يعتبر وادي نيرا التابع لمحافظة المخواة الذي يتجاوز عدد قراه ال05 قرية، من أكبر أودية تهامة إن لم يكن أكبرها على الإطلاق، حيث يقع على امتداد الممر الذي يقع خلف جبل شدا الأعلى من الجهة الغربية ويمتد جنوبا حتى يتصل بوادي ناوان على تخوم الساحل الغربي. «عكاظ» زارت المركز عبر الطريق المؤدي إلى الوادي، الذي يمر بعقبة الطويلة التي افتتحها الأمير محمد بن سعود قبل ما يزيد على 20 عاما تقريبا، لكن الطريق المسفلت ينتهي بانتهاء العقبة، ليعبر أهالي الوادي الطريق من قراهم إلى المخواة أو قلوة عبر طريق ترابي وعر يخترقه مجرى السيل، ما يعني أن الأهالي يبقون تحت رحمة السيول، خصوصا في مواسم الأمطار. وبعد جولة على المنطقة التقت «عكاظ» عددا من أعيان ومعرفي وأهالي نيرا، الذين اشتكوا من ندرة الخدمات البلدية. وقال معرف قرية القياس محمد حسن ربيع، أحد أبناء الوادي، إنه يوجد مركز صحي ومجمع للمدارس للبنين وآخر للبنات، إضافة إلى مدرسة أخرى ابتدائية، مطالبا بالمزيد لخدمة قرى أسفل الوادي نظرا للكثافة السكانية الكبيرة والمسافة الكبيرة بين أقصى الوادي وأدناه، مؤكداً أن الطريق إلى قريته وعر جداً، مؤكدا حاجة أهالي القرية لشق طريق معبد يخفف معاناتهم. وأضاف أنه تم افتتاح مركز نيرا أخيراً وهي خطوة جيدة، لكن المعاناة الأكبر لأهالي الوادي هي الطريق الذين هم في أمس الحاجة إلى وجوده. وطالب كل من محمد مشعل وسعيد قشموع وعبدالله الغامدي بطريق يربط قرى الوادي بالعالم الخارجي لكون الأهالي يعبرون طريقا طويلا وغير معبد ميممين نحو المحافظات القريبة المخواة وقلوة، مشيرين إلى أن معاناة الأهالي تزداد مع هطول الأمطار وجريان السيول حين يستحيل عبور ذلك الوادي تماماً. من جانبه قال عبدالله جعري: إن المقابر في وادي نيرا مستباحة لعدم وجود أي اهتمام بها من قبل الجهات ذات العلاقة، حيث تفتقر للتسوير والإنارة، مشيرا إلى أنه يندر أن تجد مقبرة مسورة على امتداد قرى الوادي الطويل جدا. أما علي جمعان الغامدي وعطية بن أحمد وسليم حسن فشددوا على حاجة الجوامع والقرى للإنارة، حيث يقطع المصلون الطريق نحو المساجد وسط الظلام الدامس. من جانبه قال المعرف عثمان بن غرم الله ومحمد سعيد ومحمد أحمد الزهراني إن السفلتة غائبة تماما عن الطرق المؤدية إلى قراهم. إلى ذلك قال عدد من أهالي قرى الحلفة والعيص والدركة والرنف ونهاء إن قراهم كانت تابعة لمركز ناوان، ثم انضمت إلى مركز نيرا بعد افتتاحه، لكنهم لم يحظوا بالكثير من الخدمات كالسفلتة والإنارة وتسوير المقابر، مطالبين بوجود مركز خدمات بلدية في المركز لكي يقوم بتقديم خدماته للقرى المتناثرة. من جانبه قال رئيس بلدية المخواة علي المحيا إن قرى الوادي في حاجة لأن تخدم، ووعد بتخصيص مشاريع بلدية تخدم الأهالي في ميزانية هذا العام. وأضاف أن البلدية تعمل جاهدة على تلبية احتياجات المواطنين، مشيرا إلى إمكانية إيجاد مركز خدمات بلدية لخدمة الكم الكبير من القرى والسكان هناك. تنسيق لتحقيق المطالب قال رئيس مجلس بلدي المخواة عبدالرحمن حمياني، إن المجلس قام بزيارة ميدانية لقرى الوادي ورصد الاحتياجات البلدية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تنسيق مع البلدية والمركز لتقديم الخدمات للأهالي. وأضاف: زرنا الكثير من القرى والتقينا بالأعيان ومعرفي القرى والأهالي واستمعنا إلى مطالبهم وسيتم العمل على تحقيقها رغم أن قرى الوادي عددها كبير وحاجتها للخدمات كبيرة جدا.