لم يشفع الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به محافظة خباش (شرقي منطقة نجران)، على منفذ الخضراء الحدودي مع اليمن، إضافة إلى طبيعة الرمال الجاذبة التي تتميز بها، عند الجهات المعنية لتوفير الخدمات الضرورية التي يحتاجها أهالي المحافظة التي تعاني من نقص في أغلب الخدمات الضرورية رغم كثافة سكانها ولا تزال في حاجة إلى تنمية في أكثر الجوانب. «عكاظ» جالت في المحافظة التي تبعد حوالى 70 كلم عن مدينة نجران، وكشفت عن أن معاناة الأهالي لا تقتصر على ناحية دون أخرى، فهم يشكون من غياب أو تدني مستوى معظم الخدمات الضرورية لهم، حيث أشار عدد من الأهالي إلى أنهم يضطرون لقطع مسافة أكثر من 70 كلم لإسعاف مرضاهم في مستشفيات مدينة نجران، في ظل عدم وجود سوى مراكز رعاية صحية أولية تفتقر للكثير من الخدمات، وليس فيها كوادر طبية تستطيع أن تفي بالغرض، معربين عن الأمل بسرعة افتتاح مستشفى خباش الذي يتسع 50 سريرا الذي مضى على إنشائه أكثر من خمس سنوات. وما يزيد من معاناة سكان المحافظة شح المياه، حيث يضطرون إلى شراء صهاريج مياه الشرب، في ظل توقف مشروع السقيا، فيما لم توفر مديرية مياه نجران الماء لهم حتى الآن، رغم أن مشروع جلب مياه الربع الخالي مصدره من مركز النقيحاء التابع لمحافظة خابش، الذي يغذي سكان منطقة نجران ونسي أهله، حيث بات الأهالي يرددون المثل الشعبي «إن مشروع النقيحاء مثل وادي مور الذي يسقي غير أهله». وقال عوض الحارثي ل«عكاظ» إنه في الوقت الذي تحظى منطقة نجران بدعم سخي من ولاة الأمر، فإن محافظة خباش لا تزال تفتقد إلى أغلب فروع الإدارات الحكومية، الأمر الذي أرهق سكان المحافظة والأحياء التابعة لها وجعلهم يتكبدون عناء السفر إلى مدينة نجران بشكل شبه يومي لإنجاز معاملاتهم وقضاء حاجياتهم، ومراجعة مرضاهم، مؤكدا أن مطالب الأهالي المستمرة منذ زمن لم تفلح في فتح مثل هذه المقار والفروع، معربا عن الأمل في إيجاد مركز للهلال الأحمر خصوصا أن المحافظة تقع على طريق دولي تكثر فيه الحوادث المرورية، ما يضطر المارة لإسعاف المصابين على سياراتهم الخاصة، مشيرا إلى غياب مركز للدفاع المدني حيث يحتاج وصول فرق الإطفاء من مدينة نجران إلى المحافظة وقتا طويلا. وفي موازاة هذه المعاناة يعاني الأهالي أيضا من غياب دور البلدية في مكافحة الحشرات والذباب المنتشر، كما أن طرقات الأحياء غير معبدة وتتصاعد منها الأتربة بسبب غياب السفلتة، إضافة إلى أن مكب النفايات والصرف الصحي يقع بجوار مشروع المدينة الجامعية تحت الإنشاء، وقرب حي تصلال الذي يعد من الأحياء البارزة في خباش. ولم تفِ أمانة نجران بالوعود المتكررة بنقل المكب منذ عدة سنوات. «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى المجلس البلدي في محافظة خباش حيث أكد نائب رئيس المجلس حسين صالح الحارثي أن المحافظة مقبلة على مشاريع ذات أهمية، مشددا على حرص أمين منطقة نجران المهندس فارس بن مياح الشفق على أن تأخذ المحافظة نصيبها من الخدمات البلدية، مشيرا إلى أنه وجه بتكليف مكتب استشاري لوضع دراسة شاملة لأحياء المحافظة بهدف تنظيمها وتوفير كل الخدمات من نظافة وإنارة وسفلتة الطرق. شراء الآليات قال نائب رئيس المجلس البلدي إن المجلس أقر مشروع شراء آليات النظافة، مؤكدا أن النظافة بشكل عام في المحافظة مقبولة، خصوصا أن البلدية وفرت عددا كبيرا من حاويات النظافة، ما ساهم في المحافظة على نظافة الأحياء بشكل مقبول عما كانت عليه في السابق.