لم تعد التدخلات الإيرانية في شؤون بعض الدول الخليجية وكذلك اليمن والعراق ولبنان، خافية على أحد، إذ أصبحت هذه التدخلات من ثوابت السياسة الإيرانية والتي تحاول طهران من خلالها تصدير مشاكلها السياسية والاقتصادية إلى الخارج وإثراء الصراع الطائفي في المنطقة كما هو حاصل في العراق ولبنان واليمن. إيران لم تتوقف عن التدخل في شؤون الدول المحيطة، وهذا ديدنها، وها هي تدشن مرحلة متطورة من التدخل، حيث بدأت تتحرك في الأروقة الباكستانية وتكرر تدخلاتها من خلال تحركات مشبوهة ترغب من خلالها استقطابها وإحداث حالة عدم الاستقرار داخلها، والاستفادة من الوضع الاقتصادي المتدهور فيها والسيطرة عليها تحت غطاء شراكات اقتصادية في مجال النفط والغاز. والرد الخليجي على التدخلات الإيرانية جاء قويا ورادعا، باعتبار أن الخليج خط أحمر وأمن أي دولة خليجية من أمن الجميع. كما أن القيادة اليمنية رفضت التدخلات الإيرانية المماثلة في اليمن وأكد الرئيس هادي في أكثر من مناسبة أن استمرار طهران في التدخل في شؤون بلاده سيواجه بقوة وسيكون قاسيا إذا ما لم تغير طهران من موقفها وأن صنعاء لن تظل مكتوفة الأيدي إذا لم تغير إيران سياساتها وتدخلها في الشؤون الداخلية لليمن. وعليه يجب أن يتحرك عقلاء باكستان للحد من السيطرة الإيرانية ووقف تمددها في باكستان واتخاذ موقف موحد من أجل تحجيم طهران وإيقافها وهذا لن يتحقق إلا من خلال توافق جميع القوى الباكستانية لردع إيران حتى لا تفكر أن تتدخل في شؤونها وشؤون أي بلد عربي أو إسلامي مستقبلا.