أكد عدد من أهالي النعيرية أن مشافي المحافظة تعاني من غياب الكوادر المتخصصة في مجالات الطب والتمريض، ما يجعلهم يراجعون مستشفيات مدن المنطقة الشرقية بحثا عن العلاج. وأضافوا أن هناك سبعة مستشفيات طرفية في المنطقة الشرقية لا تقدم الخدمات الطبية المطلوبة للمرضى والمراجعين وهذه المرافق تتمثل في مستشفى النعيرية ومستشفى الأمير سلطان بمليجة ومستشفى عريعرة ومستشفى الرفيعة ومستشفى السعيرة ومستشفى قرية العليا، بالإضافة إلى مستشفى الخفجي العام. وأجمع الأهالي أن قرار وزارة الصحة بتوطين وظائف التمريض صائب ولكن من الأفضل تدريب هذه الكوادر قبل تسليمهم مهمات العمل، وبين الأهالي أن كل مستشفى من هذه المشافي لا تقل تكلفة صيانته سنويا عن ثلاثة ملايين ريال ومثلها للتغذية، ورغم ذلك فإن هذه المستشفيات تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والتمريضية ولهذا السبب فإن المرضى يتكبدون مشاق السفر إلى المستشفيات الخاصة أو السفر للمدن الرئيسة لتلقي العلاج. «عكاظ» لبست قفازات الشفافية وتجولت في عدد من المشافي في المنطقة الشرقية والتقت بعدد من المرضى والمراجعين وكذلك مديري بعض تلك المستشفيات، وأوضحوا أن قلة الكوادر الطبية المتخصصة تجعلهم يفكرون في مراجعة المشافي الأخرى في الخبروالدمام والبعض يسافر إلى الرياض. البداية كانت من مستشفى الأمير سلطان بمليجة إذ قال محمد راشد «أنا أحد المراجعين باستمرار لمستشفى الأمير سلطان بمليجة وأشاهد ما يقوم به الأطباء من جهد لمحاولة تقديم الخدمة العلاجية للمرضى، لكن مع الأسف أن هناك نقصا في كافة الكوادر فأحيانا نقف طوابير أمام بعض العيادات، ومن وجهة نظري الشخصية لا بد من التعاقد مع كوادر طبية متخصصة لدعم التخصصات في هذه المشافي». وتدخل في الحديث محمد عبدالله الذي قال نحن مع توظيف السعوديين ولا نتمنى أن يبقى أي سعودي دون عمل لكن لا بد من التعاقد مع الكوارد الوطنية المتخصصة وعدم فسخ عقود الوافدين من الأطباء وكوادر التمريض. وأكد محمد السعيد أن المستشفيات الطرفية ليس بها إمكانات لإجراء العمليات الجراحية حتى الصغرى منها وعليهم تحويل المريض إلى مستشفيات الدمام والقطيف والجبيل. وفي نفس السياق اقترح مسعود سالم إغلاق هذه المستشفيات وجعلها مراكز رعاية صحية وتحويل كل الجهد والمال إلى مستشفى أو مستشفيين تتوفر بهما كافة الإمكانيات وتأمين كافة التخصصات والكوادر لهذه المشافي. وبذلك نكون استفدنا من توفير المبالغ المهدرة ومن ثم تقديم خدمة مميزة للمرضى، كما أرى أن لا يتم توجيه السعوديين من الممرضين وغيرهم للعمل إلا بعد تأهيلهم وتدريبهم حتى لا تحدث أخطاء تتحمل وزرها وزارة الصحة. فيما اعترض خالد أبو سعود ومحمد ناصر على الآلية المتبعة في التحويل إلى المستشفيات وقالوا «هناك حالات حرجة يتم بقاؤها في المستشفيات الطرفية رغم أنها حرجة جدا وذلك بحجة عدم وجود سرير شاغر في مستشفى الدمام أو غيره من المستشفيات الأخرى التي يتم التحويل إليها»، وقالوا «نعرف أن الثانية والدقيقة الواحدة لها قيمة في إنقاذ حياة المرضى ببعض الحالات ولا بد من قبول الحالات الخطيرة دون تأخير، فضلا عن تفعيل القرار الذي يقضي بأن يتم علاج المواطن بأسرع وقت». وفي مستشفى الخفجي العام قال فهد الشمري «نشيد بالجهد الكبير الذي يقوم به الأطباء وكوادر التمريض وإدارة المستشفى لكن الخدمة ناقصة لسببين الأول عدم كفاية الأطباء والممرضين، والثاني يتمثل في وجود ممرضين غير مدربين. وفي موازاة ذلك قال مدير مستشفى الخفجي الدكتور أحمد الخالدي «نحن نبذل الجهد قدر المستطاع وفقا للإمكانات التي في المستشفى». وأضاف أن الممرضين السعوديين لا يتم تسليمهم العمل في المواقع الحساسة إلا بعد تدريبهم وأن هناك خططا ودراسات في وزارة الصحة لمحاولة سد أي نقص موجود في المستشفيات على مستوى الوطن. قال مدير مستشفى الأمير سلطان بمليجة سالم سعيد العجمي «إمكانيات المستشفيات الطرفية تحتاج إلى دعم ونحن نعمل بما هو موجود من إمكانيات». تدريب الكوادر قال مدير مستشفى النعيرية نايف إبراهيم الفاضل «نتمنى ونبحث عما يخدم المرضى فوجودنا من أجلهم ونقدم لهم الخدمة حسب الاستطاعة وما هو متاح لدينا من إمكانيات معترفا بأنه يجب تدريب أي مواطن قبل أن يتم تسليمه أي عمل».