مع بدء إجازة الربيع اكتظت صالات المطارات في جدة، أبها، الرياض، حائل والمدينةالمنورة بأعداد كبيرة من المسافرين دون أن تتحقق رغباتهم في تأكيدات حجوزات للسفر إلى وجهاتهم، وسط شكاوى من ارتفاع أسعار التذاكر، وسيطرة الخيارات الداخلية ومدينة دبي على حجوزات العوائل السعودية، بسبب الاضطرابات في عدد من الدول العربية، والتي كانت وجهة سياحية للكثير من العوائل في السابق. وكشفت جولة «عكاظ» على عدد من مكاتب الحجز والتذاكر في الرياض، وجود مبالغة في الأسعار من قبل شركات الطيران خصوصا للرحلات المتجهة إلى دبي، فيما كان سعر التذكرة قبل شهر ذهابا وإيابا إلى دبي 900 ريال، وصلت إلى ما يقارب 1500 في الوقت الراهن. كما كشفت الجولة زيادة في طلب الحجوزات إلى دبي خلال الفترة الحالية، تزامنا مع إجازة الربيع والتي تستمر عشرة أيام، فيما اعتبرت الأسر السعودية مدينة دبي كأحد أفضل الأماكن لقضاء إجازة قصيرة. إلى ذلك، أكد الدكتور ناصر الطيار مستثمر في قطاع السفر والسياحة، أن الوجهات السياحية للعوائل السعوديين تكمن عربيا في دبي وبيروت بشكل أقل، ومحليا إلى مدينة جدة، لافتا إلى أن الخيارات في الوقت الحالي محددة أكثر من السابق بسبب الأزمات السياسية في المنطقة. وبين أحد المتواجدين في مركز حجوزات سلطان سعد المرشدي، أن الخيار الأول للشباب على حد وصفه المدن الخليجية، مشيرا إلى أن ما تشهده الدول العربية من اضطرابات لا يساعد على توسع الخيارات. وقال «هناك سوء تنظيم من قبل شركات الطيران المحلي بسبب كثرة الحجوزات»، لافتا إلى أن الشركات استغلت الإقبال الكبير في إجازة الربيع لرفع الأسعار. من جهته، أكد ل «عكاظ» مدير عام مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينةالمنورة عبد الفتاح محمد عطا، عدم تأثر رحلات المعتمرين، وقال «جداول الرحلات والحركة التشغيلية لموسم العمرة لم تتأثر تزامنا مع الإجازة، فلا يوجد تعطيل لأي من الرحلات، باعتبار أن رحلات القدوم للمعتمرين تعتبر عرضية، تستقبل يوميا طيلة موسم العمرة، وكذلك الحال بالنسبة للرحلات المغادرة تتم وفقا لجدول الحركة التشغيلية». وقال «تم تشغيل الصالتين الدوليتين في مطار المدينة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين باختلاف وجهاتهم، إضافة إلى ثلاث صالات للقدوم منذ بدء موسم العمرة»، مضيفا بأن المرحلة الإنشائية لمشروع توسعة المطار تجري بانتظام حاليا. وكان مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة قد شهد أمس حركة قدوم ومغادرة كثيفة تركزت في صالة المغادرة، فيما لم تخل الساحات المقابلة لصالات المغادرة من مشاهد ترقب وانتظار المسافرين لعملية تحميل وتنزيل الأمتعة في الصالة الدولية. واكتظ مطار أبها أمس بالركاب، بسبب زيادة عددهم وصغر حجم الطائرات. وقال محمد العلياني «تعودنا على هذا التزاحم في مطار أبها الذي سمعنا وقرأنا الكثير عن توسعته وتطويره لاستيعاب الأعداد الهائلة التي تسافر من خلاله، إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح». وأضاف أن الوضع في هذا المطار يتلخص في كلمتين الواسطة وضآلة حجم الطائرات، فقد استمررت قرابة عشرة أيام أبحث عن تأكيد حجز إلى الرياض، ولكن دون جدوى، حاولت التسجيل انتظارا ولكني اكتشفت أن قوائم الانتظار مقفلة كون الطائرة مكتملة الحجوزات ولا توجد شواغر. وظل سلطان القحطاني يبحث عن حجز مؤكد إلى الرياض منذ أكثر من نصف شهر تقريبا ليتسنى له رؤية أبنائه المقيمين في العاصمة، ولكنه عجز عن الحصول على مقعد واحد فقط خلال هذه المدة الطويلة. واستغرب القحطاني عدم توفير طائرات كبيرة الحجم لتخفيف هذا التزاحم، وتساءل : أين المسؤولون ليروا بأم أعينهم هذا المشهد غير الحضاري؟، لماذا يبقى الحال على ما هو عليه دون أن يصحح؟. من جهته، قال علي القرني «كان معنا في المطار رجل يريد اللحاق بموعد لابنه في إحدى مستشفيات الرياض ولم يتسن له السفر بسبب انعدام الحجوزات فاضطر لشراء تذكرة سفر (درجة أولى) من أحد المسافرين عرض بيع تذكرته له، وبرر تصرفه بأنه غير مضطر للسفر اليوم وسيؤجل سفره إلى وقت آخر مقابل المكسب الذي حصل عليه من بيعه للتذكرة. وكان مطار أبها قد شهد الكثير من حالات التذمر وعدم الرضا من الراغبين في السفر وضاقت مرافق المطار الصغيرة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين وصفوا الوضع بأنه في غاية السوء، محذرين من استمرار الحال على ما هو عليه في موسم الصيف الذي بات على الأبواب وحتما سيحدث الكثير من المشاكل بسبب قلة الرحلات الإضافية وضآلة حجم الطائرات وضيق مرافق المطار. «عكاظ» حاولت أن تجد تفسيرا من أحد المسؤولين في المطار ولكنهم امتنعوا عن التصريح بحجة عدم وجود صلاحيات لديهم بذلك. وكانت «عكاظ» قد نشرت في عدد سابق عن الازدحام الذي يشهده مطار أبها خاصة بعد إضافة بعض الرحلات الدولية عليه مثل القاهرة وعدن، وحينها تحدث الناطق الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري بأن هناك مشروع توسعة وتطوير لمطار أبها لاستيعاب أكثر من خمسة ملايين مسافر سنويا وينتظر المسافرون عبر هذا المطار أن يكون التطوير والتوسعة واقعا ملموسا في أقرب وقت. شهدت صالات السفر في مطار حائل الإقليمي، تكدسا كبيرا للمسافرين في إجازة الربيع الحالية، لعدم وجود رحلات طيران إضافية، وعدم توافر صالات الانتظار المناسبة. واكتظت أروقة المطار بالمسافرين الذين تعذر سفرهم لعدم وجود حجوزات مؤكدة، وغياب أية فرصة لوضعهم في قائمة الانتظار، وأبدوا استياءهم من عدم توفير رحلات إضافية ليتسنى لهم السفر إلى وجهاتهم. وتسببت محدودية الرحلات في المطار في إلغاء حجوزات دولية لعاملات آسيويات، وأشار مصدر مطلع في المطار إلى أن هناك نية إرجاع للرحلات القديمة التي أوقفت سابقا، وقال «نعمل على إدخال 24 رحلة في الجدولة الجديدة»، وكشف أن هناك مشاريع لربط المطار بشبكات الألياف البصرية، خدمات الإنترنت وتشغيل الرحلات الدولية، مشيرا إلى تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية الكبيرة قريبا، مضيفا أن إدارة المطار تعمل الآن على إزالة المباني القديمة وتحديثها. وطالب عدد من المواطنين بزيادة السعة الاستيعابية لصالات المطار، تحسين المدرج، استرجاع رحلات المنطقة الشرقية وتحويل المطار من إقليمي إلى دولي. يقول نواف الحبيب، إن «مدرج المطار قريب جدا من مخطط سكني، ولا يبعد عنه إلا 150 مترا، وعندما يصبح المخطط مأهولا بالمساكن، يصبح خطرا للغاية». من جهته، بين زيد البلوي، أنه يتردد منذ ثلاثة أيام على المطار على أمل الحصول على مقعد على رحلة الرياض، وفي كل مرة يفاجأ بأن الحجوزات مقفلة، ولم يتمكن من إدراجه في قائمة الانتظار. وطالب كل من محمد الرجاء وفهد الخالد، بزيادة عدد الرحلات إلى المناطق الكبرى التي توجد فيها مستشفيات لحاجة الأهالي لمراجعتها.