في منزل مهترئ، جدرانه من الطوب المخلخل، وسقفه بالكاد يحجب شعاع الشمس، وفي الداخل يتشارك سكانه الحياة مع القطط والقوارض. يعيش السبعيني العم صالح في غرفة متهالكة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، فأرضيتها من الأسمنت المتشقق وجدرانها من الطوب المهترئ ، فيما سقفها من قطع البلاستيك وقطع الشراع. حيث جاء العم صالح لمدينة جدة منذ أكثر من 56 عاما وعاش فيها وتزوج وأصبحت له عائلته المكونة من 13 فردا، فيما أصبح لا يقوى على الحراك إذ أصابه العمى والفشل الكلوي. وذكر العم صالح أن الدخل الذي يؤمنه أبناؤه لا يفي بمتطلبات الحياة، بالتزامن مع غلاء المعيشة، مضيفا أن المنزل الذي يقطنه وأسرته لا يصلح لحياة بني البشر فالقطط والقوارض تشاركهم الحياة وتتقاسم معهم الغذاء الذي يجود به أهل الخير عليهم. «عكاظ» تعمقت داخل منزل العم صالح وعاشت معاناته، ويروي ابنه (سعود) قصة معاناة والده مع المرض وقصة حالتهم المأساوية الصعبة قائلا «أنا وإخوتي ولدنا هنا، وأبلغ الآن ما يقارب الثلاثين من عمري، أعمل براتب زهيد لا يتجاوز ال(500 ريال) ونعيش في منزل يقارب السقوط أعمدته من خشب، وسقفه لا يحمينا من المطر، والدي مقعد ومصاب بالعمى ويحتاج مبالغ كبيرة لإجراء عملية جراحية تعيد له نظره، بالإضافة إلى أنه مصاب أيضا بالفشل الكلوي، لا ينام سوى ساعتين في اليوم وهذا هو الوقت الوحيد الذي يرتاح فيه من الآلام». وتابع القول «المنزل يحتاج إلى صيانة وإعادة ترميم، تشققات كبيرة في جدرانه الداخلية، يحتاج إلى إعادة بناء، فضلا عن تهالك التوصيلات الكهربائية الداخلية التي تشكل خطرا على حياتنا، ووالدي رجل كفيف في العقد السابع من عمره ويرغب في الشعور بالأمان داخل البيت الذي يعيش بين جدرانه، خصوصا أنه حال سقوط جزء من المنزل قد يخلف آثارا سيئة على الأسرة، إذ إن والدنا لا يستطيع الحركة بشكل طبيعي، لذا من السهل تفادي التعرض لمثل هذه الظروف الصعبة حال صيانة البيت والتأكد من قدرته على التحمل.