ما إن تهطل الأمطار وتجري السيول، حتى يجدوا أنفسهم معزولين عن محيطهم الخارجي لأيام، ذلك غير الخسائر التي يمنون بها في ممتلكاتهم، هذا هو حال سكان قرى شوحطة وحسوة الواقعة في رجال ألمع، والذين طالبوا «عكاظ» بنقل معاناتهم من هذه المشكلة للمسؤولين، إضافة إلى تبيان مطالبهم في الخدمات البلدية التي طال انتظارهم لها منذ عشرات السنين، في ذات الوقت الذي اعترف فيه محافظ رجال ألمع ورئيس المجلس البلدي بوجود قصور في الخدمات وعزوا ذلك إلى تصنيف البلدية في الفئة «د»، الأمر الذي يخفض من الاعتمادات المالية المخصصة للمشاريع. محمد العرافي شيخ قبائل صلب، وأحمد بن محمد آل عبدالمتعالي شيخ قبيلة قيس، ويحي بن سعد الحياني شيخ بني زيد، أوضحوا ل «عكاظ» أن قرى حسوة في رجال ألمع بحاجة إلى العديد من العقبات وسفلتة عدد من الطرق الرئيسية والفرعية، مشيرين إلى أن الطرق تتعرض للإنهيارات الصخرية أثناء الأمطار ما أدى لتآكل الطبقات الأسمنتية، وطلبوا من رئيس المجلس البلدي رئيس بلدية المحافظة حسين علي رجب وأعضاء المجلس متابعة المشاريع البلدية التي تنفذ في قراهم، بالإضافة إلى سرعة مشاريع السفلتة والإنارة وتسوير المقابر والاهتمام بالنظافة، وإيجاد حدائق ومنتزهات وسوق شعبية وإعادة سفلتة عدد من العقبات، وإنشاء جسور استنادية تحد من كثرة الحوادث المرورية التي تشهدها تلك العقبات، مؤكدين أن هناك العديد من طلبات الأهالي مضى عليها عشرات السنين ومازالت تنتظر الإفراج عنها، كما طالبوا بتكليف عضو من المجلس البلدي للوقوف على احتياجات هذه القرى لينقلها للأعضاء. في ذات السياق، أكد كل من علي أحمد القفيلي، حسن محمد آل ذيبان، عيسى أحمد آل ناشب، زايد محمد مانع، وزايد أحمد القفيلي، أن الطريق الذي يخدم أهالي قرى جزعة ثلوث ريم، صدارة ريم، الباخه، شرزاي، غبه، يخدم نحو 5 آلاف نسمة، ويعد الرابط الوحيد بين القرى المذكورة والطريق العام المسفلت، لكنه مايزال وعرا في مسالكه مايزيد من معاناة المرضى والمسنين والأطفال، وأشاروا إلى أنهم راجعوا بلدية المحافظة في هذا الصدد إلا أن مسؤولي البلدية يفيدوننا بأن الطلبات الخاصة بقرية شوحطة ضمن أولويات الطلبات، وأضافوا: البلدية تقول هذا مع أن مراجعتنا لهم مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نسمع هذه الإجابة، مطالبين بالنظر في طلباتهم وسفلتت الطرق الفرعية المؤدية إلى بعض المنازل أسوة بالقرى المجاورة، وأشاروا إلى معاناتهم من نقل المياه على قراهم وتكلفتها العالية نظرا لوعورة الطرق وصعوبة التضاريس. مناقشة الطلبات من جهته، اعترف سعيد بن علي بن مبارك محافظ رجال ألمع بوجود نقص في الخدمات الأساسية ومنها الخدمات البلدية، مشيرا إلى أن بلدة شوحطة بحاجة فعلا إلى دعم بلدية المحافظة، وأكد أن جميع الطلبات التي تقدم بها الأهالي ستكون محل مناقشة مع بلدية المحافظة. وعزى فايع بن يحي الحياني نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة رجال ألمع هذا النقص في الخدمات إلى ضعف ميزانية بلدية المحافظة، وأضاف: هذا هو سبب قصور الخدمات وتأخر تنفيذ المشاريع البلدية في المحافظة. اعتمادات قليلة وأوضح الحياني ل «عكاظ» خلال لقاء جمع أعضاء المجلس البلدي بالأهالي ومشايخ القبائل والنواب والأعيان، وبحضور رئيس مركز حسوه عبدالله بن محمد الفقيه أمس الأول، أن تصنيف البلدية الحالي في فئة (د) لا تفي بما نطمح إلى تحقيقه، حيث نطمح لرفع فئة البلدية لفئة أعلى، وبين أن الاعتمادات المالية لهذه الفئة قليلة جدا ولا تفي بمتطلبات المحافظة والمراكز الإدارية التابعة لها، وقال: بالرغم من المطالبات المستمرة برفع فئة البلدية، إلا أنه لم يتحقق حتى الآن، ولفت إلى أن خدمات البلدية في الوقت الحالي لا تفي بالمتطلبات التي ينشدها مواطنوا المحافظة، والتي تفتقر للخدمات البلدية. وبين الحياني أن المشاريع المنفذة في المحافظة غلبت عليها العشوائية وسوء التنفيذ، مشيرا إلى أن البلدية نفذت خلال الأعوام الماضية مشاريع سفلتة للطرق الرئيسية والفرعية لكن الخدمات البلدية فيها متواضعة، مؤكدا: أعضاء المجلس البلدي لديهم اهتمام كامل بكل أجزاء المحافظة، وسبق لهم زيارة مركز الحبيل ووقفوا على بعض المشاريع التي نفذت في المركز، وتلقوا طلبات الأهالي في الحبيل وأوصوا بإيصال خدمات السفلتة، العبارات، الجدران الاستنادية، تسوير المقابر والنظافة إلى قرى وبلدات الحبيل، لافتا إلى أن محافظة رجال ألمع ومركزي الحبيل وحسوة تعاني من صعوبة جغرافيتها من قمم الجبال إلى بطون الأودية، وذلك حسب الإمكانيات المتوافرة لدى البلدية حسب الإمكانات. من جهته بين رئيس المجلس البلدي رئيس بلدية المحافظة حسين بن علي رجب، أن بلدية المحافظة تنفذ مشاريع بقرى حسوة ( ثاه، ذهبان، طريق مدرسة الرساله، النجود، ورحب)، مشيرا إلى أن تنفيذ المشاريع يتم حسب إمكانيات البلدية، مضيفا: مشاريع قرى حسوة المعتمدة في ميزانية العام الحالي 9 ملايين و540 ألف ريال، منها مشروعين لحماية وفتح الطرق الجبلية، درء أخطار السيول، وتسوير مقابر، وإنشاء مبنى لفرع الخدمات البلدية بقيمة مليون ونصف المليون، وأردف أن المجلس البلدي سيدرس كافة الطلبات التي تقدم بها أهالي مركز حسوة.