منيت فرق الأهلي والاتحاد والاتفاق بخسارة منازلاتها المؤجلة أمام التعاون والفتح والنصر.. فما أسباب خسارتها؟ وهل كان لخروجها الآسيوي دور مؤثر فيها؟ أم أن للصفقات المدوية التي نجح فيها فريق الأهلي بتعاقده مع المدافع الدولي أسامة هوساوي وكذلك الفريق الاتحادي الذي ظفر بخدمات اللاعب أحمد الفريدي بمبالغ ضخمة بالإضافة لما كان يتردد بالنسبة للفريق الاتفاقي عن انتقال نجميه يوسف السالم ويحيى الشهري دورا مؤثرا في تقهقر مستويات هذه الفرق وبالتالي خسارتها .. سنتعرف على كل ذلك من خلال حديث بعض المدربين الوطنين ل «عكاظ»: الكميخ: الخروج الآسيوي أثر المدرب الوطني علي كميخ يؤكد على أن النتائج أنصفت الفرق الفائزة: «لعل الشيء الجميل في نتائج المباريات المؤجلة أنها أنصفت الفرق الفائزة التي لعبت وكانت في قمة حضورها وبالتالي استحقت النقاط عن جدارة واستحقاق فالتعاون والفتح والنصر استحقت الفوز نتيجة لتقديمها مهر النقاط وخاصة الفريق النصراوي الذي ظهر بمستوى مميز لم يقدمه من مواسم». واستطرد كميخ «لاشك أن الفرق الخاسرة هي ضحايا الخروج الآسيوي ما أثر فنيا ومعنويا وماديا على مسيرتها وبالتالي عدم ظهورها بمستويات مقنعة نظرا لحالة الإحباط التي ما زالت تؤثر على اللاعبين جراء ذلك الخروج». وحول تأثير الانتقالات والصفقات على تلك النتائج أكد كميخ أن الحراك سيكون له تأثير سواء من نواح إيجابية أو سلبية على الفرق: «الحراك والانتقالات والصفقات المعلنة هي أمور طبيعية في عالم الاحتراف وبالتأكيد سيكون لهذا الحراك تأثيره المباشر إيجابيا أو سلبيا من نواح مادية ومعنوية ونفسية قد تقع على اللاعبين وهذا ما يتطلب من الجانب الإداري السعي لإبعاد تأثيره على بقية اللاعبين من خلال العمل على تلافي المشكلات المادية سواء للاعبين الجدد أو اللاعبين القدامى الذين سيتأثرون كأمر طبيعي من هذه الصفقات متى ما كان لهم حقوق لم تسلم ما سيخلق فجوة قد تؤثر على سير الفرق في استحقاقاتها». خميس: ثقافة التأجيل سائدة من جانبه، يرى مدرب فريق الكوكب الكابتن سلطان خميس أن هذه الفرق لم تقدم ما يشفع لها بالفوز ويضيف «ظهرت الفرق المذكورة بمستويات باهتة ولم تقدم ما يشفع لها بالفوز كنتيجة حتمية على تأثير تأجيل المباريات على سير ورتم الفرق؛ لأنه أدى لإرباك عمل وخطط الأجهزة الفنية فكان الإخفاق على كل المستويات لأننا وللأسف ما زلنا نعيش بثقافة التأجيل فمشاركة الفرق الخارجية لا تعني بالضرورة تأجيل لقاءاتها فالفريق الكوري حقق اللقب الآسيوي ولم تؤجل له مباريات كحال فرقنا، فمن هنا يحب أن نبعد تأجيل المباريات عن أذهاننا والفريق الذي لا يملك القدرة على المشاركة الخارجية عليه أن يعتذر». ووجه خميس اتهامه لمدرب الفريق الأهلاوي جاروليم الذي عد فريق التعاون سهلا فأراح لاعبيه فوقع في المحظور «لا شك أن مسؤولية الخسارة الأهلاوية أمام فريق يصارع في المؤخرة تقع على كاهل مدربه الذي عد فريق التعاون سهلا وأن نقاطه مضمونة فخسر لأنه باعتقادي ركز كل تفكيره على لقاء الهلال فأشرك البدلاء الذين كانوا عالة على الفريق، أما فريق الفتح فواصل مستوياته الجيدة ولم يكن فوزه على الاتحاد مستغربا، وبالنسبة للنصر فقد استحق الفوز على الاتفاق وبجدارة». وشدد خميس على تأثير الصفقات على بقية اللاعبين «بالتأكيد سيكون لها تأثير نفسي ومعنوي على بقية اللاعبين ممن لهم حقوق لم يستلموها والغريب أن أنديتنا تدعي الفقر وتجلب صفقات بمبالغ خيالية في وقت كان يجب عليها استثمار هذه المبالغ في دعم البنى التحتية والاهتمام بالمراحل السنية ومنح العاملين حقوقهم». وأضاف ملاحظة على بعض الفرق التي ذهبت للتقليل من شأن لاعبها المنتقل «إذا غضضنا الطرف عن المبالغ المدفوعة للاعبين المنتقلين فإننا نواجه أمرا غريبا يدور في أنديتنا فبعد انتقال هوساوي والفريدي من الهلال وجهت إليهما الاتهامات والتقليل من شأنهما وكأن الإدارة الهلالية توجه رسالة قوية لبقية اللاعبين أن من لم يجدد معنا فإن التقليل منه سيكون مصيره وكأنهم أخذوا صكوكا على اللاعبين في وقت كان يجب عليها تقديم الشكر لهما لما قدماه للفريق بدلا من شن حرب ضدهما فما حدث منهما يمثل الاحتراف ومتطلباته». أنور: الأهلي والاتحاد محبطان بينما يرى المدرب الوطني فؤاد أنور أن الأهلي والاتحاد ما زالا متأثرين من الخروج الآسيوي «أتوقع أن هول الخروج الآسيوي لفريقي الأهلي والاتحاد ما زال له تأثيره على أداء اللاعبين وحالة الإحباط التي تسيطر على تفكيرهما، أما بالنسبة للاتفاق فمن وجهة نظري أن مستواه لم يكن مقنعا حتى في المباريات التي كسبها ولم أره بمستوى جيد سوى أمام الشباب فقط ولا ننسى المستوى المميز الذي قدمه النصر دفاعا وهجوما أجبر الاتفاقيين على الخسارة». وحول الصفقات وتأثيرها قال «لاشك أن الانتقالات أثناء الموسم تؤثر على الفريق فتظهر المشكلات بين اللاعبين لأنهم بشر يهمهم أخذ حقوقهم التي أجلت ومنحت لغيرهم». الغراب: البدلاء خذلوا فرقهم في المقابل، يؤكد المدرب الوطني عبدالله غراب على أن هذه الفرق لم تقدم المستويات المأمولة لتحقيق الفوز «ويجب ألا نهضم حق الفرق الفائزة التي قدمت أداء منحها الفوز والنقاط الثلاث بعكس الأهلي والاتحاد والاتفاق الذين لم يقدموا ما يشفع لهم بالخروج ولو بنقطة، ربما كان ذلك عائدا للإصابات والغيابات في صفوفهم بعد أن كان تركيزهم على مشاركة الأساسيين في البطولات الخارجية وعندما احتاجوا البدلاء لم يقدموا المطلوب منهم لبعدهم عن أجواء المباريات». وأضاف غراب «إن هذه الفرق ما زالت متأثرة بنتائجها الآسيوية وربما تحتاج لوقت لتستعيد توازنها». ولم يقلل غراب من تأثير صفقات الفرق على بقية اللاعبين «بالتأكيد سيكون لجلب لاعبين من خارج أسوار النادي بمبالغ كبيرة تأثيره النفسي السيء على بقية اللاعبين والعاملين في النادي». الشريدة: تسديد الديون أولا ويرى مساعد مدرب فريق الشباب بنادي الهلال الكابتن راشد الشريدة أن الفرق الخاسرة استحقت الخسارة فهي لم تقدم مستواها المعروف الذي يمكنها من الحصول على النقاط: «الفرق التي خسرت تستحق الخسارة لأنها لم تقدم مستوى يؤهلها للفوز وبالتالي فإن الفرق الكاسبة قدمت مستويات جيدة مكنها من اغتنام النقاط ولعل هذه النتائج المتقلبة وغير المتوقعة أحيانا في الجولات هي من أعطت الدوري سخونة ومتابعة فلم يعد هناك فريق كبير مسلم له الفوز وأصبحنا نرى أن الفرق الصغيرة هي من تحرجها وتطيح بها». وأضاف الشريدي «بلا شك أن الخروج الآسيوي لهذه الفرق كان له تأثيره الواضح على عطاء اللاعبين نفسيا ومعنويا لشعورهم بضياع حلم تحقيق بطولة خارجية وبالتالي انعكس ذلك على مستويات الفرق ونتائجها». وعن الصفقات قال «المستغرب أن الأندية تؤخر حقوق اللاعبين والعاملين فيها بحجة العجز المادي ثم تفاجئ الجميع بجلب لاعبين بمبالغ تكفي لتسديد حقوقهم لسنوات وحجتهم في ذلك أن أحد أعضاء الشرف هو من تكفل بالصفقة ربما بحثا عن الشهرة في وقت كان يجب عليه دعم خزينة النادي وحل مشاكله ومشاكل العاملين فيه ماديا، وبلاشك فإن اللاعب الذي لم يستلم حقوقه سيتأثر أداؤه وهو يرى غيره جلب بمبلغ كبير وهو حرم من حقه». هلال: الاتفاق الأكثر تأثرا وأخيرا كان للمدرب الوطني سمير هلال رأيه الذي قال فيه إنه يجب أن نتساءل عن الفرق التي فازت ولا نتساءل عن الفرق التي خسرت «لا يجب أن نسأل ونبحث عن أسباب خسارة هذه الفرق وكان من الأجدى أن نبحث عن استحقاق الفرق الفائزة بالنقاط، فالتعاون أنصفته النتيجة التي طالما هربت منه برغم تقديمه لمستويات رائعة في مباريات خسرها فكان الأهلي ضحيته فربما أشغلتهم صفقة أسامة هوساوي من التفكير بالمباراة، أما الفتح فيعد ظاهرة بثقة لاعبيه في أنفسهم وامتلاكهم لثقافة الفوز التي تؤهلهم للعودة وقلب تأخرهم في بعض المباريات إلى تقدم وفوز، وبالنسبة للنصر فقد قدم واحدة من أجمل مبارياته في ظل غياب تام من الفريق الاتفاقي». ولم يقلل هلال من تأثير الخروج الآسيوي على الفرق «بكل تأكيد فإن الخروج الآسيوي قد أثر على نفسيات ومستويات اللاعبين وإن كان الاتفاق هو الأكثر تأثرا لأنه قابل فرقا ضعيفة تعد فرق الوسط في الدوري السعودي أقوى منها فكانت صدمة ضياع البطولة المضمونة كبيرة على لاعبيه، والحال ينطبق على الفريق الأهلاوي الذي لعب النهائي ونال الترشيحات فحدثت الخسارة ولعل الاتحاد هو الأقل تأثرا بحكم أنه حقق البطولة الآسيوية». وعن الصفقات الكبيرة للأهلي والاتحاد وما يتداول عن السالم والشهري في الاتفاق رد «بلا شك أن تلك الصفقات لها تأثيرها خاصة للاعبين الذين لهم حقوق أو للاعبين الباحثين عن تحسين مبالغ احترافهم وهذا أمر طبيعي يدور في كل نفس بشرية».