يتذكر أهالي قرى ضمد في جازان سيول عام 1421ه جيدا إذ خلفت في ذلك الوقت ما لم تستطع الذاكرة نسيانة. ويتذكر الأهالي أيضا اللجنة التي شكلت في حينه من وزارة الشؤون البلدية والقروية، الدفاع المدني، الزراعة، النقل وإمارة منطقة جازان من أجل وضع حلول عاجلة ودراسة الموضوع من كافة جوانبه وإيجاد الحلول الهندسية اللازمة لحل تجنيب قرى الجهو، الحرجة، القائم القمري، المحباسة وحلة القيوس مخاطر السيول. وخلصت اللجنة قبل نحو عشرة أعوام إلى إيجاد مخططات سكنية في مواقع مرتفعة لا تتأثر بمياه السيول تعتبر الامتداد العمراني المستقبلي مع تزويدها بالخدمات الأساسية، هناك العديد من القرى مشابهة لوضع قريتي الجهو والحرجة نتيجة وقوعها وسط أراضي زراعية تسقى من وادي ضمد ترى اللجنة إمكانية معالجة وضعها، نقل حلة القيوس والمحباسة إلى مواقع آمنة. وتعد السيول المسبب الرئيس في كشف مدى قوة مشاريع درء أخطار السيول من عدمها وفي ضمد والحمى يرى السكان سوء تنفيذ في المشاريع حيث اتضح بعد مداهمة السيول لها إنها لا تستطيع المقاومة وسقطت في امتحانها الأول، ورغم الاقتراحات التي قدمها المجلس البلدي في ضمد عند انعقاده برئاسة أحمد بن علي حمود حبيبي إلا أن سد وادي ضمد الشهير انهار ولم تفلح الاقتراحات. احمد محبوب وحسين المدير وحسن الشمهاني استغربوا من هشاشة المشروع الذي لم يصمد أمام أول سيل، وأكدوا أن هناك خللا في التنفيذ وعدم التزام المقاول بمعايير البناء السليمة مطالبين بمحاسبة من قام بعمليات الترميم اللاحقة وذكر المزارع حسن حبيبي بأن قرية الحمى تنتظر كارثة من السيول إذا لم ينظر إليها ويعمل لأوديتها حواجز قوية. رئيس المجلس البلدي في ضمد أحمد بن علي حمود يقول: «عندما بدأ السيل يجرف مشروع درء مخاطر السيول اصطحبت رئيس بلدية ضمد لمعاينة ما حدث، وتم اتخاذ محضر بما حصل من انهيارات وأضرار في المشروع» قرى ضمد على أرجوحة السيل وتعاني قرى الطاهرية وأبو حدابة والجبلية والسليل وجريبة من غياب مشاريع درء أخطار السيول ويطالب الأهالي بحلول جذرية للسيول المزمنة بدلا من العقوم الترابية الهشة والسدود الضعيفة، ويرى المواطن حسن رشيد أن الحل في تنفيذ مشاريع سدود ذات مواصفات عالية، وبالرغم من مطالب الناس في قرى ضمد إلا أن الخطأ يطال عددا منهم، إذ شيدوا في مجاري السيول والأودية على مرأى ومسمع من بلدية ضمد والدفاع المدني مخاطرين بأنفسهم وممتلكاتهم ظانين بأن السيول يوقف تدفقها في هذه المجاري، إلى جانب أن مشاريع السفلتة والإنارة المنفذة من قبل بلدية ضمد والتي شقت الأودية ومجاري السيول والأمطار، وكذلك مشاريع مضخات المياه التي تغذي بعض القرى والتي نفذت في بطون الأودية ومجاري السيول المتدفقة من المرتفعات الجبلية فمشروع ماء الحرجة وسبع قرى أخرى دائما ما تجرفه السيول ويتسبب في انقطاع الماء عن هذه القرى لشهور بسبب تنفيذه في بطن وادي ضمد ومشروع سفلتة طريق القمري ضمد الذي دمرته السيول بالكامل بعد الانتهاء من عملية السفلتة رغم التحذيرات من المواطنين والعارفين من أصحاب الخبرة إلا أن هناك إصرارا على تنفيذ المشروع مرة أخرى وبنفس الطريقة، أما الورش والمحال التجارية والتي تقع في المجرى أدت إلى سد منافذ السيول مما يؤدي إلى ارتداد المياه إلى وسط مدينة ضمد.