أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أن برنامج كراسي البحث العلمي حظي بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتمويله لأربعة كراسي بحثية، كما حظي بدعم خاص من المسؤولين ورجال الأعمال، مشيرا إلى أن عدد كراسي البحث في جامعات المملكة بلغ أكثر من 200 كرسي، جاء ذلك عقب افتتاحه، صباح أمس «الملتقى الأول للكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج» الذي ينظمه كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية في قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمرات بمقر الوزارة خلال الفترة من 22 إلى 24 صفر 1434ه. وقال وزير التعليم العالي: «على الرغم من أن التبادل الطلابي وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات السعودية ونظيراتها الخارجية لا يزال محدودا، إلا أنني على قناعة تامة بأن المشاركين في هذا الملتقى سيقدمون نماذج عديدة لمجالات هذا التبادل، وسيناقشون الآليات التي تتبع في الخارج، ما يتيح فرصا جديدة تساعد على تفعيل نظام الطالب الزائر في الجامعات السعودية». وأشار إلى أن المملكة بدأت منذ 40 عاما في تشجيع ودعم تأسيس كراسي ومراكز البحث العلمي في عدد من الجامعات العريقة في الخارج؛ إيمانا بأهمية التواصل العلمي مع محاضن العلم خارج البلاد وتعزيزا للاتصال العلمي والثقافي مع الدول الصديقة، مضيفا أن عدد الكراسي بلغ 44 كرسيا، ولافتا إلى أن ذلك يؤكد حرص المملكة وشعبها على دعم ومساندة الباحثين والدارسين، إضافة إلى إيجاد مجالات للتعرف على جوانب الحضارة العربية والإسلامية وتاريخها. وبين أن تجربة الكراسي السعودية في الخارج خطوة مشجعة نحو تأسيس كراسي بحثية في الداخل وفق نظرة علمية متقنة عملت من خلالها الدولة، ممثلة في وزارة التعليم العالي، على دعم جامعاتنا أكاديميا وتعزيز إمكاناتها البشرية والتقنية والبحثية، منوها إلى أن أول كرسي علمي تم إنشاؤه على مستوى جامعات المملكة في عام 1994م من خلال قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ومن جهته، أشار مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر إلى أن اتجاه رجال هذه البلاد المباركة إلى تأسيس كراسي بحثية ومراكز علمية في الخارج يعد تجسيدا لانفتاح مبكر على دول العالم ذي الطابع العلمي، وتأكيدا لرؤية استراتيجية بعيدة المدى لدى ممولي تلك الكراسي والمركز العلمية، يأتي ضمن أهدافها بيان الصورة المعتدلة للدين الإسلامي والمنهج الوسطي الذي يضبط أحكامه، والرغبة في الاستفادة من مخرجات تلك الكراسي والبرامج والاستنارة بتجاربها العلمية والعملية، وصولا إلى تبادل معرفي يمثل الغاية الأسمى من وراء ذلك الغرس. ومن جانبه، أكد الدكتور شيرمان جاكسون من كرسي الملك فيصل للفكر والثقافة الإسلامية في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية على أهمية مثل هذه اللقاءات؛ لما تحققه من فائدة في إلقاء الضوء على موضوعات علمية مهمة تخدم المجتمع. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور عبدالله بن ناصر السبيعي المشرف على كرسي الأمير سلمان أن الملتقى شارك فيه 15 كرسيا ومركزا علميا خارجيا من الكراسي التي تحظى بدعم المملكة، مضيفا أن هذا العدد لا يمثل جميع البرامج والكراسي المدعومة، ولكنه يمثل الأبرز والأهم منها. وبين أن المشاركين يمثلون كراسي ومراكز علمية متميزة من: الولاياتالمتحدةالأمريكية، المملكة المتحدة، روسيا الاتحادية، إيطاليا، مصر، ولبنان، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الكراسي السعودية المتميزة في الداخل. وفيما تناولت فعاليات الجلسة الأولى التي شارك فيها عدد من مديري الجامعات والمتخصصين والمهتمين بالكراسي والمراكز العلمية تجارب الكراسي والمراكز البحثية، تعقد صباح اليوم في قاعة التشريفات بجامعة الملك سعود الجلسة الثانية للملتقى، وستناقش التبادل الطلابي وأعضاء هيئة التدريس. ويختتم الملتقى جلساته، مساء اليوم، بالجلسة الثالثة التي ستبحث مجالات التعاون العلمي. من جهة أخرى أوضح ل«عكاظ» رئيس لجنة الكراسي العلمية في جامعة الملك فيصل المشرف العام على إدارة التبادل والتعاون المعرفي الدكتور عبدالله بن إبراهيم السعادات بأن الكراسي العلمية، أو ما يسمى بكراسي البحث التي تنشأ في الجامعات، تعد إحد أبرز أدوات توليد المعرفة في المجتمعات المتقدمة التي يشكل سباق الإبداع والابتكار والتطوير المعرفي والتقني حجر الزاوية في بنائها الاقتصادي ومواقعها التنافسية على الصعيد العالمي. وأضاف أن الجامعة تهدف من خلال برنامجها في الكراسي العلمية إلى مد جسر الشراكة الفاعلة بينها وبين مؤسسات المجتمع المحلي، كما تسعى من خلال الكراسي العلمية إلى تحقيق تواصل معرفي أوسع وشراكات تعاون علمي أوثق مع مؤسسات علمية مرموقة في الدول المتقدمة واستثمارها لتحقيق النقلة النوعية المنشودة في البرامج البحثية والمنجزات المعرفية للجامعة.