على صفيح ساخن يعيش منسوبو وزارة الصحة من سكان «إسكان مستشفى الملك فهد» في جدة إثر تكرار مشكلات البنية التحتية في عمارات الإسكان من سباكة، كهرباء، وقدم في المباني، والتي يقطنها الأطباء وبعض موظفي الوزارة، إذ تسبب عدم صيانة السباكة في بعض المنازل إلى اصطفاف الأسر أمام دورات المياه المتاحة لها على شكل طابور صباحي أشبه بمقطع من فيلم «زوج تحت الطلب» للفنان عادل إمام حين يقف في طابور أمام دورة مياه في عمارة سكنية تعاني من نقص المياه. وقبل ما يقارب الشهر من الآن، وتحديداً في مطلع ذي الحجة الماضي، بدأت تسريبات المياه في دورات المياه لأحد المباني السكنية، الأمر الذي دفع السكان إلى تقديم طلب صيانة لها، فوجدوا وعوداً لم تنفذ، ومماطلات من قسم الصيانة في إسكان المستشفى. واستمر الوضع على ما هو عليه من تسريب للمياه حتى آخر الأسبوع الماضي، إذ استيقظ الدكتور خالد الغامدي في الساعة الرابعة فجراً على صوت سقوط سقف حمام شقته قبل أن ينهار نصف سقف الحمام الآخر، الأمر الذي جعل أسلوب حياة الغامدي وعائلته قريباً من العيش «على صفيح ساخن». ويضطر الغامدي وأبناؤه الأربعة إلى الاصطفاف في طابور صباحي «منزلي» قبل ذهابهم إلى المدرسة كل صباح أمام دورة المياه الوحيدة الصالحة نوعاً ما للاستخدام بنصف سقف متبق تخلى عنه النصف الآخر قبل أيام عدة. وقال الغامدي: «ترددي على موظفي الصيانة لم يجد نفعاً، وعند إخطاري لأحد العاملين في صيانة السكن برغبتي في تقديم شكوى، أجابني بالقول: «تبغى تشتكي روح لأي مكان». ولا تختلف حال أحمد الزهراني عن حال الدكتور الغامدي، فوضع منزله لا يختلف عن جاره الآخر. ويقول الزهراني: «كل شيء في السكن لا يصلح، فمشكلة تسريب المياه على الأسقف متكررة، وقد أصلحت الشركة قبل أربعة أشهر بعض المشكلات، ولكنها عاودت التكرار مجدداً حتى سقطت أسقف دورات المياه، إضافة إلى وجود القوارض التي تعيش فيها، ونسمع أصواتها عندما تمشي بأسراب في الليل، فالوضع في السكن مأسوي وأكثر ما يخيف هو سقوط المبنى علينا». من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود ل«الحياة» عدم تلقيه ملاحظات عن الصيانة في إسكان مستشفى الملك فهد، موضحاً أن صيانة السكن من مسؤوليات إدارة المستشفى. وقال مدير صحة جدة إنه في حال تأكد وجود مشكلات في الصيانة والبنية التحتية المتهالكة في إسكان المستشفى ستتم محاسبة الشركة المسؤولة عن الصيانة جراء تقصيرها. بدوره، أكد مدير الصيانة العامة في مستشفى الملك فهد العام المهندس أحمد التركستاني ل «الحياة» وجود مشكلات في البنية التحتية كاملة للمستشفى، وأن غالبية المباني في المستشفى «معدومة». وأوضح المهندس التركستاني أن الوزارة طرحت منافسة قبل فترة لترميم المباني، فكانت المبالغ المقدمة مبالغ كبيرة فأجلت المنافسات لفترة بسيطة لتعديل بعض الاشتراطات لتنزل مرة أخرى في منافسة جديدة. وأضاف: «عدد من المباني قديم جداً، والبعض الآخر أخلي من السكان لعدم صلاحيته للسكن، ومشكلة سقوط الأسقف كانت بسبب تسريبات المياه المتجمعة فيها بعد تسربها من السقف و تجمعها فيه، إضافة إلى أن غالبية السكان غير المتضررين من التسريبات يرفضون فتح منازلهم لتتم عمليات الصيانة بها».