دفع التراجع المريب لمستوى النجم الشاب يحيى الشهري هذا الموسم كثيرا من المدربين الوطنيين لانتقاده ووضعه داخل قفص الاتهام في محاكمة «عكاظ»، إذ وجهوا له مجموعة منهم وهم عبدالعزيز العودة وفهد الحمدان وسلطان خميس وسمير هلال التهم إزاء إخفاقه في الحفاظ على تألقه الذي بدأ به مشواره مع النادي الشرقي والمنتخب الوطني، وانقسموا حول المسببات التي كانت وراء ذلك ما بين إغراءات العقود الضخمة وتحقيقه شهرة كبيرة والإصابات التي تهدد مشواره الرياضي، وأجمعوا على أنه مطالب بمراجعة حساباته جيدا والتفكير بما هو أهم ويحقق له المصلحة والقدرة على الاستمرار بتميز في مشواره الرياضي. ضحية العقود يرى المدرب الوطني عبد العزيز العودة أن مستوى الشهري ذهب ضحية لتوقيع العقود الضخمة، وقال لاشك أنه من أبرز نجوم الكرة السعودية الذين استبشرنا خيرا ببروزهم ولكن الملاحظ عليه أن مستوياته بدأت بالتذبذب وبدأ تأثيره على عطاء فريقه ينخفض فلم يعد بصانع الألعاب الذي يعول عليه كثيرا، وربما أنه ذهب ضحية كغيره من اللاعبين لمقدمات العقود التي يحصلون عليها فقتلت رغبة العطاء والطموح في أنفسهم». وطالب العودة من الاتحاد السعودي التدخل لإنقاذ الأوضاع قائلا «لقد فقدت كرتنا مواهب مميزة نتيجة للعقود التي قتلت طموحهم وهنا يجب على الاتحاد التدخل من خلال إصدار قرار بمنع احتراف اللاعب السعودي ما لم يتجاوز عمره 24 عاما بعد أن يقدم مستويات ثابتة يقنع بها مسؤولي الأندية بالتوقيع معه بالإضافة إلى أن هذه السن يكون من خلالها اللاعب قد وصل لمرحلة فكرية تساعده على التعامل مع التغيرات التي يحدثها الاحتراف في حياته بدلا من إضاعة المواهب، ولنا عبرة في غير يحيى من النجوم أمثال نواف العابد ومصطفى بصاص وعبدالرحيم جيزاوي وغيرهم الكثير». محاكمة ذاتية في المقابل، قال المدرب الوطني فهد الحمدان «إن اللاعب مطالب بمحاكمة نفسه بالبحث في مسببات هبوط مستواه، من ناحية فنية تمكنه من العمل على علاج القصور في أدائه»، وأضاف يعد الشهري من اللاعبين المميزين الذين يثيرون الإعجاب لما يمتلكه من إمكانيات فنية عالية وقدرة مميزة على صناعة اللعب ووضع الكرات السهلة للمهاجمين ولكن الملاحظ عليه انخفاض مستواه قياسا بما كان عليه سابقا، وأعتقد ان هناك مسببات تقف وراء ذلك يأتي من أهمها انخفاض عطاء الفريق الاتفاقي كمجموعة فبالتالي قل عطاؤه واختفت إمكاناته الفنية العالية التي يتمتع بها يضاف إلى ذلك انشغال ذهنه بما يتردد بين فترة وأخرى بتلقيه عروضا ضخمة من أندية مختلفة والتي أسهمت في تشتيت ذهنه فضاع تميزه. مستواه الطبيعي ويؤكد مدرب الفريق الكروي الأول لنادي الكوكب سلطان خميس أن هذا هو المستوى الحقيقي ليحيى الشهري حتى وإن برز في فترة من الفترات، فشهد عطاؤه انخفاضا كبيرا من الموسم الماضي بعكس بداية ظهوره الذي كان للحاجة إليه دور لوصوله لتمثيل الفريق الأول، وربما ذلك عائد لاختلاف النواحي التدريبية وتنوع الطرق بين مدرب وآخر مع غياب التقييم والمحاسبة بالإضافة للضغوط الإدارية والجماهيرية والإعلامية الواقعة عليه، ولعل أكثر ما يؤخذ عليه ميله للاستعراض ما يسبب بقتل الهجمات بتأخيره للكرة، ثم يأتي عدم قدرة يحيى وغيره من اللاعبين على التعامل مع التغيرات الاحترافية والتي أسهمت بشكل مباشر بتشتت تركيزهم وانخفاض عطائهم من خلال تلقيهم عروضا لا تحمل الصفة الرسمية. الاتفاق السبب وبدوره، خالف المدرب الوطني سمير هلال كل من أكد هبوط مستوى يحيى الشهري «أخالف كل من أكد هبوط مستوى يحيى فالمنصف يعلم أن الفريق الاتفاقي قد حدثت له تغييرات في غالبية المراكز ففقد نجوما متفاهمة ومنسجمة فبالتالي أثر ذلك على عطاء الفريق ككل فظهر متذبذبا وهذا ما جعل يحيى يظهر بهذه المستويات المتذبذبة وخاصة متى ما علمنا أن الفريق الاتفاقي يعتمد على اللعب الجماعي ولا يعتمد على نجم بعينه ثم لا ننسى أمرا مهما قد يسهم في هبوط مستواه فهو لاعب مميز ولاعب دولي ومع ذلك جدد عقده بمبلغ يعد بخسا قياسا بغيره من اللاعبين، وأعتقد أنه وفي ظل هذه الثورة لعقود اللاعبين فمن الطبيعي أن يسيطر ذلك على تفكيره فيؤدي لانخفاض عطائه وتأثيره على الفريق أحيانا وهناك أمر هام قد يجهله البعض فيحيى غاب أياما عن فترة إعداد الفريق في معسكره الخارجي نتيجة لخضوعه لعملية جراحية في عضلات البطن وهذا ما أثر عليه ومع ذلك استطاع العودة وهذا ما يحسب له». وأضاف هلال «يحيى لم يجد المدرب القادر على إظهار إمكانياته العالية بالإضافة لبعض العيوب المتواجدة فيه، ومن خلال قربي من يحيى ومعرفتي به فإنه مع الأسف لم يجد المدرب القادر على جعله يظهر أحسن ما عنده من خلال تقييده بمركز وواجبات محددة وهذا ما نقلته حرفيا خلال عملي مع الجهاز الفني الاتفاقي وطالبت بإشراكه في مركز المحور أحيانا أو تركه لاعبا حرا ولكن ... كما كان له عيب وهو ميله للعودة بالكرة للخلف ولكن المدرب الزواوي نجح وبدرجة كبيرة في السيطرة على هذا العيب، كما أنه يعاني من الخوف من الاحتكاك والتلاحم الجسدي خاصة في المباريات المشدودة، والشيء الهام كذلك والذي كثيرا ما وجهته ليحقق البروز المطلوب هو أن يحاول تسجيل الأهداف وقلت له بالحرف الواحد لن تبرز ولن تكون لك تلك القيمة الفنية ما لم تحاول التسجيل». واختتم هلال حديثه «يحيى كغيره من اللاعبين السعوديين الذين تجد مستوياتهم غير ثابتة فمرة في الأعلى ومرة دون ذلك، وإحقاقا للحق فإنه لا يوجد لاعب سعودي يستطيع المحافظة على مستواه ثابتا في خمس مباريات متتالية وما ينطبق عليهم ينطبق على يحيى الشهري».