لا يضجر أهالي العوص التابعة لمحافظة ضمد بجازان من الظلام الذي يلف قريتهم، بالقدر الذي يرهقهم البحث عن الخدمات الأخرى ولا يجدونها، مما تسبب لهم في معاناة نفسية سيئة، خاصة أن القرية التي يجاورها مشروع مياه للمحافظة لا تشرب منه، كما تشهد انعدام النظافة وسط طرق ترابية. وفيما طالب الأهالي (حسب شيخ القرية الشيخ إبراهيم عامري) من إدارة المياه سرعة تركيب العدادات ليستفيدوا من مشروع المياه الذي أقيم على أرض بجوار القرية تبرع بها فاعل خير من القرية، أشار إلى أن ضمد هي المستفيدة من المشروع ولم تستفد القرية من أي قطرة ماء. ولا يتوقف الحال عند هذا النقص، بل الخطوط الترابية تشغل بال الأهالي كثيرا، خاصة (الحديث للعامري) أن هذه الرمال تتسبب في كثير من الخلل البيئي سواء على صعيد النظافة في القرية أو المساعدة في انتشار البعوض والحشرات. وعلى الرغم من أن إدارة الطرق بجازان سارعت لإنشاء طريق للقرية إلا أن المسار يشكل اعتراضا من قبل الأهالي، والذين يرون (حسبما يضيف العامري) أنه نفذ في غير محله؛ لأن السيول ستجرفه في يوم ما، وستضيع كل الأموال التي أنفقت لتعبيده، وسبق أن تحدثنا مع إدارة الطرق وأبلغنا مديرها بكل السلبيات في حال تنفيذ الطريق، والواجب تعديل المسار، كما رفعنا شكوى لأمير المنطقة، وأكدنا أن الطريق بدأ يبتعد عن القرية ويتجه للجنوب الشرقي، وطالبنا بإعادته لمساره الصحيح. ويعترض شيخ القرية على بناء استراحات تحت أبراج الضغط العالي، مطالبا بالتدخل العاجل بدلا من حدوث ما لا يحمد عقباه. ويتساءل نائب شيخ العوص حمد يحيى إبراهيم عن السبب في عدم الاستفادة من أرضية الوقف الخيري التي تقع جنوب القرية والتي سلمت لإدارة أوقاف جازان قبل سنوات، حيث يقول: «كان من المفترض الاستفادة منها واستثمارها بمشروع حيوي يعود بفوائد، بدلا من حاله حاليا، حيث تحول هذا الوقف لمكب نفايات مهمل». ويبدو أن مشهد النفايات وهي تملأ القرية بات يقلق الأهالي ومنهم موسى عامري وموسى عبده عامري، الأمر الذي يثير الحيرة في عزوف عمال النظافة عن الوصول للقرية، فيما يتخلص مربو المواشي من حيواناتهم النافقة في مكب مجاور للقرية، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة مع تحلل تلك الحيوانات. فيما يطالب عابد يحيى دايلي بوضع حد لحماية مقبرة القرية القديمة والتي أصبحت ممرا للحيوانات السائبة لعدم وجود سور يحفظ كرامة موتاهم، مضيفا: «في شرق قرية العوص أرض (دار الفتاة) من أملاك الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بضمد تحتاج إلى مبنى وهم ينتظرون في أي وقت بناءه». ويؤكد إبراهيم محمد دايلي أن أكثر من 250 طالبا وطالبة يواجهون المخاطر يوميا بذهابهم إلى مدارسهم سيرا على الأقدام، فيقطعون المسافات الطويلة من بين الأشجار إلى القرى المجاورة الطاهرية وخضيرة، مما يتسبب أحيانا في حوادث مرورية، والسبب عدم توفير سيارات لتنقلهم من وإلى المدارس. البلدية: النظافة قائمة وأمام كل تلك المطالبات التي تنقص العوص، رفض رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي الاتهامات بشأن نقص خدمات النظافة، قائلا: «نظافة قرية العوص يدخل ضمن عقد النظافة بضمد ويقوم المقاول بتنظيفها بصفة دورية وفق الخطة المعمول بها ويتم متابعتها من قبل البلدية»، مشيرا إلى أن سد الحماية الذي تآكل من جوانبه نتج عن التجريفات التي أحدثها مقاول خزانات التحلية المنفذة من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالشقيق وقد تم تنبيهه على ذلك ومطالبته بإعادة ما أحدثه من تجريفات بالسد وتجري متابعة ذلك. وأوضح أن القرية متصلة بضمد عبر طريق مسفلتة وتمت سفلتة شوارع بعض الأحياء وهناك أحياء بدون سفلتة وأدرجت ضمن المشاريع المستقبلية. أما وجود الحيوانات النافقة المتناثرة حول المنازل أضاف المهندس الحربي تم التخلص منها من قبل مقاول النظافة فورا والسبب لوجودها هو وجود حظائر، وتم تشكيل لجنة عن طريق المحافظة وتقوم بإزالتها ونقل تلك المواشي إلى مواقع بعيدة عن النطاق العمراني، أما المقبرة التي تحتاج إلى تسوير فعندما يتم التثبت أنها مقبرة وتحدد على الطبيعة من قبل أهل الخبرة سيتم استلامها وإدراجها ضمن المشاريع المستقبلية.