قبل سنوات كان (التفحيط) هو الهواية الأولى للشباب في المملكة حيث انتشر على نطاق واسع بينهم لدرجة أن حددت لها أماكن مخصصة تعرف بأسماء مجموعات تنسب لذلك المكان حالياً انحسرت هذه الظاهرة بعد أن تغير المستوى المعيشي وتطور التعليم ومنح الابتعاث ودخول ثورة التقنية الاتصال والتواصل في المجتمع واستحواذ الانترنت على اهتمامات الشباب كما أن تنوع البرامج المرئية في القنوات الفضائية والإذاعية والبرامج الشعرية والتراثية أسهمت في استقطابهم جيل يؤمن بالتغير والرغبة في المشاركة في الفعاليات الرياضةالجديدة التي اتيحت لهم مثل الغوص، الطيران الشراعي، الراليات. ومن هذه الرياضات المستحدثة قيادة الدراجات النارية بمختلف أنواعها والتي تزايد الإقبال عليها في الاونة الأخيرة مما أدى إلى إنشاء مخيمات شتوية في المناطق الصحراوية لممارستها. "الرياض" نقلت آراء بعض الشباب حول هذا "التوجه الخطير". تعبير شبابي عبدالعزيز بن عبدالرحمن طالب جامعي يقول: "قيادة الدراجات النارية في الشوارع أصبحت الآن من الأمور المألوفة وخاصة في نهاية الأسبوع وهو تعبير شبابي عن الشعور بالفراغ وكسر الروتين اليومي وهذه الفئة من الشباب هدفهم من قيادة الدراجات هو الاستعراض المهارات في الشوارع الرئيسية وهم مجموعات معروفة وتتخذ من هذه الشوارع أماكن محددة للانطلاق. فواز بن مساعد طالب له وجهة نظر أخرى فيقول: "أنا لا ألوم الشباب الذي يقود الدراجات بهذه السرعة والخطورة في الشوارع فدور المرور غائب". محمد بن عبدالله موظف في شركة تسويق يستنكر القاء اللوم على الشباب ويدافع قائلاً: "إلى متى نلوم الشباب ونحاول أن نضيق عليهم الخناق ونحد من إبداعاتهم فلو كان هناك مكان مخصص لقيادة الهواة للدراجات النارية في الرياض ودعوتهم إلى التعبير عن مهاراتهم كما هو موجود في الخبر لكنا حددنا من مخاطرهم واعطيناهم مساحة للتنفيس عن طاقاتهم في الواقع إن الشباب بحاجة ماسة إلى أن يؤخذ بأيديهم وتشجيعهم بدل محاربتهم في الأسواق والمنتزهات والمجمعات سؤال أين يذهبون؟ حسن عامر مدير مبيعات في مؤسسة متخصصة في بيع الدراجات النارية، يقول: "إقبال الشباب والأسر على شراء الدراجات النارية في تزايد ويوضح أن أنواعها تصل إلى ستة أنواع، مشيراً إلى أن الأسعار تبدأ من (2500) إلى (40) ألف ريال. استعراض وحوادث شنيعة المهندس عامر الخالدي من مجموعة هارلي للدراجات النارية والمسؤول عن الأنشطة في المجموعة يقول: "إن ما نراه في هذه السنوات من قيام البعض من الشباب بقيادة دبابات وخاصة ما يعرف (البانشي) الصحراوية داخل المدينة في الشوارع العامة وبين السيارات والمشاة وعمل بعض الحركات تدل على الاستهتار وللاسف ينتج عنها حوادث مؤلمة، والبعض يتعمد قيادة هذه الدراجات في عمق الازدحام واستعراض المهارات أمام الآخرين بشكل خطير يؤدي إلى كوارث قاتلة، داعياً إلى تخصيص أماكن لراليات الدراجات النارية للشباب كما هو الحال في الخبروجدة وأن يتم تسجيل الشباب بطريقة نظامية وأن تخرج من نطاق الاستعراض إلى نطاق الرياضة وممارستها بفن واحتراف. الأستاذ مشعل السديري رئيس الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية يقول: ليس لدينا كاتحاد سلطة على الشباب المستهترين ممن يقودون الدراجات ذات الأربع عجلات وخاصة الصحراوية بطريقة الاستعراض داخل المدن معرضين أنفسهم وغيرهم للحوادث وهنا يجب أن يباشر جهاز المرور من الحد هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بين الشباب في الشوارع العامة، كما أن دور الاتحاد هو رياضي لتطوير وتشجيع رياضة السيارات والدراجات النارية في المملكة بمعايير الرياضة العالمية وتنظيم هذا النوع من الرياضة بين الشباب والعمل على خلق الروح والمنافسة وتطبيق قوانينها وتوفير أقصى مستوى من السلامة.