لم يشفع الموقع الإستراتيجي الذي تتميز به محافظة خباش شرق منطقة نجران، كونها تفتح على منفذ الخضراء الحدودي مع جمهورية اليمن، إضافة إلى طبيعة الرمال الجاذبة التي تتميز بها المحافظة، في توفر الخدمات الضرورية التي يحتاجها الأهالي، حيث تعاني المحافظة التي تبعد عن مدينة نجران نحو 68 كلم من نقص في أغلب الخدمات، رغم كثافة سكانها البالغ عددهم نحو 20 ألف نسمة. ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد وإنما تمتد إلى تشويه وجه المحافظة ببحيرات الصرف الصحي وأكوام القمامة المنتشرة في مكب النفايات، وحرمان السكان من مياه الربع الخالي. الخدمات الصحية وتمثل الخدمات الصحية أبرز هاجس للأهالي الذين يضطرون لإسعاف مرضاهم إلى مستشفيات مدينة نجران، رغم طول المسافة ومشقة الطريق. ويؤكد المواطن هادي آل كليب من أهالي المحافظة، أنه لا يوجد بالمحافظة وأحيائها سوى مراكز رعاية صحية أولية تفتقر للكثير من الخدمات، ولا يتعدى عملها إعطاء لقاح الأطفال، نظرا لتواضع إمكاناتها، وغياب الكوادر الطبية التي تستطيع أن تفي بالغرض. وحول وجود مستشفى بالمحافظة، أوضح آل كليب أنه مضى على العمل بمستشفى خباش سعة 50 سريرا أكثر من 5 سنوات، إلا أنه يسير بسرعة السلحفاة على حد قوله، حيث لا يتعدى الإنجاز فيه سوى 50% تقريبا. وأضاف "هناك عدة إشكالات تواجههم عند نقل المرضى إلى مدينة نجران، منها أن بعض الحالات لا تتحمل التأخير، إضافة إلى الزحام الذي تعانيه المستشفيات في الآونة الأخيرة". الخدمات البلدية تعتبر الخدمات البلدية الميزة الوحيدة التي استفاد منها سكان المحافظة حيث استطاعت بلدية المحافظة رغم حداثتها إيصال بعض الخدمات وإقامة وترسية بعض المشاريع الخدمية، إلا أن طموح الأهالي يزداد مع توسع المحافظة، مؤكدين أنهم في حاجة إلى إنارة أغلب الطرق التي تعيش في ظلام دامس، وتوصيل الإسفلت والإنارة إلى بعض الأحياء التي تفتقد لذلك رغم حاجتها مثل تصلال وحائرة السلم، وذلك لحمايتهم من غبار السيارات التي تسير في الشوارع الواقعة بين منازلهم. من جانبه، أكد رئيس بلدية المحافظة علي مسفر آل مطلق أن بلدية خباش شرعت في مشاريع سفلتة وإنارة بالخرعاء، إضافة إلى المدخل الذي روعي في تصميمه أن يكون مستوحى من التراث النجراني، مشيرا إلى تنفيذ ساحة احتفالات ومناسبات الأهالي في الخرعاء خلال هذا العام. وقال آل مطلق إن البلدية تنفذ حاليا حديقة عامة على المدخل بخباش لتكون متنفسا للأهالي، وتقع على الطريق الرئيسي للقادمين من محافظة شرورة والمسافرين عبر منفذ الخضراء الحدودي إضافة إلى مبنى لبلدية المحافظة، مضيفا أن هناك مشاريع سفلتة وإنارة وأرصفة جار تنفيذ بعضها، والبعض الآخر في مراحل الترسية بعد اعتماده، وذلك في الأحياء التابعة لخدمات البلدية، وخصوصا حي الخرعاء وتصلال والمخططات البلدية المعتمدة في خباش. وأشار إلى أن البلدية أنهت دراسة لإنشاء سوق للفاكهة ومسالخ بلدية تخدم سكان المحافظة. وأضاف أنه يجري تنفيذ مشروع لدرء أخطار السيول عن المحافظة، كما أن البلدية تتابع اعتماد الوزارة الحيز العمراني للمحافظة، وإنشاء ثلاثة خزانات أرضية كبيرة على الطريق الدولي تمهيدا لتشجيره. مكب النفايات منذ أكثر من عشر سنوات ومكب النفايات يؤرق الأهالي، فبعد أن كانت رمال المحافظة متنفسا للأهالي ومراعي خضراء تكتسي بالعشب، أضحت على شكل بحيرات من الصرف الصحي وأكوام من القمامة، ساهمت في خدش الوجه الجميل لهذه الرمال النقية. وأكد المواطن حسين آل شرمة أن وجود مرمى النفايات بالقرب من الأحياء التي يقطنها أكثر من 20 ألف نسمة، ساهم في زيادة انتشار الحشرات والقوارض التي تتجمع على مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة ونقل الأمراض الخطيرة. وأشار إلى أن موقع المرمى كان متنفسا للأهالي وممتلئا بالأعشاب الخضراء التي كانت إبلهم ترعى منه، إلا أن وجود المرمى حرمهم ذلك، حيث أصبحت مياه الصرف الملوثة والتي تتوزع على شكل بحيرات محملة بأنواع الجراثيم والحشرات عنوانا له، دون أن تتم معالجتها كيميائيا، كما أن الأمانة لم تضع حلولا عاجلة للحفاظ على صحة السكان. مشروع مياه الربع الخالي لم تكتمل فرحة أهالي خباش بإعلان وزارة المياه عن مشروع جلب مياه الربع الخالي من مركز النقيحاء التابع للمحافظة والذي يغذي جميع سكان منطقة نجران، ورغم أن المحافظة والأحياء التابعة لها شرق المنطقة هي النقطة الأولى التي يمر عليها المشروع وتعتمد على الوايتات في جلب المياه منذ أكثر من 10 سنوات، إلا أن المشروع تجاوز سكان المحافظة في أكثر من مرة، وتم ضخ المياه إلى أحياء وسط نجران عن طريق محطات ضخ تم الانتهاء منها وتشغيلها في المحافظة، فيما ذهب خيرها للغير، ولا تزال المحافظة تتلقى الوعود من مديرية المياه بالمنطقة في ضخ المياه أكثر من مرة، في الوقت الذي أكد فيه مدير عام المياه بنجران المهندس صالح مصطفى هشلان في وقت سابق أنه سيتم الضخ لأحياء شرق مدينة نجران من مشروع مياه الربع الخالي عند الانتهاء من تنفيذ الشبكات والتي هي الآن في طور التنفيذ والبعض الآخر في طور تسليم المواقع.