ضبط محمد المنيف العامل في حقل التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ساعة مواعيده لكي يلحق بأسرته في جدة لقضاء عطلة منتصف العام الدراسي وحضور مناسبة زواج شقيقه، غير أنه ظل لأكثر من ثلاث ساعات في انتظار تأكيد حجزه عبر الموقع الإلكتروني للخطوط السعودية بدون فائدة، ما حدا به إلى استخدام حافلات النقل الجماعي، ويعتبر المنيف واحدا من آلاف المسافرين في مختلف مناطق المملكة فضلوا السفر برا بسبب عدم توفر الحجوزات وتأخر رحلات الطيران، وهي المشكلة التي تستنسخ نفسها سنويا في مواسم الإجازات، إذ تزدحم المطارات بالمسافرين. وفي الوقت الذي يتكئ فيه بعض المسافرين من فشلهم في إيجاد حجز مؤكد نظرا لقلة الرحلات، فإن مسؤولين في عدة مطارات يؤكدون أن الرحلات تسير بانسيابة وفقا لما هو مخطط له وأن الازدحام مشهد طبيعي خلال موسم الإجازات والعطلات. البداية كانت من أبها، إذ تسبب تأخر الرحلات إلى اضطرار نحو 25 % من المسافرين للسفر على متن مركباتهم الخاصة بالتوجه إلى جهات سفرهم وتحديدا جدة، الرياض، والدمام. وقال المواطن سعيد القحطاني: «نعاني من عدم وجود طائرات كبيرة تستوعب الأعداد الكبيرة من المسافرين، إضافة إلى عدم جدولة رحلات بشكل كبير من وإلى مطار أبها واقتصارها على أربع رحلات لجدة وخمس للرياض وأربع للدمام، وهذه لا تستوعب الأعداد الكبيرة للمسافرين من أبها وتحديدا وقت الإجازات». من جهته أوضح مبارك الزهراني أنه قبل 27 يوما حاول الحجز إلى جدة وحتى الآن لم يسافر بسبب عدم وجود حجوزات. فيما انتقد مبارك الشهراني عمل شركات الطيران، منوها بأنها لا تقوم بدورها المنوط بها. وفي نفس السياق، كشف مصدر مطلع في مطار أبها بأن المطار ليس المسؤول عن تكدس المسافرين، منوها أن الخطوط تعاني من عدم وجود ثقافة المسافر وتحديدا المسافر الحاجز بحجز مؤكد، أو لمن ليس لهم حجز ويريد أن يسافر عن طريق الانتظار، مبينا أن الانتظار في بعض الرحلات وصل إلى 450 مسافرا وهذا عدد كبير، مشيرا إلى أن عدد الرحلات ليس كافيا ولا يوجد رحلات إضافية كافية ليتم استيعاب المسافرين، وأضاف أن عدد المسافرين وقت الإجازات في زيادة بمعدل كبير، وهذا يتسبب في ضغظ كبير في المطار. وفي موازاة ذلك أوضح مدير العلاقات العامة بالخطوط السعودية عبدالله الأجهر أن تكدس المسافرين بسبب الإجازات وليس طول السنة، مشيرا إلى أن هناك جدولة لرحلات إضافية أو زيادة عدد الرحلات حسب الحاجة، موضحا أن الخطوط تبذل كافة إمكانياتها للوصول لراحة المسافر. مشكلات موسمية وفي مطار حائل الإقليمي لم تكن هناك كثافة في أعداد المتواجدين في المطار، نظرا لأن الكثيرين خافوا من المشكلات الموسمية والمتمثلة في تأخر الرحلات وتكدس المطارات بالمسافرين، فضلا عن عدم وجود حجوزات ما حدا بهم للسفر برا إلى الوجهة التي يريدونها. وقال سلطان إبراهيم: لم أجد حجزا في الطائرة المتجهة إلى جدة لحضور مناسبة خلال عطلة منتصف العام الدراسي فاضطررت إلى السفر برا مثل الكثيرين. من جانبه أوضح سعيد الشمري أن حجزه كان مؤكدا ولكن حينما وصل إلى «كاونتر» موظف الخطوط أبلغه أنه ليس له حجز ما جعله يصاب بالصدمة واتجه إلى محطة الحافلات للسفر إلى الرياض حتى لا تفوته مناسبة زواج ابن عمه. رحلات مغلقة ولم يختلف المشهد في المنطقة الشرقية، إذ اضطرت أعداد كبيرة من المسافرين إلى عدد من المدن والمحافظات خلال اليومين الماضين إلى السفر عن طريق مركباتهم الخاصة أو القطارات «الرياض» أو عبر حافلات النقل الجماعي، وذلك لعدم توفر حجوزات طيران خلال اليومين الماضيين. وفي نفس الوقت لم يتمكن بعض راغبي السفر من الدمام إلى جدة خلال اليومين الماضيين من إيجاد حجوزات مؤكدة لرحلات مباشرة وبالرغم من محاولاتهم المستمرة عبر الموقع الإلكتروني للخطوط السعودية وعبر الهاتف إلا أن جميع الرحلات مقفلة حتى يوم الجمعة المقبل، عدا بعض المقاعد لبعض الدرجات، مؤكدين في نفس الوقت أنه يتم توفر مقعد أو مقعدين عبر الموقع وبمجرد شروع المسافر بإكمال إجراءات الحجز يصل إلى إحدى المراحل من مراحل الحجز تؤكد له بأن عليه العودة مرة أخرى لمحاولة الحجز لأن الحجز ذهب لمسافر آخر. وقال أحمد الزيلعي إنه حاول مرارا وتكرارا إيجاد حجز إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، مشيرا إلى أن المقاعد كانت محدودة على الرغم من وجود رحلات إضافية وجديدة لمدينة جدة إلا أنها لم تكن كافية. إلى ذلك طالب عدد من المسافرين بضرورة وجود جدولة خاصة لرحلات الطيران خلال الإجازات لإتاحة الفرصة أمام الراغبين بالسفر وذلك من خلال تسيير رحلات يومية بمعدل كل ساعة وليس كل ساعتين، وأضافوا بأن بعض المسافرين توجه إلى مطار الملك فهد الدولي بهدف إيجاد مقعد على إحدى الرحلات المغادرة لجدة وهي أكثر المدن التي يتم السفر إليها خلال الإجازات بحكم وجود الحرم الشريف في مكة ورغبة في أداء العمرة. من جهته أوضح مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بأن المؤسسة لديها القدرة على إيجاد رحلات وعربات إضافية متى ما احتاج الأمر ذلك، مشيرا إلى أن عمليات الحجز بالنسبة للمسافرين سواء إلى مدينة الرياض أو الأحساء تمت بكل سهولة ويسر. يذكر أن هيئة الطيران المدني أعلنت مؤخرا عن فوز الخطوط القطرية وطيران الخليج برخصة النقل داخل المملكة والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال الأربعة أشهر المقبلة، الأمر الذي سيسهم في تخفيف المعاناة على المسافرين من كافة المناطق، حيث سيوفر الناقل الجديد خيارات أخرى للسفر مما سيكون له الأثر في تخفيف الازدحام الحالي على موقع الخطوط السعودية ورحلاتها. لا تكدس وفي القصيم أوضح محمد المجلاد مدير مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز عدم وجود أي تكدس للمسافرين، وقال في هذا الصدد «تجاوزنا مرحلة تكدس المسافرين منذ أن تمت عمليات توسعة المطار وزيادة أعداد الرحلات المحلية واستحداث الرحلات الدولية». وأضاف، أن المطار يسير بما لايقل عن 14رحلة يومية ما بين داخلية ودولية، وأن الرحلات الدولية خففت الضغط كثيرا على السفر إلى الرياضوجدة، فالمسافر بات يسافر من القصيم للإمارات وقطر ومصر بدلا من سفره إلى الرياض أو جدة لكي يسافر خارج المملكة. وعن مشكلة توفر الحجوزات وإلغائها قال المجلاد لم يسجل بالمطار أي حالة من هذا القبيل فالحجز لايلغى إذا وصل المسافر بالموعد المحدد ولم نسمع بالمطار أي شكوى من هذا النوع. ازدحام مؤقت من جانب آخر، شهد مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك ازدحاما كبيرا من المسافرين المغادرين لمختلف المحطات المتجهة إلى جدةوالرياضوالشرقية والمدينة المنورة. وأوضح مدير الخطوط السعودية بتبوك عبدالناصر العلي أن هذا الزحام يعود إلى إجازة المدارس، مؤكدا بأن زيادة عدد الرحلات لمطار الرياضوجدة ساهم كثيرا في الحد من عملية الزحام والتكدس داخل المطار وحتى ركاب الانتظار على الرحلات المغادرة كان محدودا وهذا يعود لحرص العوائل على تنظيم حجوزاتهم في وقت كاف قبل السفر، وعلل عبدالناصر سبب الزحام في المطار يرجع إلى أن الرحلات جميع مقاعدها مليئة بالمسافرين بما فيها الرحلات الدولية المتجهة إلى دبي والقاهرة.