عزيزي سعادة رئيس الاتحاد السعودي.. أيها «الرجل الأنيق» أحمد عيد لا يكفي أنك تمتلك رؤية ثاقبة لمستقبل كرة القدم لتعيدنا للمسار الصحيح، ولا يكفي أن تكون لديك أهداف واضحة تسعى لبلوغها فإن النجاح سيأتيك على طبق من ذهب، ولا يعني أنك صاحب خبرة ودراية تغلفها باستراتيجيات إدارية وفنية، وتوثقها بخطط متوازية أطوارها تجعلك رجلا ناجحا، ومهما كانت أدواتك الميدانية والفكرية القادرة على تنفيذ كل ما دونته على أوراق برنامجك الانتخابي ما لم تفرض شخصية «هيبة» اتحادك على الجميع بداية مع أعضاء الاتحاد ومرورا بأمانة الاتحاد والانتهاء بالسكرتارية وما أدراك ما السكرتارية، واعلم يا سعادة الرئيس أن معظم النار تأتي من مستصغر الشرر، فإذا استطعت تحقيق تلك المعادلة اسمحلي أن أهنئك مقدما وارفع لك القبعة على أنك أصبحت الرئيس الذي تبحث عنه أحلامنا النرجسية. ومن بين المهارات المكتسبة التي تساعدك على تحقيق ما تصبو إليه التحلي بالصرامة الحميدة لتعينك على إنجاح العمل، فهي ليست في كل الأحوال صفة سلبية فهناك من المواقف ما يجعلها أن تكون ضرورة ملحة للضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه من العابثين بخصوصية اتحاد الكرة، فهناك من هدفه زعزعة كرسيك وبعثرة أهدافك وإحراج زملائك أمام الراي العام. فما حدث من تسريبات لقرارات أول اجتماع «تفاعلي» للاتحاد السعودي وإيصالها لوسائل الإعلام قبل موعدها ما هو إلا بداية الحرب الباردة لإجهاض جهودكم وحرصهم على تصويركم على غير حقيقتكم وإظهار اجتماعاتكم بأنها مخترقة ومهزوزة وتفتقد إلى الهيبة الإدارية التي ينشدها محبو الرياضة على طريقة «هذا أنتم اخترتموه». لذا يجب فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسبب في هذا التشويش وإثبات أن الاتحاد السعودي الجديد له خصوصيته التي يجب على الجميع احترامها والمحافظة على سريتها. فتسريب معلومات اجتماع قبل نهايته لا نفهم منه إلا أن هذا الاتحاد هش وأن أعضاءه ليس على قلب رجل واحد ولا ينظرون إلى المصلحة العامة، والأدهى والأمر بأن هؤلاء الأعضاء ولاؤهم ليس للأسرة الإدارية في الاتحاد وإنما لأطراف أخرى يهمها سقوط من هو على رأس الهرم وإثبات صحة مناشدتهم بأن هذا الرجل الرياضي غير مناسب لهذا المقعد الساخن. إن السكوت على هذا التصرف غير الأخلاقي للمهنة الإدارية سوف يساهم في تشجيع الشامتين على تكرار التجربة ومحاولة زرع الفتن من خلال تمريرهم للأخبار قبيل نهاية الاجتماعات المقبلة، ضاربين حرمة الاجتماع عرض الحائط. لذا لا بد أن تدرك مدى خطورة هذا التصرف المشين الذي لا يليق بأعضاء اتحاد كرة نعول عليهم بآمال وطموحات كبيرة، وبالتالي فإن معاقبة من قام بهذا التصرف والإعلان عنها يحفظ لكم كرامة المهنة وعدالة القرار وشفافية التعامل. أما إذا تركت الأمور إلى حسن الظن ونظرت لمن حولك بعين طبعك، فاسمحلي أن السقوط لا مفر منه فترقب حدوثه.