مسافة قصيرة تفصل بين الهواية والجنون.. بين الاستعراض ولفت الأنظار وبين الرغبة في تفجير الطاقة الكامنة في نفوس الشباب.. كثيرون يعتبرون الاستعراض والتفنن بالدراجات النارية لعبة خطرة لكن أصحابها يعتبرونها قمة المتعة وأغلبهم يطمحون إلى الوصول للعالمية. رغم مشاق الهواية ومخاطرها وارتفاع أسعار الدراجات أو الدبابات النارية، حيث تصل قيمة بعضها إلى نصف مليون ريال إلا أن الشباب مغرمون بها وشكلوا لها مجاميع و«قروبات» ومواقع على الشبكة الإلكترونية إلى جانب مسيرات في الشوارع والمتنزهات السياحية. الرحال والكروز بندر محمد الهاشم الذي يقود مجموعة من الشباب معظمهم من الطلاب استطاع وضع أسس ومعايير للهواية، حيث تتكثف أنشطة المجموعة في المناسبات الوطنية والاجتماعية والأعياد، ويقول الهاشم: تولد لدي عشق الدراجة الهوائية منذ الصغر وتطور الطموح إلى «النارية» التي تصل سرعتها إلى 300 كيلو متر في الساعة. فهناك أنواع مختلفة من الناريات منها «الرحال» الذي تصل قيمته إلى (35) ألف ريال. وهناك الكروز (كلاسيكي)، وآخر يطلق عليه z400 إلى جانب أنواع أخرى. ذات الإطارين «القروب» الذي يديره الهاشم فيه نحو 38 شابا منهم الموظف ومنهم الطالب ويتم التنسيق بين المجموعة عبر الاتصالات الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي. وطبقا للقائد فإن الدراجات ذات الإطارين تستخدم في الأماكن المفتوحة. ومن أنواع الاستعراضات المعروفة «الترفيع والاستبونق والاستعراض على الجنب ومن فوق الدراجة والسير على إطار واحد». وهناك تدريبات للفريق وتمارين تحدد حسب أوقات الفراغ لدى الفريق. رصد التحركات مصور الفريق طلال مرعي عسيري يتولى رصد كافة تحركات «القروب» واستعراضاته ونشرها على الشبكة العنكبوتية وفي اليوتيوب، ويقول إن كل أعضاء الفريق يحملون رخصا رسمية لقيادة هذه المركبات مع استمارة لكل دراجة وهناك عقوبات تطال كل مخالف. وينفي مرعي وجود أية جهة راعية، مشيرا إلى أن أعضاء القروب يعتمدون على أنفسهم لتأمين كافة مستلزمات الرحلة. مشيرا إلى أن القروب يتولى أحيانا نشر رسائل توعية ضد تعاطي المخدرات وغيرها. ويقول عبدالرحمن وعبدالعزيز القدسي إنهما من عشاق اللعبة ويطمحان للعالمية، فيما يقر طارق التوم وصالح الجبيني بخطورتها. جهة رسمية خالد الغرابي وياسر محمد حنش طالبا بتنظيم الهواية وتخصيص جهة رسمية تتولى رعايتها مع إنشاء ناد يمنع المتهورين ويضع ضوابط للعبة، ويعترف محمد الشبرقي وسالم العمري بوجود مضايقات من بعض الجهات الأمنية كون أصوات الدراجات مزعجة وتثير الضجيج في الشوارع، وأشارا إلى أن ذلك يعود إلى الشركة المصنعة. في المقابل يرى آخرون وضع ضوابط صارمة لقيادة الدراجات النارية ويطلب عبدالرحمن المالكي وحسام حجلان تخصيص ناد، فيما يرى عبدالعزيز القحطاني وخالد المطلق أن هناك أساسيات وشروطا يجب أن تكون متوفرة في قائد الدراجة النارية ومنها العمر على أن لا يقل عن 32 عاما فأكثر إلى جانب لبس الخوذة والجاكيت والحذاء الواقي إلى جانب التقيد بأنظمة السير والمرور. ويقول هواة الناريات إنهم ينشطون في المشاركة بالفعاليات الوطنية وعمليات التوعية وضربوا مثلا بتكريمهم من عدة جهات في عسير، حيث درجوا على إعانة المرضى وتقديم الورود لهم ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.