تعود الأهالي على سماعها، خاصة قبل الإجازات، حيث تكتظ صالات المطارات بطوابير الانتظار بداية من نهاية هذا الأسبوع. في جدة شهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومحطة النقل الجماعي صباح الأمس تكدسا كبيرا من المسافرين مما أدى إلى إرباك الرحلات الجوية والبرية وازدحام صالات المطار الداخلية ومحطة النقل. وقد رصدت كاميرا «عكاظ» العديد من المسافرين المنفعلين بسبب التأخير واتخاذ الأرض والحقائب كمقاعد لعدم وجود أماكن للجلوس. عمر عبدالله -مسافر- قال إنه ظل منتظرا في محطة النقل الجماعي منذ الصباح الباكر وفي كل مرة تتأجل رحلته بسبب كثرة المسافرين، مضيفا أن الأماكن الموجودة في محطة النقل لا تستوعب الجميع. وقالت «أم محمد» -معتمرة- إنها ظلت تنتظر رحلتها من جدة إلى المدينةالمنورة منذ الأمس بسبب الضغط المتزايد على الرحلات من قبل المعتمرين. وأوضح خالد الزهراني أنه حجز إلى إحدى الدول الخارجية منذ شهر لقضاء الإجازة مع عائلته مؤكدا قلة الرحلات وكثافة المسافرين. أما علي عطيوي فقد ظل ل3 أسابيع يبحث عن رحلة إلى المدينة. وفي عسير شهد مطار أبها خلال اليومين الماضيين كثافة غير مسبوقة في أعداد المسافرين الذين غصت بهم صالات المطار نتيجة الزحام وربكة الحجوزات اليومية التي نتجت عن كثافة المسافرين من وإلى المنطقة مع بداية إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، حيث لم يتمكن المئات من المسجلين في قوائم الانتظار في عدة رحلات من السفر، بينما تمكنت نسبة قليلة منهم من السفر إلى مطاري الملك عبدالعزيز والملك خالد. وقد تساءل عدد من الركاب الذين لم يتمكنوا من السفر: إلى متى تستمر هذه المعاناة التي لم تنته منذ سنوات، وأين الحلول والوعود التي قرأوا وسمعوا عنها لإنهاء هذه الإشكالية التي تتكرر في المواسم وأين زيادة الرحلات التي لم تف الخطوط السعودية بإدراجها يوميا؟ وأين هو علاج الواسطة التي ألحقت أضرارا نفسية بالركاب؟ مضيفين أنهم سيلجأون إلى محطة النقل الجماعي بمحافظة خميس مشيط على الرغم من الإجهاد الذي سيواجهونه والساعات الطويلة التي ستستغرقها الحافلات في التنقل ما بين المدن. يحدث ذلك في ظل مطار أبها الوحيد الذي يخدم أكثر من 12 محافظة، فضلا عن الأعداد الكبيرة من الزوار القادمين الى المنطقة، ما يشكل تحديا أمام المطار الذي مهما تم التوسع فيه وزيادة رحلاته يظل عاجزا عن تقديم خدماته للقادمين إلى المنطقة والمغادرين منها، فيما يزداد الوضع سوءا في موسم الإجازات. يقول محمد مستور الشهري وعلي عبدالله العسيري إن أزمة الحجوزات والزحام أسطوانة تعودنا على سماعها. ويضيف علي القحطاني: أنا طالب وسأتغيب عن بعض المحاضرات خلال اليومين القادمين، وقد حجزت مبكرا تخوفا من ضغوط الحجوزات والزحام خلال اليومين القادمين وعلى امتداد أيام إجازة الأسبوع، حيث تشهد مطارات المملكة وكافة محطات النقل البري والمواقف زحاما شديدا من المسافرين سواء القادمين إلى عسير أو المغادرين منها، ولا يوجد في المنطقة سوى مطاري بيشة وأبها، فلا بد من الحجز والحضور المبكرين تخوفا من مشكلة إلغاء الحجوزات آليا والواسطة. ويزيد علي يحيى اليامي بقوله: نحن متفائلون بفتح المجال لشركات طيران خارجية، بما يخفف العبء عن الخطوط السعودية جراء الطلب المتزايد على السفر بين كافة مناطق المملكة. وأوضح سامي العبدالهادي -مستثمر- ان الاستعداد لموسم اجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني بدأ مبكرا لدى الكثير من الأسر السعودية، مبينا أن حركة الحجز انطلقت باكرا لضمان الحصول على المقاعد المطلوبة، مضيفا أن وكالات السفر والسياحة فضلا عن شركات الطيران بدأت تتلقى سيلا من الاتصالات لتأمين المقاعد اللازمة قبل موعد الاجازة بنحو شهر تقريبا، مؤكدا أن جميع الرحلات المنطلقة من مطار المملكة باتجاه العديد من العواصم العربية والآسيوية والأوروبية مشغولة بالكامل، لافتا الى أن العديد من الأسر التي لم يتسن لها الحصول على المقاعد المطلوبة ستتجه نحو مطار البحرين الدولي للسفر منه، لاسيما أنها قامت بترتيب أوضاعها من خلال الحجز من مطار المنامة. وقال خالد المرزوق إنه بصدد السفر لدولة الامارات العربية لقضاء الإجازة هناك، مضيفا أن الزحام في مطار الملك فهد الدولي قليل خلافا للمطارات الأخرى، مؤكدا أن تجاربه السابقة في التعامل مع المطار لا توحي بخلاف ذلك، لافتا الى انه قام بحجز تذاكر لأسرته قبل شهر تقريبا. وأوضح سعيد الغامدي أن صعوبة الحصول على مقاعد في إحدى شركات الطيران المنطلقة من مطار الملك فهد الدولي بالدمام دفعه للتوجه لمطار المنامة. وفي منطقة حائل تساءل عدد من المسافرين عن الأسباب الرئيسية وراء قلة الرحلات اليومية إلى الرياض في ظل ارتباط أعداد كبيرة من المسافرين بأعمال تجارية وسياحية وعيادات ومستشفيات تخصصية لا تتوفر في حائل، إضافة لارتباط بعض المسافرين برحلات دولية من مطار الملك خالد الدولي ومطار الملك عبد العزيز، ما أجبر المواطنين على تحمل مشاق وعناء السفر عن طريق البر، مطالبين برحلات إضافية للرياض وجدة، وإعادة رحلات حائل القيصومة. وفي منطقة القصيم يشهد مطار الأمير نايف حركة مسافرين نشطة، حيث شهد المطار خلال السنوات الماضية القليلة تسيير رحلات دولية ومحلية إلى الرياضوجدةوالمدينة والدمام، فيما تشهد الرحلات الدولية تزايد وجهات السفر إلى الإمارات وقطر ومصر بمعدل لا يقل عن 35 رحلة أسبوعيا، فيما ستشهد المرحلة القادمة دخول شركتين إضافيتين وهما مصر للطيران والخطوط التركية، وقرب اعتماد شركة باكستانية لتنضم الباكستان للوجهات الدولية للمطار. محمد الفهيد أحد المسافرين الذين التقيناهم في صالات الانتظار أوضح أنه لم يواجه تعقيدات معينة من حيث الحجوزات، لكن المواقف غير كافية، فيما أعرب خالد القرعاوي عن أمله في زيادة وجهات الرحلات الدولية ولو بشكل أسبوعي بدلا من وجهة واحدة معينة. إلى ذلك أكد مصدر في مطار أبها أن الحجوزات مقفلة منذ وقت مبكر، لافتا إلى أن الزحام الذي يشهده المطار طبيعي بسبب إجازة الربيع كون معظم من تسبب في هذا الزحام هم ممن ليست لديهم حجوزات مسبقة. اما فيما يخص الواسطة فالحجوزات مجدولة ولا يمكن إلغاء أي حجز إلا عند تأخر الراكب عن موعد الرحلة والإلغاء يتم آليا ووضع من هو في قوائم الانتظار. وعن فتح رحلات جديدة، أكد المصدر أنه لا نية حاليا لرحلات إضافية، ما عدا المجدولة منذ وقت مبكر، ولكن لربما تفتح رحلات متى ما استدعت الحاجة إلى ذلك وهذا أمر لا يتم معرفته إلا في وقته، مضيفا أنه ليس لموظف السعودية أي تدخل في الرحلات، سوى إنهاء إجراءات الركاب والعفش، أو تامين مقاعد الانتظار حسب الأولوية المسجلة، وذلك في حال تأخر المسافر عن موعد التسجيل، وقص بطاقة الصعود للطائرة حسب الوقت المسجل على تذكرته. أما فيما يخص الحجوزات فهي مقفلة إلى ما بعد إجازة الربيع بعشرة أيام وهناك مجال في بعض الرحلات لتخلف بعض المسافرين ويتم إشغالها عن طريق ركاب الانتظار بنفس صالة المطار وليس عن طريق الحجز الآلي حسب الإمكانيات المتاحة. وعن زحام المسافرين في صالات المطار بانتظار الرحلات، قال إن من لم يكن لديه حجز مؤكد فليس له من داع لبقائه والاكتفاء بالتسجيل. وبدوره اعتبر مصدر مسؤول في مطار الأمير نايف في القصيم أنهم بدأوا استعداداتهم من خلال تكثيف أعمال الصيانة والنظافة لمرافق المطار وتجنيد الطاقات البشرية لمواجهة أعداد المسافرين والقادمين، مؤكدا زيادة الرحلات الدولية المتجهة لدولة الإمارات في ظل الإقبال الكبير وحجم الحجوزات المتزايد، حيث تجاوبت الشركات المتجهة للإمارات مع الطلبات، وجار العمل على توقيع اتفاقية للربط بين مطار الأمير نايف ودولة باكستان لتنضم لأسطول الرحلات الدولية المنطلقة من المطار، حيث ان عدد الشركات العاملة الآن خمس شركات، اثنتان لدبي والشارقة واثنتان للقاهرة وواحدة للدوحة وستتم إضافة شركة ثالثة للقاهرة ووجهة جديدة نحو اسطنبول ليكون هناك سبع شركات فضلا عن المفاوضات الجارية مع الباكستان والأردن. أما في حائل فقد وضعت إدارة المطار اللمسات النهائية لتشغيل عدد من الرحلات الداخلية والدولية بشكل مضاعف خلال الأيام القادمة منها ما هو مجدول وثابت على مدار العام ومنها ما هو موسمي في فترة الصيف، فيما كشف مصدر مطلع انه سوف يتم تشغيل شركتين دوليتين من مطار حائل خلال الستين يوما القادمة لوجهات دولية تدعم الرحلات الحالية لدبي والقاهرة.