«الكونفدرالية» هي «اتحاد» دول مستقلة في كيان واحد يحمل ذات الأهداف المشتركة وذات المواقف تجاه قضايا اقتصادية ودفاعية وأمنية واستراتيجية، وأفضل مثال لهذا الاتحاد الكونفدرالي هو «الاتحاد الأوروبي» الذي أصبح يضم أكثر من 25 دولة أوروبية، توحدت مع بعضها ولم تنصهر في كيان يلغي استقلاليتها. و«الكونفدرالية» تختلف عن «الفيدرالية» التي تذيب مجموعة الكيانات الصغيرة في «دولة واحدة» ذات كيان واحد، عكس «الكونفدرالية» التي تنص اتفاقياتها على توحيد الدول وتنسيق مواقفها دون «ذوبان كامل» الأمر الذي يحفظ للدول المشتركة في هذا «الاتحاد الكونفدرالي» نوعا من الاستقلالية والخصوصية. وأفضل مثال ل«الفيدرالية» الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه اقترح في افتتاح القمة الخليجية 32 بالرياض تحويل دول الخليج الى كيان «كونفدرالي» شبيه بالكيان الأوروبي. وهذا الاقتراح كفيل بنقل «الخليج العربي» من مرحلة «التعاون» الى مرحلة «الاتحاد» شبه المتكامل. الأمر الذي يتيح لدول الخليج توحيد قواها ومواردها المالية والنفطية والاجتماعية والسياسية وتشكيل واحدة من أقوى «دول العالم». ومجلس «التعاون» الخليجي تأسس عام 1981 أي قبل أكثر من 30 عاما من ست دول هي السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، البحرين وعمان وهناك عضوية لدولتين هما العراق واليمن في بعض لجان المجلس، ومقترح لضم دولتين للمجلس هما الأردن والمغرب. وبعد إرادة الله ساهم التعاون العسكري لدول «مجلس التعاون» في حماية الكويت أثناء غزو صدام، وكذلك البحرين التي عانت من التدخل الإيراني في مواقف عدة. وهناك مصادر أشارت الى أن «الاتحاد الخليجي» المقترح والمتوقع أن يعلن عنه في الدورة المقبلة قد يكون خليطا بين «الكونفدرالية» و«الفيدرالية» بحيث يكون نموذجا فريدا لا مثيل له في العالم. وشخصيا أؤيد تماما الدعوة الى تصعيد «التعاون» الخليجي الى «اتحاد»، وأرى أن مستقبل الدول وازدهارها يكمن في استقرارها الأمني ونموها الاقتصادي وفي رفاهية الشعوب وهذه من الأمور التي تشكل صلب الاتحادات في العالم. وربما تتاح عبر هذا «الاتحاد» فرصة لتوظيف القوى العاملة الوطنية في دول المجلس، إضافة لإتاحة فرص استثمارية قوية في دول الخليج. إضافة الى كون الاتحاد الذي سيشكل قوة عسكرية يوفر حماية من «اعصار» التدخل العسكري لدول متربصة بالخليج وأمنه وكذلك يوفر حماية من عبث ما يعرف بالربيع العربي، وقد أدرك العرب بعد فوات الأوان أنه «خريف الإسلام السياسي» للجماعات التي ترفع اسم الإسلام لمحاربة معارضيها وتؤلب الشعوب المستقرة على قياداتها بهدف الوصول لكراسي الحكم. السؤال: هل ممكن أن يرى هذا «الاتحاد» الحلم قريبا؟ ومتى نرى «الدينار الخليجي» الموحد الذي قيل إنه سيكون أحد أقوى العملات في العالم؟ دعونا نتحد لنواجه المد والإعصار.. فالاتحاد قوة. Facebook: Hisham Kaaki