احتفلت منطقة حائل مساء أمس الأول في أروع صور التسامح والوفاء لهذا الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) بنجاح مساعيه في عتق رقبة باسل عبدالله الراجح بعد تنازل والد القتيل سند بن ماجد السويدي الشمري لوجه الله تعالى، تفاعلا مع التدخل والمسعى الكريم لخادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وشفاعة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض في هذا الموضوع. وشهد الحفل لوحة معبرة للحب والتلاحم والتآلف بين مختلف فئات المجتمع، لتعكس الصورة الزاهية التي يعيشها الوطن المعطاء، وأقامت أسرة الراجح حفلا تكريميا لرجل التسامح سند بن ماجد السويدي الشمري وإخوانه وأبنائه وكافة مشايخ وأهالي السويد من شمر لعفوه عن ابنهم لوجه الله تعالى. وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة سليمان العتيق تحدث فيها عن ما ينعم به الوطن الغالي من نعم وأمن وتلاحم بين الشعب والقيادة، مشيرا إلى أن هذه الحادثة أكبر دليل على ترابط الأسر ببعضها وترابط القيادة بالشعب. وقدمت قصيدة للشاعر عبدالعزيز الجريفاني ثم كلمة الشيخ محمد عبدالله النونان بين فيها فضل العفو والصفح والتنازل التي هي من السمات الحميدة في هذا الوطن الشامخ، مشيرا إلى أن العفو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا، وألقيت بعدها عدة قصائد في هذا الصدد. ثم ألقى الأديب عبدالله تركي البكر كلمة تناول فيها ما سطره المواطن النبيل سند ماجد السويدي الشمري لقاتل ابنه في بادرة إنسانية عفيفة وخالدة تنم عن أريحية هذا المواطن وقبوله لحب العمل الخير والصلح والعفو في هذا الوطن الغالي. بعدها ألقيت كلمة الدكتور خالد عبدالرحمن العجيمي ثم قصيدة رائعة للشاعر المعروف عثمان السالم المجراد نالت رضا الحضور، كما ألقى محمد السالم الراجح كلمة أبان فيها بموقف الشيخ سند ماجد السويدي الذي لن ينساه الجميع، إذ هو موقف الكبار والعظماء .وأكد تلاحم أهل حائل الذي هو كالبنيان المرصوص في السراء والضراء. وأوضح الشيخ سند السويدي أن تنازله عن حقه كان احتسابا للأجر من الله، وتقديرا لوجاهة خادم الحرمين الشريفين وابنه الأمير تركي بن عبدالله ولكل من سعى في طلب التنازل المبارك.