطقة. وأكد الخريصي بأن مجلس التنمية السياحية في المنطقة يشجع المستثمرين من خلال المشاركة السنوية بملتقى الاستثمار والسفر السياحي بهدف تسويق المنطقة سياحياً والتعريف بالمقومات السياحية التي يمكن استثمارها مؤكداً قيام الهيئة بإعداد دراسات جدوى اقتصادية للعديد من المشاريع السياحية المتنوعة وتوفيرها للمستثمرين، مشيراً إلى أن الهيئة ساهمت في صدور الكثير من القرارات التي تشجع الاستثمار السياحي والتي منها قرار زيادة الفترات الزمنية الايجارية لتصل اإلى 50 عاما للمواقع السياحية. وزاد الخريصي أنه بالتعاون والشراكة مع أمانة المنطقة تم الانتهاء من نسبة 80 في المائة من إعداد مشروع التنمية السياحية لساحل البحر الأحمر الذي يعد من أهم وأكبر الدراسات الهادفة إلى إيجاد وجهات سياحية مميزة على الساحل مدعومة بالمقومات السياحية الفريدة والمميزة لكل محافظة من محافظات المنطقة، وإعداد الدراسات الاقتصادية والنماذج الاستثمارية لها للخروج بحقائب استثمارية يمكن طرحها وتسويقها . وأضاف الخريصي، أن الهيئة ممثلة بفرعها بالمنطقة قامت بطرح عدد من المشاريع السياحية بحيث تتحمل الهيئة تكلفة تنفيذها بالكامل لتشكل فرص استثمارية في المنطقة يمكن طرحها وتسويقها مثل مشاريع المراسي البحرية الترفيهية في كل من الخريبة وأملج وضباء ومشروع تطوير حديقة النخيل بمحافظة حقل وكذلك مشروع تهيئة قرية علقان التراثية وكما ويجري العمل على إعداد مخططات تطويرية لمنطقة الديسة بالتعاون مع أمانة المنطقة وبتوجيه من صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية. صناديق داعمة مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك أوضح أن الفرع يعقد عددا من الاجتماعات وورش العمل مع المستثمرين والجهات ذات العلاقة في المنطقة بهدف توضيح الفرص الاستثمارية السياحية القائمة التي تملكها منطقة تبوك وكذلك الأنماط السياحية الجديدة التي يمكن الاستثمار بها، وتوضيح الإجراءات المعمول بها للحصول على التراخيص اللازمة، بالإضافة إلى ورشة خصصت للتعريف بالصناديق الداعمة مالياً في مجال الاستثمار السياحي.